ID
int64 1.01M
3.12M
| Document
stringlengths 20
68
| Sentences
stringlengths 21
14.5k
| Sentence_Count
int64 1
391
| Word_Count
int64 4
3.08k
| Readability_Level
stringclasses 14
values | Readability_Level_19
int64 3
19
| Readability_Level_7
int64 1
7
| Readability_Level_5
int64 1
5
| Readability_Level_3
int64 1
3
| Source
stringclasses 26
values | Book
stringlengths 1
94
| Author
stringclasses 215
values | Domain
stringclasses 3
values | Text_Class
stringclasses 3
values |
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
1,050,017
|
BAREC_GL_الرحلة العجيبة لعروس النيل_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الرحلة العجيبة لعروس النيل
بقلم: يعقوب الشاروني
- رسوم: صلاح البيصار
الطبعة الثانية
كان الأصدقاء الخمسة قد تجمعوا في حديقة بيت أمل، فقد تعودوا أن يتجتمعوا مرة كل أسبوعٍ في منزل أحدهم.
كانت الحديقة واسعة، تطل على شاطئ النيل،
بها عدد كبير من أشجار البرتقال والليمون،
وفي وسطها انطلقت أمل تطير في الهواء فوق أرجوحةٍ، تدلت من فرع شجرة جميزٍ عجوزٍ، ارتفعت من بين أغصانها أصوات تغريد طيورٍ كثيرةٍ.
وكان عادل ونبيل يتبادلان دفع الأرجوحة إلى الأمام وإلى الخلف، وسط ضحكات الأصدقاء، وصراخ أمل كلما ارتفعت الأرجوحة بها عاليًا في الهواء.
صاح نبيل ضاحكًا: "سنرفعك في المرة القادمة إلى السماء! "
أما كلبهم عنتر، ذو الشعر الناعم الأسود الطويل والعينين البراقتين، فقد أخذ يتقافز في مرحٍ، كأنما يشاركهم لعبهم.
قالت دعاء، وقد استغرقت في تأمل حركات عنتر: "ما رأيت أذكى من هذا الكلب..
لم يبق إلا أن يعلمه عادل النطق عما قريبٍ".
هنا توقف عنتر عن لعبه، لتتابع عيناه أمل، وهي ترتفع عن الأرض وتنخفض.
وفجأةً سمع الأصدقاء صوت بكاءٍ، سكت معه تغريد الطيور فوق شجرة الجميز.
لم يكن الصوت عاليًا، لكنه كان يثير الشفقة.
وتوقف الأصدقاء عن لعبهم، وأنصتوا.
أخيراً قطع علاء الصمت قائلًا: "أظنه صوت طفلٍ ضل طريقه".
صاحت دعاء في قلقٍ: "طفل؟!
ليذهب كل واحدٍ منا في اتجاهٍ، يبحث عنه".
وكانت أمل الصغيرة أول من عاد، فوقفت تتلفت حولها في حيرةٍ بحثًا عن بقية الأصدقاء.
ثم ظهر نبيل، فقال لها ضاحكًا: "لا شك أننا سمعنا مواء قط.
أما علاء، فقد صور له خياله الواسع، أنه يسمع بكاء طفل!! ".
هنا رجع عادل مع علاء.
قال عادل: "لم نجد أطفالًا.. "
فقال نبيل في سخريةٍ: "طبعًا.. لأن القطة التي سمعت صوتها كانت تريد تسلق شجرةٍ، وقد تسلقتها!! "
وفي تلك اللحظة، وصلت دعاء، وعلى وجهها علامات الخيبة وهي تقول: "أين اختفى هذا الطفل؟!
أخشى أن يكون قد سقط في ماء النيل! "
وقبل أن يطلق عليها نبيل سخرياته، عاد صوت البكاء يرتفع واضحًا من جديدٍ!
هنا أحس عنتر بحيرة أصحابه، وبذكاء الحيوان فهم أنهم يبحثون عن مصدر البكاء.
وفي هدوءٍ، قام، وهز ذيله، وانطلق يستأنف البحث.
واخترق عنتر حاجز أشجار البرتقال والليمون، وخرج من بينها إلى شاطئ النيل.
قالت أمل: "عنتر يدعونا إليه..
لقد عثر على شيءٍ!! "
وأسرع الأصدقاء يجرون نحو عنتر.
وكم كانت المفاجأة قوية بالنسبة إليهم جميعًا!
لقد وقف الأصدقاء الخمسة بعضهم إلى جوار بعضٍ، وقد تسمرت أقدامهم إلى الأرض، وعيونهم تنظر إلى الأمام في ذهولٍ!!
لم يكن البكاء صادرًا عن طفل ضال كما ظنوا، بل كان يصدر عن آخر شخصٍ يمكن أن يتوقعوا رؤيته يبكي على شاطئ النيل!!
صاح نبيل مضطربًا، رغم ما يتصف به من خفة ظل، وهو لا يزال متسمرًا في مكانه مع باقي الأصدقاء: "هل هذا حقيقي؟!
أنا لا أصدق!!
هل أرى أمامي حقًا عروس النيل؟! "
قال علاء، ودهشته تفوق دهشة نبيل: "إنها هي بعينها..
ما الذي عاد بها إلى هنا، بعد أن ذهبت إلى عالمها في أحضان النيل منذ يومين؟! "
وعادت الحوادث التي وقعت منذ يومين فقط، تعيش حياة مرة أخرى في ذاكرتهم جميعًا...
فقبل يومين، كانت مجموعة الأصدقاء "عادل ونبيل وعلاء ودعاء وأمل" يقفون على شاطئ النيل، عند الحديقة التي تحيط بالمسلة الفرعونية، المطلة على شاطئ النيل قرب برج القاهرة، وقد ظهرت حولها في كل مكانٍ، نماذج من المباني والنقوش الفرعونية.
كانت أمل أصغرهم في التاسعة من عمرها، وأكبرهم عادل في الثانية عشرة.
وفجأة قفزت أمل واقفة، وأشارت بيدها في حماس إلى سفينةٍ ترفرف فوقها الرايات بدأت تقترب من بعيدٍ، وصاحت: "الاحتفال بدأ.. "
وانطلق الأصدقاء الخمسة يلوحون بأيديهم للسفينة، وهي تشق الماء، فخورة بنفسها فوق سطح النيل.
قال عادل: "إنها تشبه السفن الفرعونية.
انظروا إلى الأعمدة التي تحمل سقفها..
لكل عمودٍ تاج يشبه زهرة اللوتس المتفتحة".
وأضافت دعاء: "وقرص الشمس بجناحيه المتميزين، يطل على كل ركنٍ فيها".
وتزاحم حولهم ومن خلفهم، مئات ومئات من الصغار والكبار، يهتفون ويرفعون الأعلام، وقد جاءوا يشاركون في الاحتفال "بوفاء النيل".
| 54
| 774
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Amazing Journey of the Bride of the Nile
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,018
|
BAREC_GL_الرفيق المجهول_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الرفيق المجهول
بقلم: عبد الله الكبير
الطبعة الحادية والعشرون
كان أمين جالسًا، بالقرب من أبيه المريض، الراقد في فراشه،
فرآه يحرك رأسه، ويلتفت إليه، ويقول: يا بني!
إنك ولد طيب؛
وإني أموت وأنا راضٍ عنك، فاصنع الخير دائمًا، والله يرعاك...
ولم يستطع الأب أن يتم حديثه، فقد مال رأسه، وفارقت روحه جسده، وأصبح من الأموات.
مسكين أمين!
لقد صار يتيمًا، وحيدًا في هذه الدنيا، وهو لا يزال في السادسة عشرة من عمره،
فماذا يفعل، في هذه المصيبة الكبيرة التي نزلت به؟ ...
لقد سحب الغطاء على والده الميت، وقبل يده، وأخذ يبكي بدموعٍ حارةٍ، حتى غلبه التعب، فأسند رأسه إلى طرف السرير، الراقد عليه أبوه، واستغرق في النوم...
وفي نومه رأى حلمًا عجيبًا: رأى الشمس تضحك له، والقمر ينحني أمامه، وفتاةً جميلةً تقترب منه، ووالده يشير إليها، ويقول: هذه عروسك يا ولدي!
إنها أجمل البنات خلقًا وخلقًا!...
صحا أمين، فلم يجد شمسًا ضاحكةً، ولا قمرًا منحنيًا، ولا عروسًا جميلةً.
وإنما رأى نفسه وحيدًا، في الغرفة الواسعة، وأمامه والده ميتًا في فراشه.
وبعد أن دفن الميت، وعاد أمين إلى البيت، وجده خاليًا مقبضًا، فباعه بما فيه، وترك المدينة، التي لم يبق له فيها قريب.
ومر بقبر أبيه، فوقف في خشوعٍ، وقال: نم مستريحًا يا أبي!
سأكون طيب القلب، كما كنت أنت، وسأعيش كما ربيتني، وسأحب الناس جميعًا، وأقدم لهم ما أستطيع من مساعدةٍ...
ثم انصرف راضي النفس، وصار يمشي بين الحقول، حتى أوشكت الشمس أن تغيب، فجلس على كومةٍ من القش،
وجعل ينظر إلى السماء، التي صبغها الشفق بلونه الأحمر، وإلى الزرع الناضر، الذي يحيط به؛ والأزهار التي اختلفت أشكالها وألوانها؛ وإلى جدول الماء الصافي، الذي تدلت فوقه الأغصان، كأنها تريد أن تصافحه...
أنس أمين بهذا الجمال، ونام على القش، نومًا عميقًا؛
ولم يوقظه إلا تغريد الطيور، وأشعة الشمس تداعب وجهه.
وبعد أن صلى صلاة الصبح، مضى في طريقه، فشاهد رجلين من الأشرار، يحاولان إخراج ميتٍ من نعشه،
فاقترب منهما، وقال لهما: لماذا تقلقان راحة هذا الميت؟
فنظر إليه الرجلان في غضبٍ، وقال له أحدهما: وما لك أنت؟
ابتعد عنا، ولا تتدخل فيما لا يعنيك...
ولكن عملكما هذا قبيح، لا يرضي الله...
لا شأن لك بما نفعل...
إنه يستحق أكثر من هذا، فقد كان مدينًا لنا بألفي جنيهٍ، ومات قبل أن يدفع لنا الدين.
فلا بد من أن نرميه للكلاب، انتقامًا منه!
واستمر الشريران في محاولتهما،
فصاح فيهما أمين: إن الله وحده، هو الذي يحاسب الأموات...
اتركاه، وأنا أدفع لكما دينكما...
أخذ الشريران النقود، واختفيا بين الأشجار.
فأعاد أمين الميت إلى قبره، ودعا له بالرحمة، وسار في طريقه، حتى وصل إلى الغابة الكبيرة،
فرأى الحوريات قد تجمعن، على ضوء القمر المتسلل من بين الأشجار، وأخذن يلعبن ويرقصن، على قطرات الندى، التي تلمع فوق الأعشاب والأوراق، كأنها فصوص من الألماس...
ورأى عناكب كبيرة، تضع على رؤوسها تيجانًا من الفضة، وتتنقل بين الأشجار، على جسورٍ معلقةٍ في الهواء، وترقص على قطرات الندى اللامعة، مثل الحوريات!...
وأشرقت الشمس، فاختبأت الحوريات في وسط الأزهار، واختفت العناكب في بيوتها؛
واستأنف أمين سيره، فسمع صوتًا يناديه: يا أخي!
إلى أين أنت ذاهب؟
تلفت أمين إلى جهة الصوت، فأبصر شابًا طويلًا، ملتفًا في عباءةٍ بيضاء، وفي يده عصًا، وعلى ظهره كيس، وعيناه صافيتان كأعين الملائكة؛
فاطمأن لرؤيته، ورد عليه: إني مسافر إلى العالم الواسع!...
فقال الغريب: وأنا مثلك يا أخي؛
فهل تحب أن نسافر معًا؟ ...
وبعد قليلٍ، صار الاثنان صديقين، وشكا كل منهما إلى زميله همه، وقص عليه أحزانه.
وعندما انتصف النهار، جلسا تحت شجرةٍ كبيرةٍ، يتناولان طعامهما، فمرت بهما سيدة عجوز، تحمل على كتفها حزمة من الحطب، وترتدي ثوبًا أسود قديمًا، تزينه ثلاث ورداتٍ جميلةٍ،
فلما ابتعدت عنهما بضع خطواتٍ، زلت قدمها، وسقطت على الأرض، وهي تصرخ بصوتٍ مؤلمٍ؛
فجرى الصديقان إليها، فرأيا رجلها قد كسرت...
| 50
| 774
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Unknown Companion
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,020
|
BAREC_GL_الشاطر محظوظ_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الشاطر محظوظ
بقلم: يعقوب الشاروني
رسوم: هاني دافيد
الطبعة العاشرة
في قديم الزمان، عاشت أميرة رائعة الجمال، في مدينةٍ عظيمةٍ، تحكمها ملكة عجوز.
وقد تقدم عدد كبير من أفضل الشبان يطلبون الزواج من الأميرة.
لكن الملكة لم تكن تريد هذا الزواج، لكي لا يطالب الزوج بأن يصبح ملكًا بدلًا منها.
لهذا كانت تطلب ممن يتقدم لخطبة الأميرة، أن يقوم ببعض الأعمال الصعبة.
فإذا أخفق، تسجنه في جزيرة وسط البحر، يرعى الماعز والأغنام طوال حياته.
ولم يتمكن أي شاب من تنفيذ طلبات العجوز، فكان السجن مصيرهم جميعًا.
لقد طلبت منهم العثور على جواهر صغيرةٍ جدًا، ضاعت منذ زمنٍ بعيدٍ جدًا! أو إحضار طيورٍ غريبةٍ جدًا، من أماكن بعيدةٍ جدًا! أو نقل صناديق ثقيلةٍ جدًا، إلى أماكن عاليةٍ جدًا! كل هذا في وقتٍ قصيرٍ جدًا!
وفي كل شهرٍ، كان يتقدم شبان جدد، فلا يفلت أحدهم من السجن في جزيرة الماعز والأغنام، وسط البحر.
وفي مدينةٍ صغيرةٍ، تبعد كثيرًا عن مدينة الأميرة، كان يعيش فتى اسمه "محظوظ" هو ابن حاكم المدينة.
وكان أهل هذا البلد، يحبون السفر والمغامرات.
وفي كل ليلةٍ، يجلس الفتى بين العائدين من رحلاتهم يسمع أخبار العالم الواسع.
وليلةً بعد ليلةٍ، احتلت أخبار الأميرة الجميلة جانبًا كبيرًا من قصصهم وحكاياتهم..
وانطلق خيال الفتى "محظوظ" يصور له صفات هذه الأميرة، التي سجن كثيرون من أجلها.
وأخيرًا قال لوالده: "أرجو أن تسمح لي يا والدي بالذهاب لخطبة الأميرة الحسناء".
فصاح والده منزعجًا: "ستسجن كما سجن كثيرون غيرك، وتقضي بقية حياتك ترعى الأغنام والماعز.
لن أسمح بهذا أبدًا! "
أحزن هذا الجواب "محظوظًا".
واشتد به الحزن حتى خشي والده أن يصيبه المرض، فقال له: "لا تحزن.
اذهب إلى الأميرة، بشرط أن تعتمد على نفسك في سفرك، كما يفعل بقية أهل بلدنا.
سأعطيك حصاني الأبيض، وعليك أن تدبر بقية أمرك".
أجاب "محظوظ" في سعادةٍ: "يكفيني هذا الحصان".
ولم يلبث أن خرج على ظهر الجواد الأبيض، في طريقه إلى مدينة الأميرة الجميلة.
لم يكن "محظوظ" قد ابتعد كثيرًا عن مدينته، عندما سمع امرأة تبكي، وشاهد بجانب الطريق سيدة تتساقط الدموع من عينيها بغزارةٍ،
فاقترب منها وسألها: "لماذا تبكين يا سيدتي على هذا النحو المؤلم، في هذا اليوم الجميل".
رفعت المرأة وجهها الحزين لتنظر إلى "محظوظٍ"..
وفجأة، ثبتت نظرها على الحصان، وصاحت: "إنه أبيض!... أبيض لا يختلط بياضه بأي لونٍ آخر!! ".
فسألها الفتى في حيرةٍ: "ما معنى هذا؟ "
أجابت المرأة ونظرها مثبت على الحصان: "كنت أسير ومعي ابني، عندما هاجمني عملاق وانتزعه مني.. ".
قال "محظوظ": "أين ذهب هذا الشرير؟
سأذهب لقتاله".
أجابت السيدة: "إنه مخلوق غير عاديٍ، لا تؤثر فيه الأسلحة أو السيوف.
شيء واحد يحمله على إرجاع طفلي.. أن أذهب إليه وحدي، راكبةً حصانًا كامل البياض!..
وكنت أظن أنه لا وجود لمثل هذا الحصان".
رق قلب "محظوظٍ" لموقف السيدة المحزن، وأحس بلهفتها على ابنها.
وبدون ترددٍ، فوجئت السيدة بالفتى يقفز عن حصانه إلى الأرض، ويرفعها بذراعيه القويتين، ليضعها على ظهر الحصان وهو يقول "اذهبي إلى ابنك.
وفقك الله".
ثم وخز الحصان، فانطلق يجري براكبته.
وهنا حدث شيء غريب: رأى "محظوظ" ضوءًا يحيط بالحصان وراكبته، أخذ يشتد كلما ابتعدا.
وفجأة، أوقفت الراكبة الجواد، وحولت وجهها نحو "محظوظٍ".
كانت ملامحها تشع بالسعادة والنبل والجمال.
وفي صوتٍ موسيقي عذبٍ قالت "لا ترجع إلى مدينتك أيها الفتى الطيب، وستقابل في طريقك خمس غرائب عجيبة! ".
وفجأة، اختفت وسط ضبابٍ أبيض.
ولم يعرف "محظوظ" أكان هذا حلمًا أم حقيقةً، ولم يدر أكانت هذه السيدة من البشر أم هي ملاك كريم.
لكن الأمر المؤكد أن حصانه قد اختفى.
كان الطريق طويلًا وشاقًا، يتعذر الاستمرار فيه بغير حصانٍ.
ومع هذا، ملأته الكلمات الأخيرة التي نطقت بها السيدة بنشاطٍ عظيم، وقوةٍ هائلةٍ، وتصميمٍ لا حد له!
لم يصطحب الفتى "محظوظ" أي أتباعٍ معه عند سفره، تنفيذًا لما قرره والده من أن يدبر بنفسه كل أمور سفره،
لكنه عندما وجد نفسه يسير على قدميه، قال: لا بد أن أتخذ أتباعًا في أثناء الطريق، أختارهم بنفسي
وتطلع "محظوظ"، فشاهد على مسافةٍ أمامه تلًا يرتفع في وسط الطريق، فهمس لنفسه: "هذا شيء غريب.
| 54
| 804
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
Lucky the Clever
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,021
|
BAREC_GL_الصياد الماهر_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الصياد الماهر
بقلم: عادل الغضبان
الطبعة الثالثة عشرة
كان لرجلٍ في الزمن البعيد أبناء ثلاثة؛
وكان كل من الابن الأكبر والابن الأوسط يقضي وقته في شحذ سيفه، ويقول: إني بهذا السلاح أستطيع أن أنتصر على جميع أعدائي.
أما الابن الأصغر فكان مشغولًا ببري السهام، حتى يشدها إلى قوسه، ويصيب بها أبعد الأهداف.
وفي ليلةٍ من الليالي، رأى الابن الأصغر في منامه، شيخًا قصير القامة، يقترب منه ويوقظه، ويضع في كفه ورقةً فيها خطوط ركب بعضها ببعضها الآخر، ويقول له: "إليك هذه الورقة،
فهي تؤكد لك أنك ستذهب بعيدًا في هذا العالم، إذا كنت لا تخاف من شيء ولا تهاب أحدًا".
وطلع الصبح، وتبدد الحلم، وكانت الورقة لا تزال شغل الابن الأصغر، ولا يعرف كيف يفسرها.
فذهب يلقى أباه ويستأذنه في رحلةٍ حول العالم.
فلما طار النبأ إلى أخويه، جاءا إلى أبيهما، وقد تقلد كل منهما سيفه، وقالا له: "اسمح لنا يا والدنا الكريم! أن نصحب أخانا في رحلته حول العالم،
فلن نكون أقل مهارة ممن يملك القوس والسهام".
وكان الوالد لا يريد أن يدعهم يرحلون، ولا يود في الوقت نفسه، أن يجعلهم يعدلون عن رغبتهم،
فقال لهم بعد تفكيرٍ قليل: "افعلوا يا أبنائي، ما ترون أنه الصواب".
ثم أعد الوالد لهم معدات الرحلة،
فسار الأخوان الأكبر والأوسط، وقد اعتمدا على سيفهما، في حين اعتمد الأخ الأصغر على قوسه وسهامه...
ولا تسأل عن الأم كيف ودعت أبناءها، والدموع تسيل على خديها.
ومما لا شك فيه أن شبابنا الثلاثة غادروا منزل الوالدين، والحزن يملأ قلوبهم، ولكنهم ما إن ابتعدوا قليلًا حتى عم السرور صدورهم.
واصل المسافرون الثلاثة مسيرهم، فوصلوا إلى فندقٍ يملكه الملك، وكان على مدير الفندق، بأمر الملك، أن يستضيف جميع المسافرين،
فدخلوه ولقوا من عناية القائمين على الفندق، ما أطلق ألسنتهم بالشكر والثناء.
وتابع الإخوة الثلاثة رحلتهم منشرحي الصدور، حتى بلغوا غابة من الغابات، كثيفة الشجر والغصون، لا عصفور يطير فيها، ولا يأوي إليها أي حيوانٍ كان.
ومضوا يسيرون فيها وهي لا تنتهي، إلى أن هبط الليل، فاستقر رأيهم أن يقضوا الليل فيها، على أي وجهٍ يكون،
فتفرقوا في الغابة يجمعون كمية كبيرة من الحطب، ثم اجتمعوا في مكانٍ منها، وأشعلوا النار،
وعقدوا فيما بينهم الاتفاق الآتي: "على من يقضي الليل سهران حارسًا، ألا يوقظ أخويه مهما حدث، وألا يقص عليهما، حين يستيقظان، أحداث الليل – وإن تعرضت حياته للخطر –
وعليه كذلك ألا يترك النار تخمد، وإلا فقد نصيبه من مكاسب الصيد".
اتفق الإخوة على هذا ونفذوه،
فحطموا الحطب الذي جمعوه، وأشعلوا فيه النار، وارتفعت ألسنة اللهب بعد قليل إلى كبد السماء، حارة مضيئة،
فافترش الأصغران الأرض وناما، وجلس الأخ الأكبر على مقربةٍ من النار، وسيفه يتدلى إلى جانبه،
وكان بين حينٍ وحين، يستلقي إلى الأرض، ويغمض جفنيه قليلًا من شدة النعاس، ولكنه لا يلبث أن ينهض واقفًا، ويتم حراسته يقظان نائمًا.
وبعد دقائق قليلةٍ من انتشار الليل، سمع هذا الأخ الأكبر، حفيف إشجارٍ في الغابة، أعقبه نعيق بومة، فطار النعاس من عينيه،
وبقي يترقب شيئًا غير مألوف،
ثم تبع ذلك كله صوت شجرةٍ تتحطم،
فالتفت إلى الوراء، فرأى تنينًا برؤوس ثلاثة، مقبلًا نحوه، والأشجار تتقصف تحت زحفه،
فاستولى على الأخ الساهر خوف شديد، وكاد يوقظ أخويه، غير أنه تذكر الاتفاق المعقود بينهم،
وقال في نفسه: "لو صحت بهما وأيقظتهما، فقدت نصيبي من المكاسب، ولو سكت متنا نحن الثلاثة،
ولكن لا، فلن أقهر في يسرٍ وسهولة"
وعندما بدأ التنين ينفخ في النار قصد إطفائها، جرد الشاب سيفه، وأهوى به على التنين، فقطع أول رأسٍ له،
وثنى بضربةٍ أخرى من سيفه، فقطع الرأس الثاني،
ثم جر جثة التنين، وألقاها في بعض الحفر، وانتزع ألسنة الرؤوس الثلاثة، وخبأها في جيبه،
وركض إلى النار التي كادت تخمد، فغذاها بالحطب فالتهب،
وكان الليل يكاد ينقشع، والفجر يكاد يطلع، فصحا أخواه، ولم يسألاه كيف قضى ليلته؟
ولا هو سألهما هل ناما نومًا هادئًا مريحًا؟ ...
ذلك كان من شروط الاتفاق بينهم.
| 44
| 734
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Skilled Hunter
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,022
|
BAREC_GL_الصياد المسكين و المارد اللعين_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الصياد المسكين والمارد اللعين
تأليف يعقوب الشاروني
رسوم صلاح بيصار
يحكى أن صيادًا، اسمه عبد الله، كان يعتمد في رزقه على صيد أسماك البحر.
كان عبد الله فقيرًا جدًا، لا يكسب إلا القليل الذي يحفظ حياته وحياة زوجته وأولاده الثلاثة.
في كل صباح، يخرج حاملًا معه شبكته الثقيلة.
ولم يكن يرمي الشبكة إلا أربع مراتٍ فقط في كل يومٍ، فقد كان يعتقد أنه إذا زاد على ذلك، أصابه سوء الحظ.
كان يقول ‹‹لن تساعدني صحتي على أن أجذب هذه الشبكة الثقيلة أكثر من أربع مرات في اليوم،
وإذا لم يخرج سمك في أربع مراتٍ، فلن يخرج سمك بعد ذلك››.
وإذا اصطاد شيئًا، يحمل ما منحه الله من رزق، ويبيعه في السوق، لينفق ثمنه في شراء احتياجات زوجته وأبنائه الثلاثة، سامع وسمعان وسعدية.
وإذا أصابه سوء الحظ، ولم يصطد شيئًا، يطوي شبكته، ويحملها فوق ظهره، ويعود فارغ اليدين إلى أسرته، لا يجد ما يشتري به طعام عشائهم.
وفي تلك الأيام التي يلازمه فيها حظه السيئ، كان يتجنب السير أمام دكان جاره بائع الخبز، فقد كان يخجل من كرم ذلك الجار.
لكن ذلك الجار، ما إن يلمح عبد الله يقترب من دكانه، حتى ينادى في ود: ‹‹فرج الله قريب!!››
عندئذ لم يكن في استطاعة عبد الله أن يخفي نفسه عن جاره، فيقف في مكانه، يخشى أن يرد تلك التحية المرحة، لأن الكلمات ستخرج من فمه باكية مهمومة
عندئذ يفهم الجار أن سوء الحظ كان رفيق الصياد في ذلك اليوم، فيسرع إليه حاملًا ‹‹قفة›› صغيرة، ملآنة بأرغفة الخبز، وهو يقول له: (خذ هذه لأولادك).
بل كان يضع أحيانًا بعض النقود في يد عبد الله، وهو يقول له: ‹‹وهذا قرض صغير، يمكن أن ترده عندما تستطيع››.
لكن عبد الله لم يستطع أن يرد شيئًا، لأن الصيد كان شحيحًا وقليلًا، لا يكفي في كل مرة إلا لطعام يومٍ واحد حتى في الأيام التي يخالفه فيها حظه الحسن.
وذات مساء، وجد عبد الله نفسه يقول لجاره الخباز: ‹‹خذ شبكتي، وفاء لبعض ديوني››
لكن الخباز رد في استنكار: ‹‹وهل أحرمك من مصدر رزقك ورزق عيالك يا رجل؟
أنا واثق أنه سيأتي يوم ترد لي فيه أضعاف ما أقرضتك من مالٍ، فالله لا يترك أبدًا عباده الصالحين››.
ذات يومٍ، ذهب عبد الله إلى شاطئ البحر كعاداته، مبكرًا قبل طلوع الشمس، ورمى شبكته في الماء.
وعندما أخذ يجذبها، وجدها ثقيلة، فظن أنه حصل على صيدٍ ثمينٍ.
لكنه عندما جذب الشبكة، كانت ممتلئة بالأصداف وأعشاب البحر!
رمى الصياد الشبكة في البحر مرة أخرى، وانتظر.
وعندما بدأ في جذبها، لم يجد الأمر سهلًا، فتجدد أمله في صيد عظيمٍ.
لكن عندما أصبحت الشبكة على الشاطئ، لم يجد بها إلا سلة مملوءة بالأحجار والطين والرمل، ولم يكن بها ولا حتى سمكة واحدة صغيرة!!
وارتمى الصياد على الشاطئ يلهث من التعب ويصيح: ‹‹بعد كل هذا التعب، لا أجد إلا هذا؟
لكن..لا بأس..
لن أتوقف عن المحاولة››.
ثم رمى الشبكة وهو يقول، في محاولة لزرع التفاؤل في نفسه: ‹‹الرمية الثالثة محظوظة››.
وفي هذه المرة، وجد الشبكة ثقيلة جدًا.
فرح الصياد، وأخذ يجذب الشبكة، وهو يتشبث بأحجار الشاطئ حتى لا يسقط.
لكنه عندما أخرجها، بعد محاولات مستميتةـ وجد بها جثة حصانٍ ميتٍ!!
هنا بدأ اليأس يتسلل إلى نفس الرجل، وخاف أن يعود إلى أولاده فارغ اليدين.
وعندما نظر إلى الأفق، لاحظ أن أنوار الفجر بدأت تنتشر، فترك شبكته، وقام يؤدي الصلاة.
انتهى الصياد من صلاته، ورمى شبكته للمرة الرابعة والأخيرة.
ومرة أخرى، عندما جذبها، لم تسعفه قوته لإخراجها من الماء، فأخذ يحاول، ويحاول، حتى أخرجها إلى الشاطئ.
وإذا به يجد بداخلها جرة نحاسيةً كبيرةً وثقيلةً!!
وعندما فحصها، وجد عليها غطاء مغلقًا بإحكام، ومختومًا بالرصاص.
فكر قائلا: ‹‹على الأقل، أستطيع أن أبيع نحاس الجرة لصانع النحاس..
وقليل خير من لا شيء..››
هز الجرة، لكنه لم يسمع صوت شيء بداخلها.
فأمسك بسكينة، وأزال الرصاص، وفتح الغطاء.
ثم نظر داخلها، فلم ير شيئًا.
| 45
| 759
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Poor Fisherman and the Evil Genie
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,023
|
BAREC_GL_الصياد و دينار السلطان_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الصياد ودينار السلطان
تأليف: يعقوب الشاروني
رسوم: تامر الشاروني
صيد عجيب!!
للمرة العاشرة جذب "فرحات" الصياد شبكته فلم يخرج بها شيء..
تنقل من مكانٍ إلى مكانٍ على شاطئ البحر بالقرب من الميناء..
غاص في الماء بساقيه وحتى كتفيه لكن بغير نتيجةٍ!
قال فرحات لنفسه: "كنت أنوي أن أجعل المحاولة العاشرة هي الأخيرة، لكن لا بأس من محاولةٍ أخرى، وإلا بحثت عن عملٍ آخر أسترزق منه! "
وألقى شبكته في الماء وهو شبه واثق أن الحظ لن يصالحه في ذلك اليوم،
لكنه عندما بدأ في سحبها لم تطاوعه كما طاوعته بسهولةٍ عشر مراتٍ من قبل..
نفخ في كفيه متحمسًا وهو يقول: "يبدو أن هذا صيد كثير..
أرجو أن يعوضني الله عن جهدي الذي ظللت أبذله بغير فائدةٍ طوال النهار! ".
واستخدم فرحات أقصى طاقته ليجذب الشبكة..
لكن.. ما هذا؟!
في الشبكة شيء غريب لا يشبه الأسماك!
شيء كبير الحجم لكنه أقرب إلى حيوانات البر منه إلى مخلوقات البحر!!
وعندما أفلح أخيرًا في إخراج شبكته أسرع يوسع فتحاتها بأصابعه العشرة، فلم يصدق ما رأى!.
كان في الشبكة قرد له عين متورمة مغلقة وساق يشقها جرح عميق!!
صاح فرحات ودموع القهر وضياع الأمل تنحدر من عينيه: "لم أتوقع أن يسخر مني كل هذه السخرية!
قرد في الشبكة؟!
وما الذي جاء بمساكن للبر في الماء؟!!
ويحتاج أيضًا إلى علاج عينه وساقه!..
هل هو جني جاء يطاردني على هذه الصورة؟! ".
وفي حذرٍ تقدم لإخراج ذلك المخلوق من الشبكة، فخلصه منها وربطه بحبلٍ متينٍ إلى جذع نخلةٍ قريبةٍ، انتزع منها جريدة غليظة وهو يصر على أسنانه ويقول: "لن أترك هذا المخلوق الغريب يعبث بي، ولن أتردد في عقابه إذا حاول أن يجرب إحدى ألاعيبه معي!! ".
لكنه سرعان ما عاد يقول لنفسه: "وهل أنتظر إلى أن يحاول خداعي؟!
لا بد أن أذيقه منذ الآن آلام لسعات هذه العصا؛ لكي لا يحاول تنفيذ أية فكرةٍ تخطر على باله للسخرية مني! ".
والغريب أنه ما إن رفع يده بقطعة الجريد وتأهب لإنزالها بقوةٍ، حتى نطق القرد مستنجدًا: "كيف تفكر في ضربي؟!..
أنا قرد "أبو السعادات" شيخ الصيارف!!..
كنت أعطيه خمسة دنانير ذهبيةٍ كل صباح ومثلها في المساء،
لكنه أهانني أنا وجنس القرود كلها، واتهمنا بأننا أصحاب عقولٍ فارغةٍ نحب اللعب ولا نشعر بالمسئولية،
فلجأت إلى كهفي تحت ماء البحر، واختفيت بعيدًا عن لسانه السليط وطبعه الحاد! ".
وقف فرحات الصياد يحملق في القرد لا يصدق أذنيه!
ولشدة دهشته لم يجد إلا أن يقول في سخرية: "وكيف وجدت إهانةً في تشبيهكم بكثير من الناس يا صاحب الوجه المليح والقوام الرشيق؟!".
صاح القرد: "أقول لك إنني سبب ثرائه، فتحاول إهانتي بسخريتك أنت أيضًا يا صياد! ".
صاح فرحات: "هل تظن أنك قادر على رشوتي بدنانيرك فأغير ضميري؟!
إذا كانت لك كل هذه القوة السحرية لتعيش تحت الماء ولا تغرق، وإذا كانت خزائن الأرض تحت أمرك تغرف منها الدنانير بغير حسابٍ، فأنا أيضًا قادر على أن أقول رأيي بغير خوفٍ ولا نفاقٍ! ".
هدأ القرد وهو يقول في دهشةٍ: "الآن فهمت لماذا يقول الناس عنك إنك عبيط وساذج، فأنت أول إنسان يعرف أن لي كل هذه القدرات ولا يتذلل أمامي طمعًا في الثراء..
عليك بإلقاء شبكتك في الماء فتخرج لك سمكة لم تر مثلها من قبل.. قشورها برتقالية تلمع كالذهب، ورأسها أحمر يتلألأ كالياقوت، وزعانفها زرقاء كلون السماء أو الفيروز،
فلا تسمح لأحدٍ برؤيتها، بل خذها واذهب فورًا إلى "أبو السعادات"..
سيحاول أن يشتريها منك بأي سعرٍ فلا تبيعها له إلا بالثمن الذي سأحدده لك كي أحصل على حريتي: لا تعطه السمكة إلا في مقابل موافقته على أن يتركني لأصبح تابعك،
فأعطيك خمسة دنانير في الصباح ومثلها بعد الظهر أو في المساء! ".
اضربوه حتى يتعلم الأدب!
لم يصدق فرحات كلمةً واحدةً مما قاله القرد، فتركه مربوطًا وعاد يلقي شبكته في الماء.
وكم كانت دهشته كبيرةً عندما أخرجت له الشبكة تلك السمكة الغريبة الجميلة التي وصفها القرد، فحملها في قفةٍ وأسرع بها إلى دكان "أبو السعادات" شيخ الصيارف.
| 45
| 744
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Fisherman and the Sultan's Dinar
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,024
|
BAREC_GL_الطبلة المسحورة_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الطبلة المسحورة
بقلم: عبد التواب يوسف
رسوم: ماهر عبد القادر
قدمت المكتبة العربية عديدًا من الأساطير والحكايات الشعبية، لكنها لم تقدم شيئًا من قارتنا العذراء السمراء: إفريقيا.. التي سرق الاستعمار الكثير من خيراتها، ومن بين ذلك حكاياتها الشعبية الرائعة،
ويقول المستشرق "بيرتون": إن أوروبا أخذت من إفريقيا ربع مليون حكاية.. ترجمتها إلى لغاتها، بينما لا تعرف غينيا حكايات غانا، والعكس صحيح..
ولقد ترك الاستعمار قارتنا في حالة فقرٍ شديدٍ، وأصبحت تصل إلينا أخبار المجاعات فيها،
وربما تسألون: لماذا لم تكن تحدث أيام الاستعمار؟
الحقيقة أنها كانت أكثر مما هي الآن، لكن أوروبا كانت تخفي عن العالم أخبارها وتحجبها عنها..
ويسرنا أن نقدم لكم هذه القصة الإفريقية الجميلة للكاتب الشهير "شينوا اتشيب".
في ذلك الزمان القديم، كانت الحيوانات في دنيانا تعيش وكأنما هي في سفينة نوح..
فيها من كل زوجين اثنين،
ولم تكن قد ازدحمت بهذه المخلوقات المتقاتلة ليل نهار، لكنها كانت تعيش في أمانٍ وسلام، وكانت عائلة واحدة..
كان هناك سلحف واحد اسمه (أمبي) – وهو الجد الأكبر لكل السلاحف الموجودة الآن في عالمنا – وكان يعيش مع زوجته "آنوم"..
كما كان هناك الطائر "أنونو" الذي هو أيضا الجد الأول لجميع الطيور،
وأيضًا كان هناك كبش وحيد هو "أيبونو" وزوجته النعجة "أتولدو".. والفيل "إينواي" والفهد "أجو" والأسد "أودوم" بجانب عدد آخر من الحيوانات، التي عاشت عمرًا طويلًا ومديدًا وسعيدًا،
إذ توفر لها – دائما – ما تأكله مما تنتجه الأرض:
الرياح تهب، والمطر يسقط، والنبات ينمو بكثرةٍ، والمحاصيل تكفي الجميع..
ومع مرور السنين تغير الجو..
بدأت الأمطار تقل، وزحف الجفاف، وراحت الشمس تطل من السماء دون أن تحجبها السحب، وإذا بالطعام يقل.. بل ويصبح نادرًا في تلك البقعة من الأرض الإفريقية السمراء..
وعامًا بعد عامٍ راحت الأنهار تتوقف عن الجريان، وجفت مياه الجداول، لذلك أطل شبح الجوع الكافر على الجميع..
وبعد أن كانت الحيوانات تحصل على وجباتها الشهية على مدى اليوم، لم تعد تجد لنفسها وجبةً واحدةً..
وكان الأمل أن يعود الحال على ما كان عليه، ولكن ذلك لم يحدث، بل ازدادت الأمور سوءًا،
وأصبح محظوظًا من يعثر على وجبةٍ واحدةٍ كل ثلاثة أيام..
وعم الحزن..
وذات يوم، انطلق السلحف من بيته في الصباح الباكر بحثًا عن فاكهةٍ بريةٍ، أو ثمارٍ عشوائيةٍ ولم يعثر على شيء منها إلى أن حلت الظهيرة ولفحت الشمس الكون بحرارتها بلا رحمةٍ،
وتعب السلحف وتساقط عرقه، وراح يدب على الأرض في صمتٍ وسكونٍ، لا يسمع غير وقع أقدامه فوق الرمال.
ومضى سائرًا إلى أن رأى على البعد نخلةً طويلة، ومد لها قلبه بسرعةٍ وهو يمضي بطيئًا نحو ظلها، وتطلع إلى جذعها الطويل وصولًا إلى قمتها.. وهو يسألها عما إذا كانت تحمل بلحًا ناضجًا.
وكانت للأشجار والحيوانات لغة واحدة مشتركة ولذلك كانت تفهم بعضها البعض..
ردت النخلة على سؤال السلحف: إن لديها بلحة واحدةً ناضجةً..
وعلى الرغم من أن السلحف كان مرهقًا وجائعًا إلا أنه ضاق بما قالته النخلة، وردت: بلحةً واحدةً؟
هل أصعد هذا الجذع الطويل العالي – بارتفاع السحاب – من أجل بلحة واحدة؟!!
كان السلحف يعرف أن بلح النخيل محاط – دائمًا – بالأشواك الحادة الصلبة.
وكانت هناك مشكلة أخرى: كيف له أن يتعرف على الثمرة الناضجة من بين مئات الثمار في عرجون البلح؟
هل سوف يفحص بلحةً بعد الأخرى.. حتى يعثر على البلحة الناضجة الوحيدة؟
أواه.. لا..
إن السلحف لن يقوم بهذا العمل الأحمق.
ومضى السلحف غاضبًا على النخلة وعلى الأرض التي تنمو من فوقها.
وصب جم غضبه ولعناته على الأرض الجدباء البائسة، وعلى التربة البوار، الحمقاء التي لم تستطع أن تنجب سوى نخلةٍ واحدةٍ على رأسها بلحة واحدة فقط ناضجة.
وواصل سيره..
ويبدو أن غضبه قد منحه طاقة جديدة تمكنه من المشي،
لكن سرعان ما أبطأ مرة أخرى بعد أن شعر بإرهاقٍ أكثر من ذي قبل.
وازدادت حرارة الرمال تحت أقدامه.
وارتفع صوت أقدامه المرهقة وهي تسير من فوق الأرض، أعلى وأعلى في رأسه.
ظل السلحف ماضيا في طريقه حتى وصل إلى نخلةٍ أخرى فسألها كم ثمرة ناضجةً لديها؟
فأجابته النخلة: "ثلاثة"، فانهال عليها السلحف سبًا وشتمًا.. وعلى الأرض التي أنبتتها ـ والتي لا تصلح لأي شيءٍ ولا تناسب سوى "أنونو الطائر" فقط لكي يرقص من فوقها.
| 46
| 780
|
15-sin
| 15
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Enchanted Drum
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,025
|
BAREC_GL_الفأرة البيضاء_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الفارة البيضاء
بقلم: عادل الغضبان
الطبعة الخامسة عشرة
كان في ماضي الزمان رجل أرمل اسمه "حريص"، وكان يعيش مع ابنته واسمها "وردة"،
وكانت أمها قد انتقلت من هذا العالم، بعد أيامٍ قليلةٍ من ولادتها.
نشأت "وردة" نشأةً صالحة، وازدانت بكثيرٍ من الفضائل،
وكان أبوها قد عودها أن تطيعه طاعة عمياء، فكانت لا تخالف له أمرًا من الأوامر،
وكان كل همه، أن ينتزع من نفسها رذيلة الفضول التي تعيب أكثر الناس،
فما كانت تخرج أبدًا من حديقة المنزل المحاطة بالأسوار العالية، ولا كانت ترى أحدًا غير والدها،
فلم يكن في المنزل خدم ولا خشم،
وكان أبو "وردة" يغمرها بجميل الملابس والكتب والألعاب، ويمعن في إدلالها وجلب السرور إلى نفسها.
وكانت "وردة" قد ألفت هذا الصنف من العيش وأحبته، وما خطر ببالها قط أن تنتقل إلى عيشٍ سواه.
وكان في نهاية الحديقة كوخ بغير نوافذ، وله باب واحد مغلق دائمًا،
وكانت "وردة" تظن أن الكوخ، مكان توضع فيه الأدوات التي تستعمل في تنظيف الحديقة، وحرثها وزرعها،
فاحتاجت يومًا إلى رشاشةٍ تسقي بها أزهارها،
فقالت لوالدها: "أعطني يا أبي، دام فضلك، مفتاح كوخ الحديقة، فإنني في حاجةٍ إلى رشاشة".
فقال لها أبوها: "ليس في الكوخ يا "وردة" رشاشة من الرشاشات".
وكان صوت أبيها "حريص"، مضطربًا حين لفظ هذه الكلمات،
فأطالت "وردة" النظر إليه، واستغربت أن تراه أصفر الوجه، يتصبب العرق من جبينه،
فسألته قائلة "ما بك يا والدي؟ "
فقال لها أبوها: "لا شيء يا ابنتي لا شيء".
فقالت "وردة": "هل أزعجك يا والدي أني طلبت مفتاح الكوخ؟
ماذا في هذا الكوخ؟
ولماذا أثار فيك هذا الهلع والاضطراب؟ ".
فقال أبوها "حريص": "ما فيه شيء يهمك يا "وردة"
وإنك لتعلمين أني لا أحب الأسئلة، وأن الفضول رذيلة شنيعة".
فلم تجب "وردة"
ولكنها لبثت تفكر وتقول في نفسها: "ماذا عسى هذا الكوخ أن يحتوي؟
ولماذا اصفر وجه والدي عندما طلبت منه أن أدخل الكوخ؟
هل خاف من الخطر الذي أتعرض له، إذا دخلت هذا المكان العجيب؟
ولكن أبي يدخله كل يوم..
لعله يحمل معه الطعام لوحشٍ ضارٍ محبوسٍ فيه...
لا. لا.
فلو كان فيه مثل هذا الوحش، لسمعت زئيره أو خواره، أو وقفت على حركته ومضطربه...
على أنه لم يطرق مسمعي أي صوتٍ صادرٍ من هذا الكوخ،
فالذي فيه إذن ليس بوحش، وإلا كان التهم والدي عندما يدخل عليه..
ولعله مربوط برباطٍ وثيق..
فإن صح هذا فأنا أيضًا لا أتعرض لخطرٍ من الأخطار إذا دخلته... "
ولم يوقظها من هذه الأفكار والآراء، إلا صوت أبيها يناديها بلهجةٍ مضطربة، فهرعت إليه، ووجدته على حالٍ مخيفةٍ من الاصفرار والارتياع،
فعزمت أن تتظاهر بالبهجة والسرور وعدم المبالاة، حتى تهدئ من روع أبيها، وتتمكن من الظفر بالمفتاح.
وكانت "وردة" ستبلغ الخامسة عشرة من عمرها بعد ثلاثة أسابيع، وكان أبوها قد وعدها بمفاجأة لطيفةٍ يوم عيد ميلادها،
فقال لها أبوها ذات صباح: "إنني مضطر يا حبيبتي أن أغيب عنك نحو ساعة، فانتظريني في المنزل وحاذري من الفضول،
فسوف تعلمين بعد ثلاثة أسابيع، ما أنت مشتاقة الآن إلى معرفته،
فاصبري وحاذري يا ابنتي من الفضول".
وقبل "حريص" ابنته وابتعد سائرًا إلى غايته،
فلما خلا الجو لابنته "وردة"، سارعت إلى غرفة أبيها،
ولشد ما فرحت فرحًا لا يوصف، عندما رأت المفتاح قد نسيه أبوها فوق المنضدة، فتناولته وجرت مسرعةً إلى نهاية الحديقة،
وحينما بلغت الكوخ، تذكرت كلمات أبيها حين قال لها: "حاذري من الفضول"، فترددت قليلًا،
وكادت تعود بالمفتاح من حيث أتت، دون أن تفتح الكوخ، لولا تنهد خفيف كان ينبعث من الكوخ،
فألصقت أذنها بالباب، فسمعت صوتًا ضعيفًا يغني غناءً هادئًا ويقول: "أنا الأسيرة
أنا الوحيدة
وعما قليل ألاقي مصرعي في هذا المكان".
أثر في "وردة" هذا الغناء فقالت: "من أنت وماذا عساي أن أفعل من أجلك؟ ".
فقالت صاحبة الصوت: "افتحي الباب يا "وردة" بحق السماء".
فقالت "وردة": "ولكن من سجنك في هذا الكوخ؟
هل ارتكبت ذنبًا من الذنوب؟ "
| 57
| 765
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The White Mouse
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,026
|
BAREC_GL_القداحة العجيبة_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
القداحة العجيبة
بقلم: عبد الله الكبير
الطبعة التاسعة عشرة
كان أحد الشبان الفلاحين، يعيش في قريته الصغيرة، ويعمل مع أبيه، في حقول أحد الأغنياء: يزرع ويحصد، ويرعى الماشية.
وحين بلغ الثانية والعشرين من عمره، قامت الحرب، واشتركت فيها بلاده؛
فذهب إلى ميدان القتال، يدافع عن حرية وطنه واستقلاله.
ولما انتهت الحرب، بعد خمس سنواتٍ، عاد هذا الشاب إلى قريته، فوجد أباه قد مات منذ سنتين، وكانت أمه قد ماتت، وهو صغير، فامتلأت نفسه بالحزن والهم.
ومكث في القرية أسبوعًا، يبحث عن عملٍ يكسب منه قوته، فلم يجد.
فعزم على أن يترك القرية، ويذهب إلى المدينة، راجيًا أن يحصل فيها على عملٍ يناسبه.
سار الجندي في الطريق الزراعي الطويل، قاصدًا المدينة الكبيرة.
وكان يسير سير الجنود، ويغني أناشيدهم العسكرية، ليسلي نفسه.
ومن وقتٍ إلى آخر، كان يضرب الأرض بأقدامه، ويقول: "واحد، اثنان!... واحد، اثنان! "
وبينما هو سائر، إذا صادف في الطريق امرأةً عجوزًا، جالسةً بجوار شجرةٍ كبيرةٍ؛
فحن قلبه عليها، وظنها ضعيفةً فقيرةً، محتاجةً إلى مساعدةٍ، فاقترب منها وحياها:
"صباح الخير يا خالة...
هل أستطيع أن أساعدك في شيءٍ؟! "
فردت عليه العجوز تحيته، وابتسمت له،
وقالت: "أشكرك يا ولدي...
ما أكثر لطفك!...
أتود حقيقة أن تساعدني؟...
ساعدني وأنا أعطيك مالًا كثيرًا...
أغنيك...
أعطيك كل ما تريد من الفضة، والذهب، والجواهر...
أعطيك على قدر ما تستطيع أن تحمل!... "
أخذ الجندي ينظر إلى العجوز، ويتأمل شكلها وملابسها، وهو يعجب من كلامها.
ثم سألها: "ومن أين تعطيني من النقود ما أريد؟..
إن من يراك الآن لا يخطر بباله أنك تملكين شيئًا...
ثم ما هي المساعدة التي أستطيع أن أقدمها إليك؟! "
فأشارت العجوز إلى الشجرة الكبيرة، التي تستند إليها، وقالت: "إن هذه الشجرة مجوفة،
فإذا استطعت أن تتسلق جذعها رأيت في نهايته فتحةً؛
إن نزلت منها، وجدت كنزًا عظيمًا... "
"وكيف أصعد إن نزلت؟
هل في جوف الشجرة سلم؟ ".
فتحركت العجوز في مجلسها، ثم أخرجت من تحت ثيابها حبلًا،
وقالت: "لا، يا ولدي!
ليس في جوف الشجرة سلم؛
ولكني أربط وسطك بهذا الحبل المتين، ثم أجذبك عندما تناديني...
إنني قوية يا ولدي، فلا تخف...
هيا تسلق...
إن السعادة تدعوك، والثروة أمامك...
ستجد في أسفل الجذع ممرًا طويلًا، مضاءً بأنوارٍ قويةٍ؛ لأنه به أكثر من مائة مصباح...
"سر في هذا الممر حتى نهايته، تجد ثلاثة أبوابٍ مغلقةٍ، ولكن مفاتيحها في أقفالها...
إذا فتحت الباب الأول، رأيت حجرةً فسيحةً، في وسطها صندوق كبير، عليه كلب عيناه واسعتان؛
كل عينٍ كفنجان الشاي!
"لا تخف إذا رأيت هذا الكلب ينظر إليك نظراتٍ حادةً، بعينيه الواسعتين...
إن فرشت ملاءتي هذه، ذات المربعات الزرقاء، ووضعت الكلب عليها، فلن يؤذيك؛
وحينئذٍ تستطيع أن تفتح الصندوق، وأن تأخذ منه نقودًا فضيةً، على قدر ما تحب...
"وإذا أردت نقودًا ذهبيةً، فافتح الحجرة الثانية، تجد في وسطها صندوقًا أكبر من الصندوق الأول، وتجد فوقه كلبًا، عيناه أوسع من عيني الكلب الأول، فكل عينٍ كالرغيف...
"لا تخف، بل ارفعه، وضعه على الملاءة؛
ثم افتح الصندوق، وخذ من الذهب ما تشاء...
"أما إذا كنت تحب الجواهر، فافتح الحجرة الثالثة...
إن الكلب الذي فوق الصندوق، مخيف حقًا، فهو ضخم، وعيناه كحجر الطاحون، ولكن لا تهتم به، بل اقترب منه، وارفعه، وضعه على ملاءتي، فلا يؤذيك...
وخذ حينئذٍ من الجواهر ما تريد... "
كان الجندي يسمع كلام العجوز، وهو يظنها مجنون.
ولكنها تابعت حديثها قائلة: "لقد أحببتك يا ولدي، منذ رأيتك...
ولا أريد لك إلا الخير، فأنت لطيف طيب، وتستحق كل ما تأخذ من الكنز...
لا تظن أنني أضحك منك يا ولدي؛
فكل ما تأخذه، إنما هو مكافأة لك، على ما تصنع بي من جميل... "
"وما هذا المعروف الذي تريدين مني؟ "
"إنني غنية يا ولدي، ولا أريد شيئًا من النقود، أو الجواهر؛
ولكن في هذا الكنز قداحة (ولاعة) عزيزة علي؛
تركتها جدتي، بجانب باب الحجرة الثالثة، حينما وضعت الكنز...
إن جدتي كانت ساحرةً عظيمةً؛
وأنا لا أريد منك إلا أن تحضر لي هذه القداحة...
هيا يا ولدي، قبل أن ينتصف النهار. "
| 66
| 851
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Amazing Tinderbox
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,027
|
BAREC_GL_القدم الذهبية_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
القدم الذهبية
بقلم: منى جبر
الطبعة السادسة
يحكى أنه كان في سالف العصر والأوان مدينة جميلة اسمها مدينة "الطواحين السبع".
كانت مدينة جميلة مملوءة بالحدائق الباسقة المليئة بالأزهار.
كان أهلها أناسًا طيبين يحبون الزهور والعصافير ويحبون المرح والغناء وأهل مدينة "الطواحين السبع" من الرجال والنساء والأطفال لهم أقدام كبيرة،
ولم تعرف مدينة "الطواحين السبع" طفلًا أو طفلةً لها أقدام صغيرة كالتي نعرفها الآن.
كان يحكم تلك المدينة ملك محبوب يسمى ذا القدم الحديدية، وكان ملكًا عادلًا وكريمًا لا يظلم أحدًا؛
وكان يتجول دائمًا بين رعيته ليتطلع على أحوالهم، ويرعى شئونهم،
وكان يسمى ذا القدم الحديدية، لأن قدمه كان يصل طولها إلى ثلاثة أمتارٍ.
وكان الملك متزوجًا من ملكةٍ جميلةٍ رقيقةٍ محبوبةٍ من الرعية،
وكان أهل المدينة يتحدثون عن جمال قدميها،
وهي بدورها كانت تتباهى بأن حجميهما يفوقان حجم قدمي أي سيدةٍ أخرى في المملكة،
وكان هذا مقياس الجمال في بلاد "الطواحين السبع".
وكان أهل المدينة يعيشون ويعملون في الحدائق الجميلة التي تحيط بمدينتهم،
وكانوا يتبادلون الأزهار فيما بينهم كنوع من الود والتحية،
وكان بالمدينة سوق كبير يلتقي فيه الناس ويتقابلون ويتبادلون الحديث، ويبيعون ويشترون البضائع المختلفة.
كانت مدينة "الطواحين السبع" بلادًا جميلةً، يحيط بها من كل جانب غابة كثيفة..
ولم يجرؤ أحد من أهالي البلاد أن يدخل هذه الغابات،
فقد كان أهل المدينة يعتقدون أنها هي آخر العالم، وأنها المكان المفضل للسحرة والجنيات إلا غابةً واحدةً كان يعيش فيها رجل عجوز طيب، يحبه كل الناس،
كان جريئًا لا يهاب أحدا.
هذا الرجل هو عم "حسن" شيخ الصيادين.
كان الملك والملكة يعيشان في سعادةٍ ووئامٍ،
فقد وهب الله لهما خمس فتياتٍ رائعات الجمال، كل واحدةٍ منهن تباري الأخرى في جمالها وضخامة قدميها.
ولكن الملك كان يتمنى دائمًا أن يرزقه الله ابنًا ليكون وليًا للعهد.
ومرت الأيام، وبدأ الملك يعيش في قلقٍ، خاصًة بعد أن أصبحت صحة الملكة على غير ما يرام،
وأخذ يدعو الله أن يشفيها وتلد له ابنًا جميلًا يصبح أميرًا لمدينة "الطواحين السبع".
وذات يومٍ الطبيب أعلن الخبر بأن الملكة تنتظر مولودًا جديدًا،
عمت الفرحة البلاد طوال فترة انتظار المولود..
وفي أعياد الربيع خرج سكان مدينة "الطواحين السبع" يغنون في الحدائق ومعهم باقات الزهور الجميلة..
ولكن الفرحة لم تتم، فقد وضعت الملكة مولودةً جميلةً..
وعلم الملك بالنبأ، فحزن حزنًا شديدًا حتى أنه رفض أن يدخل حجرة الملكة، الأمر الذي أغضب الحكيم العجوز "نعمان"
وقال له: مولاي الملك..
برغم حبي الشديد لك وبرغم أنني ربيتك على طاعة الله والعدل والحب، فإنني أراك الآن تنسى أن هذا أمر الله،
وليس في يد المخلوق أن يعترض على ما أعطاه الخالق.
وطلب منه الحكيم العجوز أن يذهب على الفور ليطيب خاطر زوجته الملكة المحبوبة ويلاطفها.
رفض الملك..
وأعلن أنه سيذهب في رحلة صيدٍ مع شيخ الصيادين في الغابة البعيدة.
اندهش الجميع لسماعهم هذا الخبر، فكيف يخرج ملكهم المحبوب إلى الغابة التي يسكنها السحرة والجنيات؟
لا بد أن هناك سرًا!
وتهامس الجميع: وما هو السر؟
حاول الحكيم "نعمان" أن يمنع الملك من الخروج.. ولكن من غير فائدةٍ..
وسافر الملك مع شيخ الصيادين بدون أن يذهب إلى الملكة.
حزنت الملكة حزنًا كبيرًا، وحزن معها أهل مدينة "الطواحين السبع" وظلت تبكي بكاءً مرًا حتى ضعف جسدها، وأعلن الأطباء أن حزنها الشديد هو سبب مرضها..
ومرت الشهور ولم يعد الملك، حتى خاف الجميع أن يكون أصابه مكروه.
ولكن الملك الذي اعترض على حكم الله، خرج حزينًا في رحلة الصيد مع شيخ الصيادين الذي كان يعرف ما أصاب الملك من حزنٍ وهم، وحاول جاهدًا أن يخفف عنه..
ومرت الأيام والملك يطلب من شيخ الصيادين أن يسير في الغابة إلى أن وصلا إلى بركة ماءٍ راكدةٍ، وبجوارها شجرة كبيرة، تكاد فروعها تصل إلى ماء البركة،
فطلب الملك من شيخ الصيادين أن يستريحا قليلًا، ولكنه كان متعبًا فراح في سباتٍ عميقٍ،
وعندما استغرق في نومه رأى حلمًا عجيبًا،
رأى في حلمه أنه ينام فوق شجرةٍ، والطيور الجارحة: الصقور والنسور، تنقض عليه وتحاول أن تفتك به، ولم ينقذه إلا عصفور صغير.
| 51
| 722
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Golden Foot
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,028
|
BAREC_GL_الكرة الذهبية_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الكرة الذهبية
بقلم: عبد الله الكبير
الطبعة الخامسة عشرة
متى حدثت هذه القصة؟
وفي أي البلاد وقعت؟ ...
لا أحد يعرف ذلك أبدًا؛
فكل ما قصه علينا أجدادنا القدماء، وتركوه لنا لنقصه عليكم، أيها الأبناء الأعزاء، وهو أن هذه القصة الغريبة، قد حدثت منذ زمانٍ قديمٍ جدًا، وفي بلادٍ بعيدةٍ جدًا، لا نعرف مكانها الآن...
والحكاية تقول إنه في ذلك الزمان القديم، وفي تلك البلاد البعيدة، كان يعيش ملك طيب عادل، يحب شعبه حبًا عظيمًا، ويتعب نفسه، ويسهر ليله، يفكر فيما يجعل الشعب يعيش في سعادةٍ وسلام...
وقد رزق الله هذا الملك وزوجته طفلةً جميلة، فكملت بها سعادتهما...
لكن شاءت إرادة الله أن تموت الملكة، قبل أن تتم الأميرة الصغيرة السنة الثامنة من عمرها، فحزن الملك وابنته أشد الحزن...
ازداد اهتمام الملك بشئون شعبه، وتضاعفت عنايته بتربية ابنته أحسن تربية، وتهذيبها خير تهذيب، فأحضر لها أمهر المعلمين والمربيات،
وقسم وقته وجهده بين الاهتمام بأمور شعبه، ورعاية ابنته، التي كانت أجمل طفلةٍ في ذلك الزمان البعيد...
والحقيقة أن الأميرة الصغيرة، كانت جميلة رقيقة، مهذبة متواضعة، تحب الناس كلهم، ويحبها الناس أجمعون...
بل إن الحيوانات والطيور، والأشجار والأزهار، كانت تحب هذه الأميرة، التي كلما كبرت، زاد جمالها وكمالها...
والشمس نفسها – التي ترى كل شيءٍ في الدنيا – كانت تحب هذه الأميرة، الجميلة اللطيفة، وتحب أن تراها كل يومٍ حينما تشرق،
فكانت ترسل أشعتها الأولى في الصباح الباكر، لتدخل من شباك حجرة الأميرة، وتداعب وجهها الجميل، وشعرها الذهبي، حتى تصحو من نومها، وتغادر سريرها...
كانت هذه الأميرة الجميلة تعيش مع أبيها، في قصره الفخم، ترعاها الحاشية، وتحبها الوصيفات والشغالات، ويعتنين بها، لجمالها وظرفها، ورقتها وتواضعها...
وكان قصر الملك قريبًا من غابة واسعة، كثيفة أشجارها، كثيرةٍ ثمارها، والطيور فيها من كل نوعٍ ولون، وجداول الماء تجري بين الشجر، كأنها أنهار صغيرة...
وفي قلب الغابة الواسعة، كانت تعيش الحيوانات المتوحشة المفترسة، كالأسود والنمور، والذئاب والضباع...
أما في طرف الغابة القريبة من قصر الملك، فكانت تعيش الحيوانات اللطيفة الوديعة...
وكثيرًا ما كانت الأميرة تذهب إلى طرف الغابة، فتتجمع حولها الطواويس والنسانيس، والأرانب والغزلان، فتلعب معها، وتجري وراءها، والطيور على الأغصان، تغني لها أعذب الألحان...
فإذا تعبت الأميرة من الجري والنط، جلست بجانب شجرةٍ كبيرة، تظلل أغصانها الكثيرة الكثيفة مساحةً واسعة، فتهتز الأغصان فرحًا بجلوس الأميرة في ظلها...
وكان بجوار هذه الشجرة العجوز بئر عميقة جدًا، حولها سور قليل الارتفاع، مبني بأحجار ذات ألوان مختلفة، فهذا حجر أبيض، فوقه حجر أحمر، وبجواره حجر أخضر أو أصفر أو أسود...
فكان منظر السور غاية في الجمال، فتجلس الأميرة على حافته...
وتبقى الأميرة في الغابة ساعة أو أكثر، وهي سعيدة بين أصدقائها من الحيوانات والطيور والأزهار...
ولم تكن تخاف من شيءٍ إلا من البئر العميقة؛
فقد حاولت أكثر من مائة مرةٍ أن ترى قرارها، فلم تستطع؛ لأنها عميقة حالكة الظلام، ولأن الأميرة كلما تكلمت – وهي جالسة على السور – سمعت صوتًا كصوتها، يخرج من البئر، ويعيد كلامها نفسه، فتفزع وتخاف...
وكان للأميرة كرة من الذهب، في حجم البرتقالة، تلعب بها، فتقذفها في كل جهة، وتجري وراءها...
وأحيانًا كانت الحيوانات تجري خلف الكرة، وتسبق الأميرة في جريها، وتضرب الكرة برءوسها أو بأرجلها، وتعيدها إلى الأميرة، وكلهم في فرحٍ وابتهاج...
وفي يوم ما، قذفت الأميرة كرتها الذهبية إلى أعلى، فسقطت على سور البئر، وتدحرجت إلى جوفها العميق!
ماذا تفعل الأميرة؟
وماذا يفعل أصدقاؤها من الحيوانات والطيور؟
وكيف يخرجون الكرة الذهبية، من البئر العميق المظلمة؟
حزنت الأميرة، وشحب لونها، وامتلأت عيناها بالدموع، وأخذت تبكي؛ لأن كرتها المحبوبة، قد ابتلعتها البئر المخيفة...
وحزن أصدقاء الأميرة من الحيوانات والطيور...
حتى الأزهار التي كانت منتصبةً على أغصانها، مالت إلى الأرض، تشارك الأميرة حزنها!
وكلما بكت الأميرة، زاد حزن أصدقائها، وهم لا يعرفون كيف يساعدونها، ويعيدون إليها كرتها الذهبية، التي كانوا يلعبون بها معها، ويسعدون بالجري وراءها…
| 38
| 762
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Golden Ball
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,029
|
BAREC_GL_الكسلان و تاج السلطان_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الكسلان وتاج السلطان
تأليف: يعقوب الشاروني
رسوم: أحمد أمين
جوهرة مطلوبة
انطلقت ضحكات السلطان الأكبر "الخليفة هارون الرشيد" تعبر عن إعجابه الشديد بحكايات "أبو الأجراس"، أظرف رواة النوادر والأخبار في بغداد عاصمة الخلافة، وقد انطلق يلقيها في أداءٍ تمثيلي ساخرٍ أثناء ليلةٍ من ليالي السمر الممتعة في القصر السلطاني.
ولمح الخليفة الغلام "همدان" المكلف بالخدمة في بيت النساء، الذي استأذن من سيدته زبيدة زوجة الخليفة؛ ليشارك في بهجة ليالي سيده، فاستدعاه إلى جواره ليصدر إليه أمرًا عاجلًا:
"أسرع إلى سيدتك..
هي تحب الاستماع إلى نوادر "أبو الأجراس"..
قل لها الخليفة يدعوك للحضور، وتأكد أن شرفة السيدات قد أعدتها الوصيفات لاستقبالها".
وفوجئ الخليفة بعد قليل، بدلًا من مجيء السيدة زبيدة لتجلس في الشرفة المخصصة لها، بعودة "همدان" يحمل بين يديه تاجًا رائع الجمال من الذهب الخالص المرصع بالماس واللؤلؤ، لكن هناك فجوة كبيرة خالية عند مقدمته في حجم بيضة الدجاجة!
سأل الخليفة الغلام في دهشة: "هل أرسلت سيدتك بدلًا منها، التاج الذي طلبت صنعه هديةً لها؟! "
أجاب الغلام: "سيدتي كانت تود الحضور يا مولاي، وهديتك الكريمة تزين رأسها، لكن الصائغ أعاده منذ قليلٍ مع رسالةٍ تقول إنه لم يعثر على جوهرةٍ كبيرةٍ تناسب مكانها عند مقدمة التاج"!
وفهم الخليفة أن زبيدة تعاتبه لانشغاله عن متابعة إتمام صنع هديته إليها، فأشار بيده ليتوقف الاحتفال،
ولم يسمح باستئنافه إلا بعد أن استدعى الحجاب والمساعدين، وطلب منهم البحث بسرعةٍ عن الجوهرة المطلوبة.
وانتظر كبير الحجاب حتى انتهى الاحتفال، فاستأذن ليخبر مولاه أنهم سألوا التجار والخبراء وبحثوا عند الصائغين وجامعي التحف، فلم يجدوا الجوهرة التي تناسب مكانها في التاج.
امتلأت نفس الخليفة بضيقٍ شديدٍ عبر عنه غاضبًا: "كيف أكون سلطان أعظم دولةٍ في العالم وأفشل في الوصول إلى جوهرةٍ"؟!
قال كبير الحجاب: "إذا كنا لم نعثر عليها في بغداد يا مولاي فقد نجدها في البصرة..
أخبرني شهبندر التجار أن الأمل الوحيد في الوصول إلى الجوهرة لن يكون إلا عند رجلٍ واحدٍ من أغنياء البصرة اسمه "عبد السلام الكسلان".
وفي الحال أمر الخليفة "مسرور السياف" حارسه الخاص بالتوجه فورًا إلى مدينة البصرة، الميناء الرئيسي للعراق، على ألا يعود إلا في صحبته ذلك الرجل.
أعجب حكايةٍ
بمجرد عودة مسرور من البصرة توجه فورًا لمقابلة مولاه..
قال: "أحضرت الرجل معي وهو ينتظر الإذن للوقوف أمامكم، لكن ما رأيته عنده يفوق كل وصفٍ.. "
سأله الخليفة مستنكرًا: "لم أتعود منك المبالغة يا مسرور"!
قال مسرور: "لست أبالغ يا مولاي..
إنه ليس غنيًا فقط، بل هو أغنى الأغنياء..
ليس هناك أفخم من داره إلا قصر الخلافة..
أطباق طعامه كلها من ذهبٍ وسرج حصانه مزين بالماس واللؤلؤ..
ملابسه جديرة بإمبراطور الصين..
حتى حوائط حمام داره مكسوة بالرخام النادر الثمين المطعم بالذهب والفضة".
عندئذٍ سمح الخليفة بدخول الرجل أمامه.
أبدى "عبد السلام" عظيم احترامه لسيد البلاد، وعندما سمح له الرشيد بالجلوس، اختار مقعدًا جلس في حرصٍ على حافته، وقد سيطرت عليه هيبة الخلافة.
فلما أذن له الخليفة بالحديث، قال في ثقة من يحترم نفسه قبل أن يحترمه الآخرين: "يا أمير المؤمنين، جئت معي بهديةٍ، هل تسمح لي بإحضارها"؟
فلما جاء بها غلمانه في صناديق فاخرةٍ، أخرج عددًا من التحف الغريبة المبهرة، بينها أشجار من الذهب، أوراقها زمرد أخضر، وثمارها ياقوت أحمر ولؤلؤ أبيض.
قال عبد السلام: "مولاي.. أحمل إليكم هذه الهدايا لا خوفًا من ذنبٍ ولا طمعًا في مكافأةٍ، لكنني رجل بسيط لا تناسبني مثل هذه التحف..
إنها جديرة – فقط - بمولاي السلطان الأكبر".
تعجب الرشيد أشد العجب فسأل عبد السلام: "من أين لك كل هذا، والناس لا تعرفك إلا بلقب "الكسلان"؟!
كما أخبروني أن والدك ظل طوال حياته حلاقًا ولم يترك ميراثًا"؟!
عندئذٍ سمع الخليفة أعجب حكايةٍ يمكن أن يسمعها إنسان.
الطبيب يؤنب والدتي
قال عبد السلام الكسلان:
صحيح ما بلغك يا مولاي من رحيل والدي عن الدنيا وأنا صغير لم أتجاوز الخامسة، وهو لا يملك مالًا ولا عقارًا،
فقد اشتغل حلاقًا فقيرًا في حمام عمومي.
| 43
| 735
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Lazy Man and the Sultan's Crown
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,030
|
BAREC_GL_الليمون العجيب_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الليمون العجيب
بقلم: عادل الغضبان
الطبعة الثالثة
عاش في الأزمنة القديمة، ملك لم يرزق إلا بولدٍ واحد، كان يحبه حبًا شديدًا،
وكان هذا الابن هو الأمل الوحيد لأسرةٍ تكاد تنقرض،
وكان هم أبيه الأوحد، أن يزوجه ويختار له عروسًا نبيلًة غنيًة جميلة، رقيقة الحاشية طيبة القلب،
فما كان يحلم في أثناء منامه، إلا بأنه أصبح جدًا، يحف حواليه جيش من الأنباء الصغار، ويطبع على خدودهم قبلاته الحارة.
ولقد كان هذا الابن: يتحلى بفضائل كثيرة، ولكنه كان إذا فوتح بأمر الزواج، جمح كالفرس المتوحشة، وهرب إلى الغابات، وترك والده في حزنٍ ما بعده حزن،
وكثيرًا ما بذل له النصح نخبة من رجالات الدولة، فما أثرت فيه بلاغتهم، ولا رجعته دموع أبيه عن عناده.
واتفق ذات يومٍ أن كان الأمير يتناول طعام الإفطار، وأبوه يكيل له العظة بعد الأخرى، والأمير مشغول عنها برؤية الذباب يتطاير من حوله،
فنسي أنه يحمل سكينًا في يده، وأتى بحركةٍ تدل على قلة الصبر، فجرح إصبعًا من أصابعه، وتدفق منها الدم واستقر في صحنٍ من القشدة كان أمامه،
فذهل من ذلك الخليط الوردي الذي نشأ من لون الدم ولون القشدة، واهتزت نفسه، وتغير تفكيره فجأة،
وقال يخاطب والده: "مولاي!
إن لم أجد في القريب العاجل، عروسًا في لون هذه القشدة الممزوجة بدمي، فإني رجل هالك لا محالة،
فهذه العروس الفتانة، لا بد أن تكون في مكانٍ من الأمكنة..،
فأنا أحبها، بل أذوب بها غرامًا، ولا شيء مستحيل في الحياة على القلب الحازم،
فإن شئت أن أحيا، فاسمح لي أن أجوب البلاد لأعثر على فتاة أحلامي، وإلا هلكت منذ غدٍ فريسة للرغبة والحزن والضجر".
حدث ولا عجب عن أثر هذه الكلمات المجنونة في قلب الملك، فقد خيل إليه أن قصره قد تهدم على رأسه، فاصفر واحمر، وتمتم وبكى، وعاد إليه رشده في نهاية الأمر،
وقال يجيب عن كلام ابنه: "يا ولدي، ويا عصا شيخوختي، ودم قلبي!
أي فكرٍ غريبٍ جال في خاطرك؟
هل فقدت رشدك؟
بالأمس جعلتني أموت غمًا، حين رفضت أن تتزوج وتقر عيني بأبناء ترثني، واليوم تود أن تقضي علي إذ أراك تعتنق الأوهام،
فإلى أين تريد أن تذهب أيها الغبي؟
ولماذا تترك منزلك ومهدك وموطنك؟
أتعرف الأخطار والمصاعب التي تتعرض لها في سفرك؟
فانف عنك هذه الأهواء الخطرة، وابق معي يا ولدي إذا شئت ألا تنتزع مني الحياة، وتهدم بضربةٍ واحدةٍ عرشك وبيتك! "
ذهبت هذه الكلمات وغيرها ضياعًا،
وبقي الأمير عبوس الوجه، مقطب الجبين، لا يرى إلا الرأي الذي يرضيه، حتى إذا تعب الملك الشيخ من سكب الدموع وبذل الرجاء، تنهد تنهيدةً طويلة، وقرر أن يأذن لابنه في السفر،
فزوده بطائفةٍ من نصائح أصم أذنيه عنها، وبأكياسٍ من النقود رحب بها أكثر من ترحيبه بنصائح أبيه،
وأرسل معه خادمين أمينين، وضم هذا الابن العاق إلى صدره مودعًا، وصعد، وقلبه يتقصف حزنًا، إلى أعلى برجٍ من أبراج القصر، ليتبع ابنه بأنظاره أطول مدة ممكنة.
فلما غاب الأمير وراء الأفق، ظن الملك المسكين أن حشاشته هي التي غابت عن ناظريه،
فاعتمد رأسه بكفيه وأجهش بالبكاء، لا بكاء طفلٍ من الأطفال، بل بكاء والدٍ على ولده...
إن دموع الطفل هي مثل مطر الصيف، ينهمر قطراتٍ كبيرةً ولكن لا تبلل، في حين أن دموع الوالد هي مثل مطر الخريف، ينهمر في هدوء ولكنه لا يجف.
حينما كان الملك مهمومًا مغمومًا، كان ابنه الأمير راكبًا صهوة جوادٍ أصيل، وقد هم أن ينطلق به إلى أقاصي البلاد بحثًا عن ضالته.
وبدأ صاحبنا ينتقل من بلدٍ إلى بلد، ويزور المدن والقرى والقصور والأكواخ، يحدق فيها إلى وجوه النساء ويحدقن هنّ إليه.
فما أجدى بححثه ولا عثر على الكنز الذي يحلم به.
وبقي على هذا النحو أربعة أشهر كاملة قرّر بعدها أن يسافر إلى بلاد الشرق الأقصى،
فركب من أحد الموانئ الأوربية سفينة صغيرة أخذت تمخر به عباب الماء وتواجه جبال الأمواج التي كانت تعترض مسيرها.
أما الخادمان فلم يستطيعا أن يرافقاه في تلك الرحلة، فقد كان كل منهما طريح الفراش يعاني تباريح الحمى.
ومر الأمير في طريقه على مصر والهند والصين، فزار الأقاليم والأحياء، ودخل المنازل والأكواخ باحثًا عن أصل ذلك الوجه الجميل الذي ارتسم في مخيلته،
فرأى فتياتٍ من كل لونٍ وجنس، بينهن الشقراء والسمراء والحمراء والصفراء والسواد، ولكنه لم يجد بينهن محبوبته.
| 42
| 758
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Amazing Lemon
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,031
|
BAREC_GL_الماسة الزرقاء_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الماسة الزرقاء
تأليف: لينا كيلاني
رسوم: ماهر عبد القادر
"بيت من الماضي"
بيت عريق قديم.. في مدينةٍ عريقةٍ قديمةٍ..
لعلها من أقدم المدن المعمورة في الأرض..
المهم أن الأحداث وقعت..
وهي حقيقية إلى حد الخيال..
من بنى هذا البيت؟..
لا أحد يعرف على وجه التحديد..
فالأب كان يقول إنه جد..
والجد يقول إنه جده.. وهكذا..
وتصل الحكاية إلى أن أصل البيت قصر قديم لم يبق منه سوى هذا الدور الأرضي الذي يجدده سكانه بين حينٍ وآخر كلما تعاقبت الأجيال..
وكذلك الحديقة التي أصابها الإهمال على مدى السنين، فأصبحت خاويةً على عروشها إلا من بعض الأشجار التي يقال إن عمر إحداها مئات السنين..
وفي الحديقة صخرة محفورة كأنها نصب تذكاري، يدخلها النور من أعلى عن طريق فتحة فيها؛
فتبدو أحجارها العتيقة بألوانٍ شتى من الأسود والبنفسجي حتى الأزرق والأبيض الفضي.
البيت هجره ساكنوه..
بعضهم مات ودفن في المقبرة القريبة من البيت..
والبعض الآخر سافر أو هاجر إلى بلادٍ شتى، وهو يحمل معه صورة البيت الذي ولد فيه، أو عاش فترة من حياته في كنفه.. أو ربما سمع عنه من أبيه أو جده.
لم يبق في البيت من شجرة العائلة، إلا تلك الأرملة الشابة "بهية"، وابنتها نور، وهي في شبه انقطاع عن العائلة، إذ لم يبق من تلك الشجرة سوى أشخاص معدودين، متناثرين في أنحاء البلاد لا يزور بعضهم بعضًا إلا نادرًا..
لكنهم إذ يجتمع أحدهم بالآخر، إنما يكون الاجتماع في البيت الكبير العتيق..
وهنا تكون الذكريات أكثر ما تكون حيوية..
وكل واحدٍ منهم يروي ما سمعه أو ما اختزنه في ذاكرته..
ثم يفترقون وقد شحنوا بعواطف جديدةٍ ومشاعر لم يكونوا يعرفونها..
حتى قال أحد أعمام "بهية" مرةً: كأن في هذا البيت سحرًا ما..
ما إن نخرج منه حتى نشعر وكأننا عدنا شبابًا أو أطفالًا..
ونحس أننا سنراه بطريقةٍ ما.. أو أننا نريد أن نعود إليه ولو بقي منه حجر واحد.
قال هذا وهو قد تجاوز الستين من عمره في آخر مرةٍ زار فيها البيت،
وردت عليه "بهية": لماذا لا تأتي وتسكن معنا؟..
نحن وحدنا.. أنا ونور..
وأنت أيضًا وحدك بعد أن تزوج أولادك وتركوك.
فأطرق قليلًا، ثم قال: سأفكر في الأمر..
ولكن ما أظنني سأفعل..
فأنا حيث أعيش في تلك المدينة الساحلية مرتبط بعملي ولو أنه بسيط.. وبمعاشي التقاعدي.. وبأصدقائي في مقهى "النورس".. وبأشياء أخرى كثيرة يصعب علي مفارقتها.
وتجيء أيام صعبة.. شديدة الصعوبة من ضائقةٍ اقتصاديةٍ عامة في البلاد، فينقطع الجميع عن زيارة البيت..
وتبدأ "بهية" تشعر بوحشةٍ قاتلةٍ، لا سيما وأنها تركت الحديقة مهملة للغاية،
وانشغلت بتدبير شؤون حياتها، بعد أن قلت مواردها، كما انشغلت نور بدراستها.
"عيون الظلام"
المساء في حارةٍ قديمةٍ من مدينةٍ موحش وكئيب..
والسكان قد آووا إلى بيوتهم مبكرين كما هي عادتهم..
وأغلقوا أبوابهم المهترئة الضيقة..
ولم يعد في الحارة سوى أشباح الظلام وبعض القطط التي تنهش أكوام القمامة؛ لتعثر على ما تأكله..
وهي غير تلك القطط التي يربيها السكان في البيوت لملاحقة الحشرات والفئران.
وهذا لا يمنع تواصل المواء بين الطرفين.
يعود السيد "بهاء" إلى بيته الذي سكنه مجددًا وهو يسحب يد ابنه هشام.
تمر قطة مسرعة أمام الولد فيصرخ خائفًا ثم يلتصق بوالده فيقول الأب: ماذا جرى يا هشام؟..
ليست أكثر من قطةٍ شاردة!
يشعر هشام بالخجل إضافة إلى شعوره بالغربة فيقول: ولكن.. ماذا جئنا لنسكن هنا..
أنا لا أحب هذا البيت.
يرد الأب وقد خفض رأسه: إنه بيتنا يا هشام..
ولسنا نملك سواه الآن.
أنت تعرف كيف بعنا بيتنا في شارع "الزهور" لنسدد الديون، ولم يبق لنا إلا العودة إلى هذا البيت.
سنتحدث عن ذلك من جديدٍ..
هيا أسرع خطواتك..
وأعطني هذه الأكياس التي تحملها.
وسار هشام إلى جانب أبيه الذي، أطرق برأسه، وهو يتعجل السير وفكر في البيت الملاصق لهم:
يا لحظ هذا البيت الكبير..
هل هو نفيس إلى هذا الحد حتى تسكنه تلك الأرملة "بهية" مع ابنتها بمفردهما؟
| 59
| 748
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Blue Diamond
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,032
|
BAREC_GL_المرآة السحرية_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
المرآة السحرية
بقلم: عبد الله الكبير
الطبعة الخامسة
هذه القصة قديمة.. قديمة جدًا..
وأنت تسمعها في كل مكان..
تسمعها في مصر وليبيا، وفي تونس والجزائر، وفي المغرب وموريتانيا، وفي السودان والصومال، في سوريا ولبنان، وفي الأردن وفلسطين، وفي العراق والبحرين، وفي الكويت والمملكة العربية السعودية، وفي دول اتحاد الإمارات العربية؛
كما تسمعها أيضًا في الهند والصين، وفي الباكستان واليابان..
ليس العجيب أنك تسمع هذه القصة في شرق الدنيا وغربها، وفي شمالها وجنوبها، لكن العجيب أن أهل كل بلدٍ يزعمون أن هذه القصة حدثت في وطنهم، وأن البلدان الأخرى نقلتها عنهم...
ونحن لا يهمنا كثيرًا أن نعرف في أي بلدٍ حدثت هذه القصة، ولا في أي سنةٍ وقعت أحداثها؛
وإنما يهمنا أن الناس يؤكدون أنها حدثت في بلدٍ ما، منذ مئات السنين.
وأبطال القصة لهم آلاف الأسماء، فكل من يحكيها يسمي البطل اسمًا يناسب البلد الذي تحكى فيه...
فلنسم نحن هنا البطل الأول "عم منصور"...
كان "عم منصور" هذا صيادًا ماهرًا، كريم الخلق، طيب العشرة.
وكانت زوجته "سعدية" طيبة مثله.
وقد رزقهما الله ولدًا جميلًا سمياه "حسان"
وكبر "حسان"، وصار شابًا من أقوى الشبان وأشجعهم، محبوبًا من كل الذين يعرفونه، لحسن أخلاقه، وجميل صفاته، وطاعته لأبويه، وبره بهما، ولاحترامه الكبار، وعطفه على الصغار، وتقديمه المساعدة للضعفاء والعجائز...
ومرت الأيام، وشاخ "عم منصور"، ولم يعد يستطيع الخروج كل يومٍ للصيد؛
لكن ابنه "حسان" يقوم بالعمل وحده في أكثر الأيام،
فيخرج قبيل شروق الشمس بقاربه،
ويلقي شبكته في البحر، ثم يجذبها، فتخرج مملوءةً سمكًا مختلف الأصناف والأحجام، فيبيعه، ويشتري ببعض ثمنه ما يحتاج إليه، وما يحتاج إليه أبواه العجوزان من طعامٍ ودواء، ويدخر ما يزيد...
ثم ماتت أم "حسان"، زوجة "عم منصور"، فحزن الأب والابن حزنًا شديدًا،
وكره الصياد العجوز البقاء وحده في البيت، فجعل يخرج مع ابنه، يعاونه في عمله،
فتارة يمسك دفة القارب، وتارة يحرك المجدافين، وابنه "حسان" يلقي الشبكة في البحر ويشدها، ويفرغ في قعر القارب ما يصطاد...
وبعد أشهرٍ رأى "عم منصور" وابنه "حسان" السمك يقل في المكان الذي تعودا الصيد فيه، ففكرا في الانتقال إلى مكان آخر،
فجمعا أمتعتهما القليلة، وركبا قاربهما، حتى وصلا إلى مكان رأيا فيه السمك يقفز فوق الماء ويغوص، فعرفا أنه مكان كثير السمك، يصلح للصيد، فقررا أن يقيما فيه،
وأرسيا قاربهما على الشاطئ، وأقاما من أغصان الأشجار كوخًا صغيرًا، يبيتان فيه...
وعاد الاثنان يصيدان كل يوم صيدًا وفيرًا، يبيعانه في سوق البلد، ويشتريان ما يريدان، ويوفران ما يزيد على حاجتهما،
حتى جمعا مبلغًا اشتريا به بيتًا صغيرًا، وأثاثًا جديدًا، وقاربًا كبيرًا،
وتيسرت حالتهما، فشفي "عم منصور"، وتحسنت صحته، وعادت إليه قوته وعافيته..
وفي يومٍ طرح "حسان" الشبكة في البحر، ثم أخذ يشدها، فلم يستطع أن يخرجها، وهو الشاب الفتي القوي،
فنادى أباه ليساعده، فلم يقدر الاثنان معًا إلا على شدها إلى جنب القارب،
ورأيا فيها سمكة كبيرة، كبيرة جدًا، لم يسبق لهما أن رأيا سمكة مثلها من قبل.
ولما لم يقدرا على رفعها إلى القارب، طلب "عم منصور" من ابنه "حسان" أن يجري إلى البيت، ويحضر الأنجر "الهلب"، ليحفظا به توازن القارب، ويثبتاه في مكانه، حتى يخرجا هذه السمكة الكبيرة...
جرى "حسان" إلى البيت، ليأتي بالأنجر؛
لكنه بحث عنه في كل مكانٍ فلم يجده.
وأخيرًا تذكر أن زميله "يوسف" قد استعاره منذ أسبوعٍ، ولم يرده؛
فعاد مسرعًا إلى أبيه يخبره أن الأنجر ليس في البيت؛ لأن زميله "يوسف" قد استعاره منذ أيام، ولم يرجعه بعد
فاغتاظ "عم منصور" وغضب على ابنه غضبًا شديدًا، ووبخه توبيخًا عنيفًا،
هيا أمسك أنت حبل الشبكة، وسأذهب أنا لأحضر أنجرًا آخر، وأجيء بأحد الزملاء، ليساعدنا في إخراج هذه السمكة الكبيرة العجيبة..
احذر أن تترك الحبل، أو أن تتراخى في شده...
إنها سمكة كبيرة غريبة، لا يقل ثمنها عن عشرة جنيهات...
لم يكد الصياد العجوز يترك القارب، ويصل إلى الشاطئ، حتى رأى "حسان" السمكة الكبيرة ترفع رأسها، وتفتح فمها، وتقول له: يا "حسان" يا أيها الشاب الطيب، يا ذا القلب الحنون، إن لي مئاتٍ من الأولاد الصغار، ينتظرون عودتي إليهم، فأطلق سراحي وخل سبيلي؛
وسوف أحفظ لك هذا الجميل!
| 44
| 822
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Magic Mirror
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,033
|
BAREC_GL_المغامر الجرىء_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
المغامر الجريء
بقلم: عادل الغضبان
الطبعة الثالثة عشرة
كان في سالف الزمان، عظيم من العظماء يعيش في قريةٍ قريبةٍ من شاطئ البحر، ويمتلك فيها المزارع الواسعة الجميلة.
وكان لهذا العظيم ابن بهي الطلعة، ذهبي الشعر، ممشوق القامة، مفتول الساعدين اسمه "أنور"،
ولكن أهل القرية أضافوا إلى اسمه لقب "شجاع" فقد رأوه يومًا وهو بعد في الثانية عشرة من عمره، يهجم على ذئبٍ ضخم، ويكيل له الضربات بفأسٍ كانت في يده، حتى سقط الذئب قتيلًا.
لبس أنور ذات صباحٍ ملابس السفر، ودخل على والده،
وركع أمامه وقال:"يا سيدي وأبي! لقد بلغت اليوم السادسة عشرة من عمري،
وأود لو أجرب حظي في الحياة، فأذن لي في الرحيل مزودًا ببركتك".
فأثر هذا الكلام في نفس أبيه،
ولكنه كتم شعوره وقال: "إنك لعلى حقٍ يا ولدي، فما كنت لأحول دون رغبتك وطموحك، فسر ترافقك بركتي ودعواتي".
تهلل وجه أنور سرورًا، وودع الأهل والأتباع، ثم غادر القصر، وانطلق منشرح الصدر مبتهج الفؤاد.
واستمر يسير في رحلته متنقلًا من بلدٍ إلى بلدٍ مدة ثلاث سنوات،
ولم تخل رحلته هذه من أشرارٍ تعرضوا له، ودخل معهم في صراعٍ خرج منه تارةً غالبًا وطورًا مغلوبًا.
واتفق له أن عرض عليه يومًا الاشتراك في حملةٍ بحرية، هدفها تأديب جماعةٍ من لصوص البحار، فقبل راضيًا،
واتخذ مكانه من السفينة، فسارت ليلًا تمخر عباب الماء، في ريحٍ هادئة، وموجٍ ساكن، وسماءٍ مرصعةٍ بالنجوم،
ولكن أظلم الجو فجأة، وعصفت الرياح، وثارت الزوابع، فارتطمت السفينة بصخرةٍ كبيرةٍ كسرت ألواحها، وحطمت هيكلها، فابتلعها البحر بمن عليها.
أما صاحبنا أنور، فقد قذفت به الأمواج إلى سطح البحر،
فسبح وسبح على غير هدى،
ولاحت له بقعة سوداء غير بعيدةٍ منه، وكانت إحدى الجزر،
فاستجمع قواه ونزل بالجزيرة، وهو يجر قدميه جرًا من شدة الإرهاق والإعياء، وارتمى على رملها الناعم، ونام نومًا عميقًا.
صحا أنور في الصباح، وأخذ يجيل بصره في البقعة التي رماه القدر إليها،
فرأى على مرمى البصر، بيتًا كبيرًا تبدو فيه نوافذ عالية، لا يقل ارتفاع كل نافذةٍ منها عن خمسة عشر مترًا،
فمشى إليه وقرع الباب،
فسمع صوتًا مثل خوار الثور يقول: "ادخل"
وعلى الأثر فتح الباب، ودخل منه أنور، ووجد نفسه إزاء عملاقٍ يبلغ طوله عشرة أمتارٍ،
وسمعه يقول له: "ما اسمك؟
وماذا جئت تفعل هنا؟ "
فنظر إليه أنور نظرة المتحدي وقال: "اسمي أنور الشجاع، وقد جئت أبحث عن الثروة".
فقال له العملاق هازئًا ساخرًا: "إن ثروتك مضمونة عندي يا أنور الشجاع، فأنا في حاجةٍ إلى خادمٍ، فتسلم عملك في الحال...
إنها الساعة التي أقود فيها قطيعي إلى المرعى، فعليك في أثناء غيابي أن تنظف الإسطبل،
وحاذر أن تدخل غرف المنزل ففي ذلك هلاكك! "
فكر أنور في ذهاب العملاق وقال لنفسه: ماذا لو زرت غرف البيت أولًا؟
لا بد أن فيها أشياء ممتعةً يرد أن يخفيها عني!
فدخل الغرفة الأولى، فوجد فيها موقدًا كبيرًا فوقه قدر تغلي ولا نار في الموقد فقال: ما هذا؟
إن في الأمر لسرًا!
فجز خصلة من شعره وغمسها في السائل الذي في القدر وأخرجها، فإذا هي قد استحالت إلى لون النحاس،
ثم دخل الغرفة الثانية، فرأى فيها ما رآه في الأولى من موقدٍ كبير، وقدرٍ فوقه يغلي السائل فيها غليانًا، ولا نار تحتها،
فغمس خصلة الشعر في ذلك السائل وأخرجها، فإذا هي بلون الفضة،
وهكذا فعل في الغرفة الثالثة، وكانت تحتوي على ما تحتويه الغرفتان الأوليان، ولكن خصلة الشعر قد تحولت هذه المرة إلى لون الذهب،
فضحك وقال: من يدري لعل السائل في قدر الغرفة الرابعة، يكون من عصير الألماس،
فدخلها ووقف عند عتبة الباب مبهوتًا،
فقد وقعت عينه فيها على فتاةٍ رائعة الجمال، نظرت إليه في شفقةٍ وأسفٍ وقالت له: "ماذا جئت تعمل هنا يا مسكين؟ "
فقال: "ألحقني في هذا الصباح رب هذا البيت بخدمته، وحصر عملي في تنظيف الإسطبل، وما هو بالأمر العسير"
فقالت: - " كانت السماء في عونك فما إلى تنظيفه من سبيل،
فكل مقدارٍ من الزبل تخرجه من الباب يرجع عشرة أضعافه من الشباك،
ولكن سأهديك إلى طريقةٍ تنتصر على السحر المعقود في هذا الإسطبل:
اكنس أرضه بمقبض المكنسة، يندفع الزبل دفعةً واحدةً إلى الخارج".
| 49
| 761
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Bold Adventurer
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,034
|
BAREC_GL_الملك عادل_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الملك عادل
بقلم: محمد عطية الإبراشي
الطبعة الثالثة عشرة
يحكى أنه كان لملكٍ من الملوك بنت في غايةٍ من الجمال، لا تفوقها فتاة أخرى في جمالها؛
فقد كانت جميلةً حقًا يعجب بجمالها كل من رآها،
ولكنها كانت متكبرةً، مغشوشةً في نفسها، لا يعجبها أحد، ولا تحترم غيرها، ولا تحافظ على شعور إنسان.
وقد تقدم إليها كثير من الملوك والأمراء لخطبتها وتزوجها، فرفضتهم جميعًا، ولم ترض بأحدٍ منهم، واحتقرتهم، وأظهرت لكلٍ منهم عيبًا من العيوب،
وأخذت تضحك من كل من يخطبها، وتهزأ به، وتسمه اسمًا من الأسماء المضحكة.
وفي ليلةٍ من الليالي أقام أبوها حفلًا عظيمًا، دعا إليه الملوك والأمراء والعظماء، الذين يتمنون أن يتزوجوها؛ لتختار منهم زوجًا لها،
وقد جلسوا جميعًا في صفٍ واحدٍ، ورتبوا على حسب درجاتهم ومراكزهم، وألقابهم، من ملوكٍ وأمراء، ونبلاء.
ثم دخلت الأميرة، ومرت بالحاضرين جميعًا، فاحتقرتهم، وهزئت بهم؛ لغطرستها وتكبرها،
وأعطت كلًا منهم لقبًا من الألقاب، أو صفةً من الصفات المخزية.
فقالت عن الأول: إنه سمين جدًا، مستدير الشكل كالناجود (كالبرميل).
وقالت عن الثاني: إنه طويل كعمود النور، وعن الثالث: إنه قزم قصير القامة، وعن الرابع: إنه أصفر اللون كالكركم، وعن الخامس: إنه أحمر اللون كعرف الديك، وعن السادس: إنه كالعصا الخضراء التي توضع فوق فرن الخباز لتجف؛ لأنه غير معتدل القامة كما ينبغي.
وحينما مرت بالسابع – وكان ملكًا من أحسن الملوك، وأغناهم، وأكثرهم صبرًا، وأقواهم شخصية، وأعظمهم في حل ما يعترضه من المشكلات في الحياة، وأكثرهم شجاعةً وذكاءً وحسن تفكيرٍ وتدبيرٍ – وقفت بجانبه، وضحكت منه كثيرًا، وهزئت به كثيرًا، ونظرت إليه نظرةً كلها استهزاء واستهانة به.
فضحك الحاضرون جميعًا لنظرتها إليه،
وقد تألم هذا الملك الشاب ألمًا لا نهاية له؛ لما لحقه هو الإهانة والاحتقار، وهو ضيف، ولضحك الحاضرين منه، وسخرية الأميرة القليلة الذوق به.
وقام محتجًا، وأراد أن يترك الحفل، فاعتذر الملك أبو الأميرة له، وطردها من المأدبة.
وقد قبل الضيف الاعتذار، ولم يخرج.
وقد تألم الملك ألمًا شديدًا، لسوء أخلاق ابنته، وقلة أدبها، وقلة ذوقها في معاملتها للضيوف، وضحكها منهم، واستهزائها بهم، وتكبرها عليهم، وإهانتها لهم.
وغضب منها غضبًا شديدًا، وخجل من سوء تصرفاتها وألفاظها وكلامها خجلًا كثيرًا.
ونذر لله نذرًا أمام الحاضرين، أن يزوجها أول سائلٍ (شحاذ) يأتي أمام الباب ليطلب صدقةً أو إحسانًا، سواء أرضيت أم لم ترض؛ عقابًا لها على وقاحتها، وقلة ذوقها، وبذاءة كلامها، وسوء أدبها وأخلاقها، وقبح معاملتها لضيوف أبيها من الخطاب، الراغبين في تزوجها،
فأعجب المدعوون بهذه العقوبة، وهذا الحكم الذي وعد به أبوها.
وبعد ثلاثة أيامٍ من هذه المأدبة، أتى إلى القصر سائل (شحاذ) زمار من السائلين، ووقف بباب قصر الملك، وأخذ يلعب بمزماره، ويغني تحت النافذة، ويطلب من الحارس إحسانًا أو صدقًة،
فسمعه الملك وهو يزمر ويغني، فأمر الحرس أن يسمحوا لهذا السائل بالدخول، فسمحوا له، وأدخلوه،
وهو شاب زمار معه مزماره قوي الجسم، طويل القامة عظيم الشخصية، ولكن يظهر عليه الفقر، ويلبس ملابس قديمةً،
وأرشده الخدم إلى الحجرة، التي يجلس فيها الملك والأميرة المتكبرة.
فدخلها، وانحنى أمامهما، وأخذ يلعب بمزماره تارةً، ويغني تارة أخرى، مدة ليست بالقصيرة، والملك مسرور بمنظره، والأميرة محتقرة له.
وبعد أن انتهى من زمره وغنائه، طلب إحسانًا وصدقةً من الملك.
فقال له الملك: لقد أحسنت الزمر، وأحسنت الغناء.
وكان غناؤك جميلًا، وصوتك عذبًا.
ولإعجابي بزمرك وغنائك، سأعطيك ابنتي الأميرة مكافأة لك، لتكون زوجتك، وشريكتك في حياتك.
فسر الموسيقي السائل (الشحاذ) سرورًا كثيرًا، وتألمت الأميرة الجميلة المتكبرة تألمًا شديدًا، ورجت أباها ألا يزوجها هذا السائل.
فقال لها الملك: لقد نذرت لله نذرًا، أمام جميع المدعوين إلى المأدبة، أن تكوني زوجةً لأول سائلٍ يمر بالقصر، ويطلب إحسانًا أو صدقًة.
وهذا الزمار الشاب هو السائل الأول الذي أرسله الله إليك، ليكون زوجًا لك،
لقد نذرت هذا النذر، ووعدت هذا الوعد.
ويجب أن أفي بنذري، وأصدق في وعدي، وأنفذ كل كلمةٍ قلتها، وأوعدت بها.
فبكت الأميرة المتكبرة بكاءً مرًا، واستمرت تتوسل إلى أبيها، وترجوه ألا يزوجها هذا السائل الفقير، ولكن أباها لم يتأثر ببكائها ورجائها، وصمم على تنفيذ ما نذره، وما أوعد به.
| 39
| 768
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Just King
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,036
|
BAREC_GL_الهدهد يمتلك تاجا_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الهدهد يمتلك تاجًا
تأليف: عبد التواب يوسف
رسوم: ماهر عبد القادر
أحب قدماء المصريين الهدهد كثيرًا، وهم الذين أطلقوا عليه هذا الاسم، الذي انتشر وأصبح معروفًا به، في كل لغات العالم،
وهم الذين اختاروه له، إذ يترامى إلى آذانهم صوت نقراته لجذوع الأشجار، مرددًا: هد.. هد..
وهم عندما يسمعونها يطربون، ويسعدون، ويستبشرون بها خيرًا، ويتوقعون أن تشفى الأم العجوز من مرضها، وأن تعطيهم الأرض محصولًا وفيرًا،
كما أن الكاهن سوف يولي الولد الصغير اهتمامه، ويعلمه لكي يصبح في مستقبل الأيام كاتب يجلس القرفصاء.
وكان الغريب أن يسعد الناس بالهدهد (هادي)، بينما لم يكن هو سعيدًا،
ذلك أنه رغب في أن يتقدم إلى خطبة هيفاء الجميلة، بل التقى بأبيها على غصن شجرةٍ وقال له: إنه معجب بها،
لكنها تمنعت، لأن كثيرين يرددون على مسامعها أغنياتٍ عذبة، وكلماتٍ حلوةٍ جعلتها تحس أن (هادي) ليس هو فتى أحلامها،
لذلك باعدت ما بينها وبينه، الأمر الذي تسبب في إزعاجه، وجعله يشعر بأسفٍ وأسى كبيرين..
وتوقف عن بناء عش الزوجية الذي كان يتمنى لو أنه يجمع بينهما في الربيع المقبل..
وعندما كان (هادي) يتقرب إليها تتدلل وتضحك، وتطير من غصن لغصن، وتحاول أن تخفي نفسها عنه بين أغصان الشجر، مما يجعله يرجع إلى عشه، والدموع في عينيه..
وكثيرًا ما كان يداعبه الأمل حين يتطلع إلى عينيها، وسط جمع من الطيور، يلتقي في المساء، وكل طائر يحكي عما صادفه في نهاره،
وكانت تسمعه في شغفٍ، وتطرب لحديثه، ويتمنى هو في قرارة نفسه أن يراها في العش معه، وقد رقدت على البيض، ويروح هو ويجيء حاملًا لها ما لذ وطاب من طعام وشراب، إلى أن تخرج أفراخهما الصغيرة إلى الحياة..
وعندما تحدث إليها بهذا طارت وهربت، واختفت بين المروج الخضراء، حول نهر النيل العظيم،
ويضيق (هادي) بذلك، وتأبى عليه نفسه أن يمضي من ورائها أو يطاردها،
وعندما تكرر منه هذا الحديث قالت له: أنا لن أتزوج إلا من ملك الطيور..
إنني لن أتزوج إلا من طائر يضع تاجًا على رأسه.
قال لها: إننا طيور، وليس لنا أو بيننا ملوك..
ردت: سأجد لنفسي صاحب تاج!
كان واضحًا أن إرضاءها أمر صعب، وأنها تطلب ما فوق قدراته وإمكاناته، وأنها تغالي في تقدير نفسها..
أنا لن أقبل بغير هذا..
وستكون جميلًا لو وضع على رأسك أنت بالذات يا (هادي) أكبر هدهدٍ في مصر تاجًا..
غضب هادي غضبًا شديدًا وقال لها: أنت واهمة، ولا تعرفين شيئًا عما تتحدثين به..
وأنا واثق من أنك لم تري تاجًا من قبل!
بلى رأيته.
أين؟.
ذات مرةٍ بعثت بي أمي إلى صعيد مصر مهمة، وهناك حدث أن.. رأيت طائرًا على رأسه تاج.
لا لا.. لقد رأيته على رأس رمسيس الثاني ملك مصر!.
قال لها ساخرًا: هل تتصورين أنه من الممكن أن تتزوجيه؟.
لا، لكنني بعد رؤيته أدركت أن رؤوسنا صغيرة ضئيلة..
ابتعد عني، اذهب، ولا تعد إلي إلا إذا كان على رأسك تاج.
غادرها (هادي)، وانطلق لكي يقبع حزينًا باكيًا، في قلب شجرةٍ ضخمةٍ، غزيرة الفروع، كثيرة الأوراق، مما جعل داخلها مظلمًا،
فما من شعاع نورٍ يقدر على اختراقها..
وأغلق عينيه، وقد سكن قلبه حزن عميق..
ولم يفق لنفسه إلا على صوت رمسيس الثاني يصرخ في قائد رحلة الصيد التي خرجوا إليها..
رفع هادي رأسه في هذه اللحظة، وصحا من غفوته.
صرخ الملك رمسيس الثاني: "وا – واها"
نعم يا مولاي..
تعال هنا:
أقبل "وا – واها"، يقدم رجلًا ويؤخر أخرى، وهو يرتعد ويرتجف،
فقد كان يعرف عن يقينٍ أن كلمة واحدةً من الفرعون يمكن أن يطير معها عنقه،
ووقف بعيدًا عن المركبة الحربية التي يستقلها رمسيس الثاني، إذ خشي أن يغرس الرمح في صدره..
ومن جديدٍ ارتفع صوت رمسيس الثاني والشرر يتطاير من عينية، وقد امتلأ غضبًا:
لقد ضللت بنا الطريق، وتفرقت بنا السبل وعما قريبٍ تغرب الشمس، ويسود الظلام ولا نستطيع العودة إلى القصر..
ولم يفتح الرجل فمه بكلمةٍ واحدةٍ..
| 48
| 739
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Hoopoe Has a Crown
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,037
|
BAREC_GL_الوزير الحكيم_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
الوزير الحكيم
بقلم: سلوى مطاوع
رسوم: محمد عبلة
الطبعة الخامسة
في قديم الزمان وسالف العصر والأوان.. في بلاد الهند كانت هناك مدينة تسمى "كاندي"..
ومدينة "كاندي" اشتهرت بكثرة الأشجار ووفرة الزهر والثمار.. حتى أطلق عليها "المدينة الخضراء"، أو "كاندي الخضراء".
وكان سكان مدينة "كاندي".. في منتهى الحيوية والنشاط..
فهم يستيقظون مبكرين كل صباح على دقات أجراس الساعة الكبيرة والشهيرة.. الموجودة بأعلى مكانٍ بالمدينة ليراها الجميع ويسمعها الجميع أيضًا..
فهي مثبتة على برجٍ عالٍ، أعلى حتى من قصر الملك نفسه.
وهذا البرج مطلي باللون الأخضر أيضًا..
وهناك عامل مختص من أهل المدينة.. يتولى صيانة هذه الساعة، وإصلاحها إذا ما أصابها أي نوعٍ من الأعطال.
وفي إحدى ليالي الصيف الحارة.. أصاب ملك مدينة "كاندي" نوع من الأرق،
أخذ الملك يتقلب في الفراش لينال قسطًا من الراحة..
ولكن مرت الساعات والدقائق ولم تر عيناه النوم.. حتى أعلنت أجراس الساعة السادسة صباحًا،
فقام من سريره ليبدأ يومًا جديدًا من العمل..
ولكنه شعر بالإرهاق والملل..
فهو لم يحصل على الراحة الكافية ليلة أمس..
صحيح أنه متيقظ ولكنه مشتت الذهن، شارد الفكر.
لذلك قرر الملك أن يكون هذا اليوم يوم راحةٍ واستجمامٍ بالنسبة له.. يقضيه خارج المدينة في رحلةٍ خلويةٍ بين الحدائق والأشجار والزهور، يستعيد فيها صفاء ذهنه وهدوء تفكيره.
اعتاد الملك أن يصحب معه وزيره الحكيم "كالدهار"..
فهو خير رفيقٍ في مثل هذه الرحلات..
فأحاديث الوزير "كالدهار" أحاديث ممتعة مليئة بالمعرفة والحكمة.. حافلة بأخبار البلاد والعباد والملوك في الأزمات القديمة والحديثة.
أمر الملك أحد الحراس باستدعاء الوزير "كالدهار" فورًا.
وبعد دقائق قليلةٍ، دخل الوزير حجرة الملك.
كان الوزير "كالدهار" قد بلغ من السن السبعين..
على وجهه ترك الزمان آثاره بوضوح.
فاللحية بيضاء كثيفة، والبشرة بيضاء تعكس الصفاء والحب الذي يحمله في قلبه للناس، كل الناس.
كذلك كان أهل المدينة كلهم يشعرون بالحب تجاه وزيرهم الحكيم..
فقد كان دائمًا يقف بجانبهم ويرعى شئونهم..
ويفصل في قضاياهم بحكمته وسعة صدره، وحسن حديثه، وأحكامه الواعية التي تدل على الحيلة وحدة الذكاء..
حتى أن الوزير "كالدهار" اكتسب عن جدارة لقب "الوزير الحكيم"
ومع الوقت نسي الناس.. بل ونسي الملك نفسه اسم "كالدهار"..
وأصبح الجميع ينادونه بصفته التي اشتهر بها وهي "الحكيم".
اعتاد الملك حينما يبدأ يومه أن يجد الوزير الحكيم في انتظاره.
ولكن هذا اليوم نهض الملك مبكرًا من فراشه كما نعلم ولم يستطع صبرًا حتى يحضر الوزير في موعده اليومي..
لذلك أمر الحارس باستدعائه فورًا.
قال الوزير: صباح الخير أيها الملك،
لقد استيقظت مبكرًا هذا الصباح،
قال الملك: كلا.. بل إنني لم أنم طوال الليلة الماضية..
وأشعر بالإرهاق الشديد، وأحتاج إلى الذهاب في رحلةٍ خلويةٍ حتى أريح أعصابي المتعبة وأجدد نشاطي، على أن تكون الصحبة معك.
فاستعد حالًا..
قال الوزير في دهشةٍ: اليوم يا مولاي..؟!
قال الملك: نعم..
قال الوزير: لكن يا مولاي نحن لدينا الكثير من الأعمال،
فنحن كما تعلم يا مولاي في موسم الحصاد، وعلينا أن نحسم الأمور بين المزارعين والتجار في مسألة الأسعار..
ولدينا أيضًا اجتماع بالصيادين لمناقشة مشاكلهم في نقل الأسماك من مدينتنا إلى المدن المجاورة وأمامنا كذلك..
قاطعه الملك قائلًا: اسمع يا حكيم..
إنني مرهق جدًا..
ولن يستفيد برأيي ومشورتي أي طرفٍ من الأطراف..
وأنا آمرك أن تستعد وتجهز لنا في خلال نصف ساعةٍ جوادين قويين..
قال الوزير: سمعًا وطاعةً يا مولاي..
ولكن لماذا جوادان فقط..
والحراس ماذا يركبون؟.
قال الملك: لا داعي للحراس معنا..
فقد كرهت هذه المواكب التي تقيدني..
وأحب أن أشعر بالحرية مثل أي شخصٍ عادي من أهل المدينة..
فمدينتنا والحمد لله مدينة آمنة وأهلها طيبون..
وأنا أشعر بالأمن والأمان حينما أكون بينهم حتى بدون حراس.
قال الوزير مرة أخرى: سمعًا وطاعةً يا مولاي..
بعد نصف ساعةٍ سيكون كل شيءٍ معدًا.
ركب الملك والوزير الحكيم جواديهما،
وأخذا يتجولان في الحقول ويستمتعان بمشاهدة المزارع التي تخترقها القنوات المائية الآتية من النهر الكبير الذي يمتد بطول سواحل مدينة "كاندي الخضراء".
| 63
| 760
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Wise Minister
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,038
|
BAREC_GL_بدر البدور و الحصان المسحور_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
بدر البدور والحصان المسحور
يعقوب الشاروني
رسوم وإخراج
عادل البطراوي
شخصيات
ملك الزمان
حسن
علي
القصة
يحكى أن الناس، في مدينة ‹‹شمس الذهب››، تساءلوا ذات يوم: ‹‹هل شاهدتم الحصان الطائر فوق مدينتنا؟››.
وقال آخرون: ‹‹هذا مستحيل، بل هو مجرد خيال وأحلام››.
وقال البعض: ‹‹قصر سلطان المدينة ملك الزمان، يخيم عليه الحزن والاكتئاب وترقب الموت!››.
وقال ناس آخرون: ‹‹بل إن أهل القصر يستعدون لمناسبة سعيدة، ستملأ المدينة بالأفراح والليالي الملاح››.
وتساءل بعض العقلاء: ‹‹أين هي الحقيقة في كل هذه الأقوال؟››.
قال الراوي: ‹‹اسمعوا مني حقيقة القصة››.
كان ‹‹ملك الزمان›› سلطان مدينة ‹‹شمس الذهب›› العظيمة، محبوبًا بين شعبه،
مصلحة أهل مدينته هي اهتمامه الأول، والعمل على الارتفاع بمستوى معيشة المواطنين هدفه الأساسي.
إذا سألت عنه تاجر الملابس، قال: ‹‹كل الملابس التي يرتديها سلطاننا من صنع أيدينا.
لذلك فإن أفراد شعبنا كله، يفضلون ما ينتجه أهلنا على أنوالهم اليدوية من أقمشة الصوف والكتان، فوجد كل إنسان عملًا، وزاد الرزق، وانتعشت الحياة››.
وإذا سألت فلاحًا عن سر رضاء الناس عن ‹‹ملك الزمان››، أجاب قائلًا: ‹‹سلطاننا دائم التشجيع لمن ينتج أفضل المحصولات، أو أكثر الإنتاج.
لذلك وجد كل فردٍ من أبناء الشعب ما يكفيه من طعام متنوع.
بل نبيع ما يفيض عن حاجتنا، للتجار الذين يأتون إلينا من كل البلاد››.
وإذا سألت صانعًا في محل صناعته عن أحوال حرفته، قال: ‹‹سلطاننا يرفض أن يشتري احتياجات قصوره وجيشنا إلا مما نصنعه داخل بلدنا،
لهذا يعمل كل صانع على الارتفاع بمستوى صناعته، ويجتهد ليبتكر الجديد في مجال عمله، حتى أصبحت كل البلاد المجاورة، تشتري من إنتاج صناعاتنا، التي اشتهرت بالجودة وقوة التحمل والجمال››.
وإذا سألت واحدًا من أرباب الفنون، سيقول في تأكيد: ‹‹لم تجد بلادنا عصرًا ازدهرت فيه الفنون والآداب مثل عصر سلطاننا ‹‹ملك الزمان››.
وكان لملك الزمان، ثلاثة أولاد: حسن، وعلي، وأحمد.
وكان والدهم يقول لهم: ‹‹لن يستطيع سلطان جاهل، أن يحكم شعبًا له علومه وفنونه وآدابه.
وقد أحضرت لكم داخل القصر، أفضل المربين والمعلمين، لكن العلم لا يكتمل إلا بالمشاهدة والتجربة، ومعايشة أهل الصناعة والزراعة والتجارة.
‹‹وعلى كل واحد منكم، أن ينمي ما يتفق مع ميوله واستعداداته››
ونتيجة تشجيع الأب، اهتم حسن، الابن الأكبر، ‹‹بعلم الآلات››، و ‹‹الحيل الميكانيكية››، فعرف أسرار صناعة الساعات الدقاقة، وتعلم صناعة آلات الحرب، مثل المنجنيق الذي يقذف الحجارة الضخمة لهدم الحصون.
كذلك اهتم بعلم الملاحة، وأثر الرياح في تسيير السفن.
وابتكر سفينة ذات شراع، تجري على قضبان تمتد فوق اليابس، متى امتلأ شراعها بالريح، فيدفعها الهواء لتجري كأنها تطير فوق الأرض.
وكثيرًا ما سأل نفسه: ‹‹هل يمكن أن يصبح الشراع، مثل جناح الطائر، فتطير هذه السفينة بغير أن تلامس سطح الأرض؟››.
أما علي، الابن الثاني، فقد اهتم بعلم البصريات، ودرس ما كتبه علماء العرب عن تشريح العين، وكيف تنقل عدسة العين الصور إلى المخ.
كما درس علم المرايا، وأثر المرايا المسطحة والمحدبة والمقعرة في عكس الصور بنفس شكلها، أو مع تشويه أشكالها وتغييرها.
وعرف كيفية صنع العدسات، التي يستخدمها العلماء في تركيز أشعة الشمس، فتحترق ما يقع عند ‹‹البؤرة››، وهي المركز الذي تتجمع عنده الأشعة.
كما عرف كيف تتركب المناظير المقربة من عدة عدسات، تساعد على تقريب الأشياء البعيدة، وهي المناظير التي يستخدمها قادة السفن في البحار.
أما الأخ الأصغر، أحمد، فقد اهتم بعلم الصيدلة، وبأسرار الشفاء عن طريق استخدام الأعشاب الطبية المختلفة.
كما درس أساليب استخلاص المواد الفعالة من بعض النباتات الطبية، عن طريق الغلي، أو التقطير، أو العصر، وما يماثل ذلك من أساليب، حتى برع في ذلك.
وأصبح الأطباء يقصدونه، لاستشارته في أثر بعض الأعشاب أو المواد في شفاء هذا المرض أو ذاك.
وكان لملك الزمان أخ اسمه ‹‹شجاع الزمان››، لكن اسمه وشجاعته لم تبعد عنه مصير كل إنسان حي، فتوفي وهو شاب، وترك ابنة صغيرة اسمها ‹‹بدر البدور››.
قال ‹‹ملك الزمان›› لزوجة أخيه ‹‹شجاع الزمان: ‹‹ليس لأبنائي أخت، وليس لبدر البدور إخوة من الذكور.
لماذا لا تجيئين مع بدر البدور، تعيشان في قصري، فتجدين الصحبة مع سيدات القصر ووصيفاتهن، وتجد ابنتك الصحبة مع أبنائي الأمراء الثلاثة؟››.
| 44
| 831
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
Badr Al-Budoor and the Enchanted Horse
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,039
|
BAREC_GL_بلاد النهر_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
بلاد النهر
تأليف دكتورة منى عثمان
رسوم ماهر عبد القادر
في سالف العصور والأزمان، وفي بقعةٍ بعيدةٍ على سطح الأرض، وجدت (بلدة الجبل)،
كانت الحياة فيها تسير هادئة بسكانها الذين كانوا يتمتعون برغد من العيش، بفضل حاكمها العادل الذي اهتم بشئون البلاد وجيشها، حتى صار من أقوى الجيوش،
وزيادة في حماية بلاده بث رجاله وأعوانه في البلاد المجاورة ليعرف أخبارها ولا يستطيع أحد أن يمس بلاده بسوء.
وفي كل عام، كان الحاكم يستعرض جيشه بغية أن يشجع الممتازين،
وفي بعض الاستعراضات السنوية، استطاع أحد الجنود أن يفوز بالمركز الأول في كل المسابقات مما أثار إعجاب الحاكم به، فطلب هذا الجندي،
وما أن اقترب من منصة الملك بقوامه الممشوق وعضلاته المتناسقة حتى استطاع أن يأسر الحاضرين بذكائه الوقاد الذي يشع من عينيه.
ووسط كلمات التشجيع والاستحسان، منحه الملك رتبةً كبيرةً بالجيش وقربه منه، وأسبغ عليه من عطفه وعطاياه الثمينة.
كان هذا الجندي يسمى طارق وكان الحاكم يكلفه بالأمور المهمة؛ لأنه كان فارسًا مغوارًا لا يهاب شيئًا.
وفي يوم من الأيام استدعاه الحاكم على عجل، وسمح له بالجلوس قريبًا منه، وكان القلق باديًا على الحاكم،
سأل طارق نفسه عما يشغل الحاكم إلى هذا الحد؟!
وأخيرًا رفع الحاكم رأسه وصوب نظراته لعيني طارق وسأله: هل سمعت عن بلاد اسمها بلاد النهر؟!
فأجاب طارق: نعم يا سيدي..
إنها البلاد التي تقع في أقصى الشرق، ويفصلها عن بلدتنا عدة بلاد.
هز الحاكم رأسه قائلًا: حسنًا..
فأنت إذن تعرفها جيدًا،
ثم أردف: لقد علم رجالنا وأعواننا أن هذه البلاد تعد العدة لغزو بلادنا.
انقبض قلب طارق ونظر إلى عيني الحاكم القلقتين
فاستطرد الحاكم قائلًا: وعلمنا أن بلاد النهر لها جيش قوي ولديها عدة وعتاد، ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي حتى يباغتنا العدو في عقر دارنا فالهجوم خير وسيلة للدفاع..
ولذلك فكرت أن أرسلك إلى بلاد النهر متخفيًا لتعمل مع مجموعة من الرجال على إثارة الهرج والمرج في صفوف جيش الأعداء حتى يؤجلوا الهجوم قليلًا ليتسنى لنا إعداد العدة،
ولكن نريد معرفة الطريق الذي سيسلكونه إلينا؛ لأن ذلك سيساعدنا في تدبير خطة للقضاء عليهم.
نهض الحاكم وأخذ يروح ويغدو بالغرفة ويديه معقودتين خلف ظهره مستغرقًا في تفكيره، وطارق يقف ويتابع الملك بعينيه وذهنه يتلاطم بالأفكار.
التفت الحاكم إلى طارق قائلًا: لقد أرسلنا أحد رجالنا الذي يدعى عبود منذ سنين طويلة متنكرًا في هيئة أهل تلك البلاد
واستطاع أن يعمل بستانيًا بحديقة القصر الملكي
وهو من أخلص رجالنا، وعلى اتصال دائم بنا بالرسائل التي يبعث بها عن طريق الحمام الزاجل..
وقد أرسل إلينا رسالة تحتوي على معلوماتٍ وخريطةٍ تحدد لك النقطة التي ستدخل منها جيوش العدو حديقة القصر.
انصرف الآن لكي تعد نفسك لمغادرة البلاد،
وسيكون أحد رجالي معك؛ ليشرح لك كل دقائق الأمور ويمدك بكل ما يلزمك.
قال طارق بحماسه المعهود: إن روحي ملكًا لبلادي ولن أتوانى يومًا عن تقديمها فداء للوطن.
وأدى التحية العسكرية وانصرف.
وما أن هم بفتح الباب حتى فتح وحده، ووجد رجلًا ذا لحيةٍ طويلةٍ مدببةٍ اصطحب طارقًا معه لتجهيز كل شيء.
وما هي إلا أيام معدودات حتى كان طارق ملمًا بكل صغيرةٍ وكبيرةٍ عن عادات وتقاليد أهل تلك البلاد،
واصطحبه الرجل ومعه بعض الحرس إلى شاطئ النهر حيث يوجد قارب صغير قوي وضع فيه كل ما يحتاج إليه،
وفي القارب رجل عجوز يجلس ممسكًا بالمجدافين.
صاح ذو اللحية المدببة، اهتم به يا عم عتيق
وبودٍ ظاهرٍ التفت إلى طارق مازحًا: لا عليك من وجهه المتغضن وشعره الأشيب، فقد صرع ذئبًا بذراعيه منذ أيام.
ضحك الرجل العجوز فخورًا بنفسه، وارتفعت ضحكات الرجال الواقفين..
ثم صافحه الرجل وشد على كفه بحرارةٍ قائلًا: لا تنس أن مصير الوطن يتعلق بنجاحك.
كما أن حياتكم تهمنا جدًا..
أجابه طارق بثقة:
إن شاء الله سنكون عند حسن الظن
وآمل ألا تكفوا عن الدعاء لنا بالتوفيق،
ثم قفز إلى القارب وبدأ العجوز بالتجديف وهم واقفون يلوحون لهما حتى ابتعد القارب في عرض البحر.
| 46
| 675
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Land of the River
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,040
|
BAREC_GL_بنات الصياد_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
بنات الصياد
بقلم: عفاف عبد الباري
رسوم: شاكر المعداوي
منذ أكثر من خمسة قرونٍ من الزمان.. في قرية بعيدةٍ تقع على شاطئ البحر، يحكى أنه كان للعم ‹‹مبروكٍ›› الصياد ثلاث بناتٍ صغارٍ..
الكبيرة تدعى ‹‹سماء››.
والوسطى اسمها ‹‹دعاء›› أما الصغرى فكان اسمها ‹‹هناء››..
ولما كانت ‹‹مبروكة›› زوجة العم ‹‹مبروكٍ›› حاملًا في ‹‹هناء›› رأت في منامها ذات ليلةٍ شيخًا طيبًا ذا لحيةٍ بيضاء طويلةٍ يعطيها بنتًا جميلةً، ويضعها بين يديها،
وقال لها: - خذي ابنتك ‹‹هناء›› التي ستصبح ملكة هذه البلاد من شرقها إلى غربها..
قامت ‹‹مبروكة›› من نومها فرحة مستبشرة وأيقظت زوجها..
وحكت له ما رأت من رؤيةٍ سعيدةٍ..
قال لها ‹‹مبروك››: - أتوقظيني يا ‹‹مبروكة›› من نومي لتحكي لي حلمًا، هيهات أن يتحقق..
إن الملوك لا بد أن يكونوا أولاد ملوكٍ،
ولكني صياد فقير، أشقى وأكد طوال اليوم لكي نحصل على قوت يومناـ، ونسكن هذا البيت المتواضع..
فكيف تصبح بنتنا ملكةً؟!
أرجوك أن تنامي، لكيلا توقظي البنتين..
واحذري أن تقصي هذا الحلم لأي مخلوق.. فيحسبونك قد فقدت عقلك ويتهمونك بالجنون.
قالت ‹‹مبروكة›› معترضة: - لا يوجد شيء بعيد عن قدرة الله..
وإن أحلامي لا بد أن تتحقق..
والأيام بيننا وسنرى..
استكملت ‹‹مبروكة›› نومها وهي سعيدة حالمة..
أما ‹‹مبروك›› فأخذ يكلم نفسه ويتمتم بكلماتٍ ساخرًا من هذا الحلم البعيد المنال..
بل إن من المستحيل تحقيقه.
وبعد أشهر وضعت ‹‹مبروكة›› بنتا جميلةً أسمتها ‹‹هناء››..
مرت الأيام وكبرت المولودة..
وأصبحت طفلة..
ولاحظ الصياد وزوجته أنها تختلف اختلافًا كبيرًا عن أختيها، فهي طيبة القلب، شديدة الذكاء والفطنة..
وبرغم جمالها الباهر فإنها كانت متواضعة لطيفة..
وكانت البنت الكبرى ‹‹سماء›› مغرورة متعالية، كما كانت أنانيةً لا تحب غير نفسها..
أما الأخت الوسطى فكانت كسولًا خاملةً..
لا تعمل شيئًا طوال النهار، وتقضي معظم الوقت نائمةً ولا تستيقظ إلا في الظهر..
كان العم ‹‹مبروك›› يستيقظ قبل الفجر..
وكانت ‹‹هناء›› هي الوحيدة التي تصحو معه ويذهبان معًا إلى البحر..
وتحمل معه أدوات الصيد الوفير ويعودان به..
ولملازمة ‹‹هناء›› لأبيها كل يوم، أصبحت صيادة ماهرة،
فكانت تمسك بسنارةٍ، ووالدها ‹‹مبروك›› يمسك بأخرى..
وفي بعض الأحيان كانت تتفوق على والدها في كمية السمك التي تصطادها.
أما ‹‹سماء›› و ‹‹دعاء›› فكانتا لا تعملان شيئًا، ولا تذهبان مع أبيها للصيد، ولا تساعدان والدتهما في شئون البيت..
وكانت ‹‹هناء›› عندما تعود مع والدها بعد العناء والجهد الذي تبذله طوال النهار من صيدٍ ثم بيع السمك في السوق وشراء ما يلزم الأسرة من طلبات.. كانت تساعد والدتها في إعداد الطعام وتنظيف البيت.
وكانت البنت الصغرى قريبة إلى قلب والديها لحسن خلقها ولطيبة قلبها ولمساعدتها بدون كللٍ أو ملل.. مما كان يثير غيرة ‹‹سماء›› و ‹‹دعاء›› من أختهما ‹‹هناء››.
مرت الأيام والشهور والسنون، وأصبحت البنات الثلاثة ‹‹سماء›› و ‹‹دعاء›› و ‹‹هناء›› شاباتٍ.
وكما كانت ‹‹هناء›› مقربةً ومحبوبةً أكثر من أختيها لوالديها كان أهل القرية جميعًا يحبونها ويقدرونها..
وكان حديث الناس جميعًا عنها وعن ذكائها وأدبها وحسنها.
وفي يوم جمع العم ‹‹مبروك›› بناته حوله وقال لهن: - لقد كبرتن وأصبحتن في سن الزواج..
وأنا أخشى عليكما يا ‹‹سماء›› ويا ‹‹دعاء›› لأنكما لا تعرفان في أعمال البيت شيئًا، ولا تجيدان صنع شيءٍ على الإطلاق..
ولن يرضى أن يتزوجكما أحد..
أما أنت يا ‹‹هناء›› فأنا مطمئن عليك كل الاطمئنان لمهارتك ونشاطك ومعرفتك لكل أعمال المنزل التي تؤهلك لأن تكوني زوجة صالحة..
فقالت ‹‹سماء››: - لن أتزوج إلا رجلًا عظيمًا يسكنني في قصر كبير، ويلبسني أغلى وأحلى الثياب، ويكون عندي أندر وأثمن الحلي والمجوهرات..
ويحيط بي الخدم والحشم فيكونون تحت إمرتي..
ولن يكون لي شاغل إلا الاهتمام بنفسي وجمالي وأناقتي..
وقالت ‹‹دعاء›› - أما أنا فلن أتزوج إلا رجلًا ثريًا جدًا ويكون رهن إشارتي عشرات من الخدم والعبيد يعملون كل ما أكلفهم به..
لن أتحرك من مكاني، ولن أقوم بأي مجهود..
كل ما أفعله أن أجلس على أريكةٍ مريحةٍ من ريش النعام، وأشير بطرف أصبعي آمرة خدمي بما أريد..
حزن العم ‹‹مبروك›› لما سمعه من بنتيه وقال: - وأين هذا العظيم، وهذا الثري اللذان يرضيان بكما؟!
| 54
| 888
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Fisherman’s Daughters
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,041
|
BAREC_GL_تائه فى القناة_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
تائه في القناة
بقلم يعقوب الشاروني
رسوم سيدي عبد الستار
دخلت ‹‹الخالة أم مصطفى›› مندفعة من باب دارها المصنوع من الخشب السميك، ثم أغلقته خلفها بعنفٍ، والباب لثقله يئز ويقاوم، مع أن الصباح ليس هو موعد إغلاق أبواب البيوت في قرية شارونة.
ودهش ابنها مسعود الذي يبلغ الثانية عشرة، فلم يسبق أن رأى هذا الباب مغلقًا خلال النهار.
وزادت دهشته عندما وجد أمه تنقض عليه لتنتزعه من لعبة ‹‹السيجة›› التي كان يلعبها مع أخيه محسن الأصغر منه بأربع سنوات، تراقبهما أختهما ‹‹أزهار›› التي تكبر ‹‹مسعود›› بعامين.
أمسكته أمه بقوةٍ من ذراعه وراحت تجذبه بعنفٍ، بل تكاد ‹‹تسحبه›› خلفها، ثم اندفعت تصعد به درجات السلم الطينية المتآكلة المؤدية إلى سطح الدار، وهو يصيح محاولًا التملص منها: ‹‹اتركيني..
ماذا حدث؟››
ولم تتوقف الأم لتجيب عن أسئلة ابنها واحتجاجاته المتلاحقة، بل استمرت تجذبه في لهفةٍ وهي تهمهم بكلماتٍ متقطعةٍ استطاع مسعود أن يفهم بعضها من خلال أنفاسها اللاهثة:
‹‹إنهم في الطريق إلى هنا..
سيأخذونك ولن تعود كما أخذوا أخاك مصطفى..
أسرع..
أسرع معي..››
وفوق السطح عند صومعة حفظ حبوب الذرة، العالية المنتفخة البطن، حملت الأم ابنها حملًا، ورفعته فوق سطح عشة الدجاج المجاورة وهي تأمره في حسمٍ: ‹‹تسلق الصومعة واقفز داخلها..
اقفز بسرعة لكي لا يجدوك..››
كان الاضطراب الهائل الذي سيطر على تصرفات الأم وحركاتها وصوتها الملهوف الصادر عن أقصى درجات الهلع، هما اللذان جعلا ابنها ‹‹مسعود›› لا يسأل أسئلة أخرى، بل أطاع بغير تردد وقد فهم أن خطرًا داهمًا يترصده لينتزعه بعيدًا عن شارونة وعن أمه وإخوته.
وكادت قدماه تغوصان في الفتحات بين جريد النخل وحطب الذرة بالحافة العليا لفوهة الصومعة.
ثم زحف بجسمه على السطح الخارجي المنحدر للصومعة حتى اعتلاها،
وبقفزة واحدةٍ سقط داخلها فوق كوم حبوب الذرة الذي ملأ أقل من نصفها، مع أنه كان من المعتاد أن تكون الصومعة ممتلئة حتى حافتها في مثل هذا الموسم من كل عام.
صاحت فيه أمه: ‹‹لا صوت ولا حركة..
كأنك غير موجودٍ!››
ثم أسرعت تنزل من فوق سطح الدار، وأمسكت ابنها (محسن) الصغير وصاحت فيه آمرة: ‹‹إياك أن تقول شيئًا..
هي عبارة واحدة لا تقل غيرها: ‹‹لا أعرف››..
إياك أن تزيد!
هل فهمت؟!
وهز محسن رأسه بما معناه أنه فهم،
فالتفتت الأم إلى ابنتها (أزهار) وقالت وهي تشير بذراعها وسبابتها إلى داخل الدار: ‹‹وادخلي أنت..
لا أريد أن يراك أحد، خاصةً مخلوف شيخ البلد الرذل!››
ثم عادت الأم إلى باب الدار تفتحه بهدوء كأنما لم تغلقه بكل ذلك العنف منذ دقائق، وهي تحاول السيطرة على نفسها لتبدو كأن شيئًا مهمًا لا يشغلها.
لقد أخفت ابنها ‹‹مسعود››، وظنت أنها بهذا قد أبعدته عن أيدي السلطة الغاشمة!
نبحت الكلاب بشدةٍ، وثار الغبار في الدرب الذي يطل عليه باب دار أم مصطفى،
وأسرعت مجموعات الدجاج والبط تهرب فزعة صائحة إلى جانبي الدرب، تفسح الطريق لشيخ البلد ‹‹مخلوف›› واثنين من الخفراء، ومعهم ‹‹أبو لبدة زرقاء›› وهو الاسم الذي أطلقه أهل قرى مديرية المنيا على مندوب جمع العمال اللازمين لحفر ‹‹قناة صحراء السويس››، وهم الفلاحون الذين يتم جمعهم تنفيذًا لطلبات شركة قناة السويس، وهي طلبات متوالية تقدمها بإلحاح إلى أفندينا الوالي ‹‹الخديوي سعيد باشا›› حاكم مصر سنة 1861م، وأكبر مساهم في رأسمال تلك الشركة، التي ورطته في شراء حوالي نصف أسهمها، فأصبح من مصلحته الشخصية أن يتم حفر القناة بأقل تكلفة.
وكان يتبع ممثلي السلطة الأربعة، حشد من صغار الأطفال ليس بينهم رجل ولا شاب واحد من أهالي قرية شارونة بمديرية المنيا بصعيد مصر!
وتوقف ‹‹ممثلو السلطة›› أمام دار الخالة أم مصطفى، وصاح الخفير عمران: ‹‹يا مسعود.. العمدة يطلبك!››
صاحت الخالة المتوارية خلف باب دارها المفتوح: ‹‹ابني مسعود في الغيط منذ الفجر››.
وبغير تردد صاح شيخ البلد آمرًا الخفيرين ‹‹ابحثا عنه..››
وبدون استئذان اقتحم الخفير باب الدار والأم تحاول إغلاقه فلا تستطيع!
وأصبح الباب مفتوحًا عن آخره، فهرول الخفيران إلى داخل الدار، ووجدت الخالة أم مصطفى نفسها في مواجهة شيخ البلد!
صاحت الخالة: ‹‹أخذتم ابني الأكبر مصطفى قبل أن يبذر تقاوي الذرة، ليحفر هذه القناة التي تقولون عنها، والآن لا نجد من يجمع لنا قناديل الغلة..
ثلاث مرات يظهر القمر ثم يختفي ومصطفى لم يرجع، والله وحده يعلم متى يعود وما إذا كان مقدرًا له أصلًا أن يعود!
لن تأخذوا أخاه قبل أن يرجع!››
| 42
| 842
|
15-sin
| 15
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
Lost in the Canal
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,042
|
BAREC_GL_ثروة تحت الأرض_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
ثروة تحت الأرض
تأليف يعقوب الشاروني
رسوم عادل البطراوي
هروب من رجال السلطان
إنهم يطاردونني..
تركت بغداد هاربًا من السلطان ومن عيون المنتفعين بوجودهم حول السلطان!..
تهامس المنتفعون: ‹‹بيت المال خاوٍ والتجار يخسرون!››.
أمر السلطان: ‹‹خذوا دينارًا ضريبةً من كل رجلٍ ونصف دينارٍ عن كل امرأة..››.
ولما كنت أعمل أمينًا لديوان بيت المال وأصبحت أكثر من غيري معرفةً بأحوال الناس، فقد عبرت عن رأيي..
قلت: ‹‹الشعب فقير والتجار يخفون ثرواتهم!››.
ومنذ أعلنت هذه الحقيقة في مجلس السلطان وهم يطاردونني..
تصوروا أنني أثير السلطان ضد التجار، وأن ما قلته إعلان للحرب على التجار، وهم أقرب الأصدقاء لرجال السلطان..
بل ظنوا عبارتي إشارة إلى استفادة بعض رجال السلطان من ثروات التجار!!
وبدأت الحرب ضدي!!
قالوا: ‹‹إن ‹‹عبد المنصف الخضراوي›› بدد أموال بيت المال، بحجة التصدق بها على الفقراء!››.
ومع أن السلطان كان يسلم بنفسه إلى كل محتاج ما يخفف عنه حاجته، فقد طالبتني سلطات التحقيق والتفتيش بما يثبت تسليم تلك الأموال إلى مستحقيها، وإلا فأكون قد اختلستها وأخذتها لنفسي!!
وكان بعض إخوتي وأولاد عمي يعملون في ديوان بيت المال قبل تكليفي بالإشراف عليه، لخبرة أفراد عائلتي الطويلة بالحسابات،
ومع ذلك اتهموني بإلحاق أقاربي للعمل معي كي يساعدوني في إخفاء سرقات أحرص على عدم ظهورها،
وطالبوني برد كل المرتبات والمكافآت التي حصل عليها جميع من تكون بيني وبينهم صلة قرابة!
ثم أشاروا على السلطان بتعيين من يفحص شئون بيت المال منذ توليت أموره، فوجدت حلقة الحقد تضيق حولي.
وعندما ذهبت سرًا أزور صديقًا أستشيره فيما وصلت إليه محاولات الكيد لي، أسرع يغلق خلفي باب داره وينذرني منزعجًا: ‹‹أسرع بالفرار يا خضراوي..
السلطان أصدر أمرًا بمصادرة أموالك..
الجنود ينهبون الآن بيتك لحساب بيت المال..››
هكذا أصدروا الحكم بإدانتي ونفذوا العقوبة بغير محاسبةٍ ولا محاكمةٍ، ولا إتاحة فرصة للاستماع إلى دفاعي، أو انتظار نتائج الفحص الذي يقوم به من اختاره السلطان لمراجعة حسابات بيت المال!
أعطاني صديقي كيسًا به دنانير تعينني على مواجهة المجهول، وتسللت من الباب الخلفي لبيته مستترًا بظلام الليل، وقد ارتديت ملابس الخدم وأخفيت وجهي بالقدر الذي لا يثير الريبة والشك، فالجواسيس لن يتوقفوا عن ملاحقتي..
وكان من المستحيل التوصل إلى وسيلة لوداع زوجتي العزيزة‹‹ياسمين›› أو ابنتي الحبيبة ‹‹بسمة››، وإلا وقعت فورًا بين مخالب رجال السلطان وعيونهم..
بل أين أجد زوجتي وابنتي وأنا أعرف من خبرتي في أحداث مماثلة، أن ‹‹الباحثين عن الثروات›› قد طردوهما بغير شك من بيتي، بعد قيامهم بنهب كل ما فيه والاستيلاء عليه؟!
خرجت هائمًا على وجهي، أتنقل متخفيًا مطاردًا من قريةٍ إلى أخرى، حتى وصلت معدمًا شريدًا بعد شهورٍ طويلةٍ إلى دمشق.
2 نصيحة الشيخ عبد المؤمن
كانت الدنانير القليلة التي معي قد نفذت، فلم أستطع شراء طعامٍ ولا العثور على مكانٍ آمنٍ أبيت فيه.
قصدت أحد المساجد، واخترت بعد صلاة العشاء ركنًا بعيدًا لجلوسي وأنا أشعر بإرهاق شديدٍ لا شك أنه ظهر واضحًا على وجهي، فاقترب مني شيخ جليل يبدو عليه الهيبة كان يتأهب لمغادرة المسجد.
حاولت إغماض عيني والتظاهر بالنوم لأتفادى أسئلة المتطفلين، لكنني سمعت الشيخ يسألني في لهجة هادئة تثير الاطمئنان: ‹‹غريب؟››.
اضطررت إلى الإجابة في صوتٍ متناعسٍ: ‹‹أرجو أن يسمحوا لي بقضاء الليل هنا››.
قال بنفس الهدوء: ‹‹خلف هذا المسجد قصر عظيم، اذهب الآن إلى هناك، وقل للحارس: الشيخ عبد المؤمن أرشدني للمجيء››.
ولم يترك وقتًا لسؤال آخر، فقد واصل سيره حتى خرج من المسجد.
شعرت بالتردد وأنا أقول لنفسي: ‹‹وإذا سألني الواقف على باب القصر عن سبب ذهابي إليه، فبماذا أجيب؟!
هل من المعقول التوجه إليه لأقول بغير مقدماتٍ إنني جئت طلبًا للطعام والمأوى؟!
كيف ومتى أصبحت القصور بيوتًا للصدقة ترحب بالهاربين مجهولي الشخصية مثلي؟!
ومن أدراني، قد يكون صاحب القصر على صلةٍ بأحد رجال السلطان الذين تنتشر عيونهم في أنحاء البلاد!››.
لكنني وجدت حارس المسجد يطفئ القناديل بعد انصراف كل الناس ما عداي.
وقبل اقترابه ناحيتي ليسأل عن سبب بقائي وقد مضى الآخرون، تحاملت على نفسي وخرجت.
| 42
| 752
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
A Fortune Beneath the Earth
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,043
|
BAREC_GL_جبل العجائب_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
جبل العجائب
بقلم: الدكتور نظمي لوقا
الطبعة الحادية عشرة
فقالت الكبرى: أتمنى على الله أن أتزوج طباخ الملك، فتتم سعادتي، لأني سآكل حتى أملأ بطني من أفخر اللحوم والطيور المحمرة والمشوية التي يتفنن زوجي الطباخ الماهر في صنعها للملك،
فأسمن، ويزداد بياض لوني واحمرار خدي، وأفتخر أمام جميع النساء بمقام زوجي العظيم!
فقالت الثانية: ما هذه الشراهة؟
أما أنا فأتمنى أن أتزوج رجلًا آخر من رجال الملك:
إنه صانع الحلوى، كي أتمتع بطعم البقلاوة المحشوة بالفستق، والقطائف المحشوة باللوز، والفطائر المحشوة بالبندق والجوز، والفواكه المسكرة، والشراب الحلو الذي تلذع حلاوته لساني.
ولن أكون أنانية، فسوف أدعوكما أحيانًا لتتذوقا هذه الحلوى الجميلة التي لا تقدم إلا للملك، إن سمح لي زوجي،
ولكني واثقة بأنه سيسمح، لأنه طبعًا سيحبني ويعمل ما يرضيني.
ألا تتمنين الزواج من رجل عظيم مثلنا؟
فقالت الصغرى: أتمنى طبعًا أن أتزوج الرجل الذي أحلم به..
خبرينا من هو؟
حدثينا عنه!
كلا!
لا أريد أن أحدثكما عنه!
فجعلت الأختان تسخران منها وتغيظانها حتى تكلمت: أتمنى أن أتزوج الملك!
وسأحبه ولا أطلب منه شيئًا، فيكفيني أن يسمح لي بالحياة بقربه، وسألد له ولدًا شجاعًا مثله، وبنتًا جميلة كالقمر.
يا لك من مغرورةٍ!
أين أنت من الملك؟
أتريدين أن تصبحي الملكة؟
ما هذا الجنون؟
وفي تلك الليلة كان الملك قد خرج إلى الشوارع متخفيًا في ثياب تنكرية، ليعرف أحوال أهل بلده الفقراء الذين يحكمهم، حتى يرفع عنهم الظلم ويحقق في شكاواهم،
ووقف في أثناء سيره عند السور الحديدي الذي كانت الشقيقات جالسات خلفه يتحدثن من آمالهن، وسمع كلامهن كله، فوضع علامة على باب البيت كي يميزه عن غيره من بيوت الفقراء.
وفي الصباح بعث رسولا وصف له البيت والعلامة التي تركها على بابه، وأمره أن يأتي إليه بالشقيقات الثلاث.
فلما حضرن بين يديه في القصر الملكي، وهو جالس على عرشه، ومن حوله عظماء الدولة وأمراؤها، قال لهن: لا تخفن، أنتن في أمان،
وقد عرفت أنكن يتيمات لا أب لكن ولا أم، وأنكن فقيرات، ولكني أريد أن أحقق لكل منكن رغبتها في الزواج ممن تتمنى الزواج به.
فمن منكن التي تمنت الزواج من طباخي؟
فقالت له الكبرى: أنا يا مولاي!
ومن منكن التي تمنت الزواج من صانع فطائري؟
فقالت الوسطى: أنا.
أبقاك الله يا مولاي!
اعلما إذن أن احتفال زواجكما من طباخي وصانع فطائري سيقام بعد أسبوعين،
وفي هذه المدة يتم إعداد أفخر الثياب لكما والأثاث لبيتيكما الجديدين على حسابي الخاص.
وسأمنح كلا منكما عشرة آلاف ريال مهرًا لها.
فكانت الأختان المحظوظتان تطيران من الفرح، وقدمتا الشكر الجزيل للملك على كرمه وعطفه، وفكرتا في الانصراف، وفي ظنهما أن المقابلة الملكية قد انتهت،
ولم يخطر ببالهما أن الملك يمكن أن يجازي أختهما الصغرى على غرورها الشديد بغير العقاب، أو –على الأقل- بغير اللوم والتأنيب.
ولكن ما كان أعظم دهشتهما عندما التفت الملك إلى الصغرى وقال لها بلطف: أعيدي على سمع هؤلاء السادة الحاضرين ما قلتيه لأختيك بالأمس، كي أحقق لك هذا الأمل!
فاحمر وجه الفتاة من شدة الخجل والارتباك، وظنت أن الملك يسخر منها، واندفعت الدموع إلى عينيها الجميلتين،
فقال لها الملك: ألم تقولي: "أتمنى أن أتزوج الملك"؟
فخفضت رأسها، وضحكت أختاها من الموقف الحرج الذي أوقعت نفسها فيه بغرورها،
ولكن ما كان أعظم غيظهما حينما وقف الملك وتناول يدها وقال لعظماء مملكته الواقفين من حول عرشه: ها هي ذي خطيبتي!
وأقيمت حفلات العرس الثلاثة في يوم واحد ولكن الأختين الكبيرتين كانتا في غم شديد، وقد كرهتا واحتقرتا ما ظفرتا به من تحقيق أمل كان منذ أسبوعين رمز السعادة التي لا حد لها،
ولم يعد في قلبيهما إلا الحسد والحقد على أختهما الصغرى التي صارت ملكة البلاد، أما هما فزوجتان لرجلين من خدمها.
| 45
| 657
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Mountain of Wonders
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,044
|
BAREC_GL_حسناء و الثعبان الملكي_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
حسناء والثعبان الملكي
تأليف يعقوب الشاروني
رسوم حسام الدين عبد الغني
الطبعة الثانية
بعيون يملؤها الفزع فوجئت ‹‹حسناء›› برؤية ‹‹جبل الماء›› الهائل يتدفق منحدرًا بعنفٍ من فوق ‹‹جبل الصخور›› المواجه لها على الناحية المقابلة من الوادي.
لم تصدق عينيها وهي ترى أطنان الماء تنزل في سرعةٍ رهيبةٍ مثل وحش صمم على اللحاق بفريسته، ينتزع في طريقه كتل الصخور والأحجار ويحملها كأنها قطع من الأخشاب تطفو وليست صخورًا تغوض،
فقد غيرت مياه السيل طبيعة تلك الأحجار فجعلتها تطفو وتتقلب مع موجات الماء وهي تشق طريقها في سرعة لتكتسح كل شيءٍ.
كانت كميات الماء الهائلة التي نزلت أمطارًا شديدة الغزارة من السماء، تندفع مع ما تحمل من صخورٍ إلى الوادي المنخفض المحصور بين الجبال المرتفعة على جانبيه،
فملأته في لحظاتٍ، واختلطت المياه بالرمال فأصبح لون السيل أصفر قاتمًا كأن وجه الصحراء قد غضب فاكفهر.
وقبل أن تفكر حسناء في شيءٍ، كانت مياه السيل العكرة قد ملأت بطن الوادي وبدأت تعلو لتغطي الصخور المنخفضة على سفح الجبال من الجانبين،
فانقلب الوادي الصامت الموحش شديد الجفاف إلى نهرٍ متسع هائج له دوي يصم الآذان!
واندفعت جبال الماء، والصخور تحطم أمامها الأشجار النادرة ونباتات الصحراء القليلة وأي شيءٍ يبرز عن سطح الأرض، والمياه تكتسب في كل لحظة سرعة رهيبةً وقوةً مدمرةً.
ولولا أن جدة حسناء، قد اختارت بعنايةٍ تلك الهضبة الصغيرة المستوية المرتفعة عن بطن الوادي والبعيدة عن مجرى السيل، وأقامت فوقها العشة التي تظللها مع حفيدتها، لكانت كتل الصخور المندفعة مع الماء كعاصفة كاسحةٍ قد سحقت الفتاة الصغيرة مع عشتها المتهالكة وجرفتهما بعيدًا.
همست حسناء لنفسها وقد رفعت ذراعيها بغير تفكير لتغطي وجهها من الماء، وهي تسرع لتحتمي بصخرةٍ مرتفعةٍ بجوار العشة: ‹‹لم تتصور جدتي أبدًا أن يأتي سيل بمثل هذا العنف والحجم!
ذلك أن رشاش مياه الأمواج المتلاطمة نتيجة اصطدامها المروع بالجبل في الناحية المقابلة، قد أصاب وجه حسناء وملابسها و ‹‹البرش›› الذي يغطى العشة فأغرقها كلها بالبلل الكثيف، كأنها خرجت لتوها من حمام في بحرٍ عميقٍ.
شيء واحد قفز بإلحاح إلى وعي حسناء:
‹‹سيفاجئ السيل جدتي وهي عائدة فوق جملها من عند البئر، كما فاجأ أمي ذات يوم.
الوادي طريق جدتي لإحضار قربتين من الماء العذب نعيش به يومين أو ثلاثة مع الجمل والعنزتين والدجاجات الثلاث››.
ولم يكن لدى حسناء وقت لتفكر في تلك المفارقة الغريبة: جدتها تسافر وحيدة فوق جملها ساعات طويلةً مرتين كل أسبوع إلى البئر البعيد لتحضر قليلًا من الماء، لأنه لا توجد قطرة واحدة على مسافة تصل إلى عشرين كيلو مترًا تفصلهم عن البئر، بغير أي أمل في ماء المطر، وسط صحراء مصر الشرقية، بين سلاسل جبال البحر الأحمر، على مبعدة مئات الكيلو مترات من نهر النيل.
وقد سافرت الجدة اليوم مع الشروق، وكانت عودتها متوقعة مع الغروب بحثًا عن قطرة ماء،
وها هي أطنان من الماء تتدفق الآن تحت قدمي حسناء تكاد تقضي عليها وتقتلها غرقًا أو تسحقها بما تحمل من صخورٍ، وقد سقطت كلها من السماء فانهمرت سيولًا بغير حساب!!
ولم تفكر أبدًا في أن حياتها مع جدتها وحدهما بغير أنيسٍ من البشر في هذه الصحراء المترامية وسط الصخور الموحشة، هي الشيء الغريب!
فكل أفراد عائلات قبائل صحراء مصر الشرقية بين النيل والبحر الأحمر، تعيش منفردةً، تفصل بين كل عشةٍ وأخرى مسافة لا تقل عن ستة أو سبعة كيلو مترات.
كما أنهم لا يحبون الحياة بالقرب من الآبار، لأن كل هاربٍ أو مغامرٍ في الصحراء لن يبحث إلا عن مكان قريب من بئر ليتفادى مواجهة خطر الموت عطشًا خلال يوم أو يومين بسبب حر الصحراء القاتل.
كذلك فإن الآبار هي مقصد كل حيوان متوحش مثل الذئاب والضباع والثعالب والثعابين الكبيرة، فلا بد من الابتعاد عنها.
ومن وقت الظهر وحتى الغروب استمرت حسناء ترتجف وقد ملأت الهواجس نفسها خوفًا على جدتها، وهي تتابع مرعوبة ثورة الطبيعة الطاغية، تمارس فيها الأرض والسماء أعنف أشكال الحركة الجبارة، والاندفاع العشوائي الذي لا يرحم، والضجة المروعة التي تذهب بالعقل!
| 27
| 677
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Beauty and the Royal Snake
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,045
|
BAREC_GL_حلم من دخان_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
حلم من دخان
بقلم عبد المنعم جبر عيسى
رسوم ماهر عبد القادر
كان ‹‹قنديل›› خالي الوفاض تمامًا، يعيش محنةً حقيقيةً هذه الأيام..
تذكر ‹‹مدبولي العسكري›› صاحب الفرن الآلي، الذي عمل به لفترةٍ طويلة،
كان ذلك الرجل يتصيد الأخطاء لــ ‹‹قنديل›› حتى حانت له فرصة، في شكل خطأٍ بسيطٍ وقع فيه ‹‹قنديل››..
فقام بطرده من الفرن، ليلقي به إلى الشارع، غير مراعٍ لما قد يواجه‹ ‹قنديل›› من محنٍ ومشكلات..
برق في ذهن ‹‹قنديل›› خاطر غريب، لم يدهش له..
تذكر تلك القصص الخيالية التي قرأها في صغره، والتي يجد الأبطال خلالها خاتمًا مسحورًا عليه نقش، يمسحون على النقش برفق، فيظهر أمامهم المارد قويًا جبارًا هائلًا: ‹‹شبيك لبيك..
عبدك بين يديك››!
فيطلبون منه ما يريدون من مالٍ.. و..
قطع ‹‹قنديل›› خواطره فجأةً ربما لاقتناعه بأننا نعيش عصرًا جديدًا؛ لا يؤمن بالخرافات..
يمسح ذقنه في إرهاق وتوتر..
كان الشارع شبه خالٍ من المارة، لكن ‹‹قنديل›› انتبه لوجود رجلٍ في منتصف العقد الخامس من عمره؛ كان يسير أمامه..
وضح لــ (‹‹قنديل›› أنه يواجه موقفًا صعبًا،
بدا كمن يحدث نفسه،
خيل لــ ‹‹قنديل›› أنه مجنون للحظات، ثم استبعد تمامًا ذلك الخاطر، بعد أن لاحظ أنه يرتدي ‹‹بذلة›› كاملة أنيقة،
اقترب منه ‹‹قنديل››..
سمعه يقول في صوتٍ خفيضٍ: أنا الدكتور ‹‹مدحت››..
لن أكذب أبدًا..
لن أخضع لهذا المارد..
لن أكون كذابًا!
ابتسم ‹‹قنديل›› بعد أن أحس أن وراء كلمات الدكتور شيئًا ظريفًا،
لم يحاول أبدًا أن يتعب نفسه؛ ليفهم المعنى الحقيقي لكلماته، واكتفى بمراقبته من بعيد..
رآه يقف وقد انتصبت قامته في قوة وعناد!
وقف ‹‹قنديل›› في مكانه، وقد اتسعت عيناه دهشةً وعجبًا،
ثم رآه وهو يخرج شيئًا من جيبه، ويلقى به بعيدًا وهو يهتف: - ابتعد عني أيها اللعين!
وواصل الدكتور ‹‹مدحت›› سيره، بينما ظل ‹‹قنديل›› واقفًا في مكانه،
اطمأن إلى أنه ابتعد بمسافةٍ كافية،
دار بعينيه في المكان؛ بحثًا عن ذلك الشيء الذي ألقاه الدكتور، حتى وجده أخيرًا في جانبٍ من الرصيف،
كان خاتمًا من ذهب عجيب الشكل، يلمع بقوةٍ تحت وطأة ضوء الشمس..
انحنى عليه ‹‹قنديل›› ليلتقطه، تأمله وهو يخطو مسرعًا عائدًا إلى غرفته..
كان خاتمًا عجيبًا بحقً عليه نقش!
أخيرًا أصبح ‹‹قنديل›› في غرفته..
أغلق عليه بابها،
أخرج الخاتم بسرعة، ونظر إلى النقوش الغريبة فيه،
وقبل أن يمس النقش فكر بسرعة: ماذا لو كان خادم الخاتم ماردًا جبارًا لا يتحمله السقف المنخفض...؟
وأخيرًا قرر أن يخرج إلى سطح العمارة، ففيه متسع لأي ماردٍ أيًا كان حجمه!
وخلال ثوانٍ كان ‹‹قنديل›› يخرج من غرفته،
لكنه فوجئ بالحاج ‹‹متولي›› صاحب العمارة يستوقفه قائلًا: -اسمع يا ‹‹قنديل››..
ثلاثة شهور مرت لم تسدد لي – خلالها- إيجار الغرفة..
لن أصبر عليك أكثر من ذلك!
فأومأ له ‹‹قنديل›› برأسه مستجيبًا، وواصل خطواته نحو السطح، بينما عاود الحاج ‹‹متولي›› هبوطه..
ووجد ‹‹قنديل›› نفسه على السطح تمامًا..
كانت الشمس قد غربت منذ دقائق، وبدأ لون السماء في التحول إلى اللون الرمادي الحالك،
يغمر وجه ‹‹قنديل›› تيار من النسيم العذب، لا يكاد يحس به لفرط انفعاله..
يخرج الخاتم..
يمسح نقشه العجيب برفق وعجلة،
ثم توقف في مكانه فاغرًا فاه!
لقد انبثقت أمام ‹‹قنديل›› كتلة هائلة من الدخان الأبيض، تأملها بخوفٍ وهي تتحور أمامه وتتحول؛ لتكون ملامح غريبة لكائنٍ هائل، حاول أن يبتسم لــ (‹‹قنديل›› في خبثٍ،
وقال وهو ينحني للأمام في تواضع مفتعل: طوع أمرك يا سيدي!
كانت دهشة ‹‹قنديل›› عظيمة..
قال متلعثمًا: من أنت؟!
غمر ‹‹قنديل›› إحساس لم يستطع تحديده، وقد رأى ابتسامة المارد تزداد اتساعًا..
وهو يقول: أنا عبدك المطيع.. خادم الخاتم!
وفي رعب قاتل؛ مال ‹‹قنديل›› بجسمه مبتعدًا عن المارد، الذي جاء صوته خائفًا: أرجوك..
لا تلكمني في وجهي بشدة!
هدأ ‹‹قنديل›› في مكانه..
وقال في غير تصديق: هل أنت خائف مني...؟!
فقال المارد وقد ذهب عنه الخوف: - عندما ملت بجسمك عني ظننت أنك ستلكمني في وجهي..
وأنا لا أحب هؤلاء الذين يوجهون لي اللكمات!
فضحك ‹‹قنديل›› بقوةٍ، وقد اطمأن إلى أن المارد لا يستطيع أن يمسه بأذى..
ثم سأله مبتسمًا: ما اسمك أيها المارد...؟
| 64
| 903
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
A Dream of Smoke
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,046
|
BAREC_GL_خاتم السلطان_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
خاتم السلطان
بقلم يعقوب الشاروني
لم تكن شمس الصباح قد أشرقت بعد، من وراء التلال المحيطة بالمدينة التي يسكن فيها السلطان، عندما أقبل رجل تبدو عليه مظاهر الطيبة والصلاح، واتجه نحو باب دكانه الذي يواجه قصر السلطان، ووضع المفتاح في قفل الباب.
وقبل أن يديره، رفع يديه ووجهه إلى السماء، وقال في صوتٍ يفيض بالإيمان: ‹‹يا فتاح يا عليم، يا رزاق يا كريم..
قدرتك يا رب كبيرة، وعلى كل شيءٍ قديرة..
حتى إذا سقط شيء في البحر، فقدرتك تعيده إلى البر..››
ثم أدار المفتاح، ورفع مزلاج الباب وفتحه، ودخل وهو يصغي إلى صياح الديكة يتجاوب في أنحاء المدينة.
وزقزقة العصافير في حديقة القصر السلطاني تملأ جو الصباح بهجة وجمالًا.
وكان السلطان ينام في سريره الواسع الوثير، ونافذة حجرة نومه مفتوحة.
يتسلل منها هواء الصباح الباكر المنعش.
وفي اللحظة التي كان الرجل يقول فيها دعاءه، كان السلطان يحلم بأنه تزوج من أميرة جميلةٍ.
لكن صوت الرجل المرتفع قطع على السلطان أحلامه.
فهب من فراشه مذعورًا،
وتذكر أن هذا الصوت نفسه كثيرًا ما أقلقه من نومه فصاح غاضبًا: ‹‹من هذا الذي يقلقني بصوته فجر كل يومٍ، ويحرمني متعة النوم الهادئ والأحلام الجميلة؟››.
وصفق في غيظٍ مناديًا حارسه: ‹‹يا مسرور.. يا مسرور...››
وأسرع مسرور فزعًا إلى حجرة سيده، فقد كانت رنة الغضب واضحة في صوته.
وما إن دخل حتى بادره السلطان قائلًا: ‹‹من هذا الذي يتطاول علينا، ويقلق راحتنا ونومنا››؟
فقال مسرور مضطربًا: ‹‹ليس هناك من يجرؤ على إزعاجك يا مولاي أو يقصده؟››
فقال السلطان: ‹‹في صباح كل يومٍ، اسمع صوتًا عاليًا يوقظني من نومي، وصاحبه ينادي قائلًا: يا فتاح.. يا رزاق!!››.
وتنفس مسرور في ارتياحٍ وهو يقول: ‹‹لعل مولاي يعني مرزوقًا!››
فسأل السلطان: ‹‹من مرزوق هذا؟››.
فأجاب مسرور: ‹‹إنه الصائغ الذي يواجه دكانه قصر مولاي››.
فعاود السلطان غضبه وهو يقول: ‹‹لماذا يفتح دكانه قبل أن تشرق الشمس؟
ولماذا يقول ذلك الكلام الفارغ الذي يثير الضحك؟!
من يصدق أنه إذا وقع شيء في البحر يمكن أن يعود مرة أخرى؟!
يا مسرور، استدع لي وزيري حالًا.
سوف ألقن مرزوقًا هذا درسًا لن ينساه.
وقل للوزير أن يحضر معه خاتمي الثمين، ذا الياقوتة الكبيرة التي تساوي ألف ألف دينارٍ››.
وخرج مسرور مهرولًا وهو في حيرةٍ من أمر السلطان، وفيما ينوي أن ينفذه مع وزيره
وأبلغ مسرور أمر السلطان إلى الوزير، فأسرع الوزير إلى خزانة القصر، وأخذ منها الخاتم، وتوجه مسرعًا إلى سيده.
ولم يمض وقت طويل، حتى شاهد أهل القصر السلطان مع وزيره يخرجان من باب القصر الرئيسي، ويعبران الطريق، ويدخلان دكان الصائغ مرزوق.
فوجئ مرزوق بالسلطان مع وزيره يدخلان دكانه الصغير، وخشي أن يكون قد ارتكب ذنبًا، لكن الوزير طمأنه.
ولم يلبث السلطان أن أخرج الخاتم الثمين، وقال لمرزوق: ‹‹هل ترى هذا الخاتم؟
إن به ياقوتة ثمنها ألف ألف دينارٍ، وأنا أخشى عليه من الضياع، لذلك جئتك لتصنع لي خاتمًا مثله تمامًا.
وتضع به بدلًا من الياقوتة قطعة زجاج تشبهها، حتى أتزين بالخاتم المزيف، ولا أستخدم الخاتم الثمين إلا في المناسبات الهامة››.
فقال مرزوق وهو يتأمل الخاتم في إعجابٍ شديدٍ: ‹‹أرجو أن يوفقني الله لأكون عند حسن ظن مولاي››.
فقال السلطان: ‹‹لكن خذ حذرك، واحرص على الخاتم حتى لا يضيع منك››.
فقال مرزوق: ‹‹سأحرص عليه حرصي على عيني، وسأضعه في هذه الخزانة الحديدية التي لا يفتحها سواي››.
وفتح مرزوق الخزانة، وأخرج صندوقًا صغيرًا وضع فيه الخاتم.
وقبل أن يغلق الخزانة، ناداه السلطان فجأة قائلًا: ‹‹يا مرزوق.. أنا عطشان..
أحضر لي كوبًا من الماء››.
فترك مرزوق ما بيده، واندفع خارجًا من دكانه ليجيب طلب السلطان.
وإذا بالسلطان يقول لوزيره: ‹‹راقب مرزوقًا يا وزير››.
فوقف الوزير على باب الدكان يراقب مرزوقًا، فلم يستطع أن يعرف ما الذي فعله السلطان عندما أصبح بمفرده داخل الدكان.
وبعد قليل، عاد مرزوق، وقدم كوب الماء للسلطان،
فقال السلطان وهو يتناول الكوب: ‹‹يا مرزوق.. لقد حددت لك ثلاثة أيامٍ تنتهي فيها من صنع الخاتم.
ثم أتسلمه منك مع خاتمي الأصلي في صباح اليوم الرابع
لكن احرص جيدًا على خاتمي.
فلن يكون جزاؤك، إذا ضاع، إلا قطع رأسك!››.
| 50
| 815
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Sultan’s Ring
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,047
|
BAREC_GL_دنانير لبلبة_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
دنانير لبلبة
قصص عربية
بقلم: يعقوب الشاروني
يحكى أنه كانت توجد ثلاث فتياتٍ، يعملن في خدمة ثري، يقطن في منزل كبيرٍ، به كل مظاهر الترف.
ولم يكن لدى زوجته إلا هؤلاء الخادمات الثلاث، لذلك كان عليهن أن يقمن بالكثير من الأعمال.
وكان اسم الفتاة الكبرى ‹‹ناعسة››.
وهي فتاة طويلة، ذات شعر أسود، ووجناتٍ وردية.
وكان في استطاعتها القيام بالكثير من الأعمال في وقت قصيرٍ لو أرادت ذلك، ولكنها لم تكن ترغب في العمل عادة، لأنها كسلانة.
وكان همها أن تقضي أكثر من نصف النهار على مقعدٍ في المطبخ، مرتدية ملابس غير منظمةٍ ولا نظيفةٍ، شعثاء الشعر، حافية القدمين.
وكانت تمضي الساعات تقرأ القصص، وتحكي للفتاتين الأخريين ما يمكن أن تفعله لو أنها أصبحت غنية.
وكان اسم الثانية ‹‹جميلة››، وهي ذات وجهٍ جميل جدًا، زرقاء العينين، ذهبية الشعر، ولكنها كانت هي الأخرى كسولًا تكره العمل.
ولم تكن تهمل نفسها مثل ‹‹ناعسة››، بل على العكس، كانت مغرمة جدًا بأن ترتدي ملابس جميلة، وبأن تقف الساعات الطويلة تتطلع إلى نفسها في المرآة.
وكانت تنفق كل نقودها في شراء أشياء جميلة ترتديها، مثل الزهور الصناعية، وشرائط الشعر والأحزمة، والأوشحة والعقود.
وأحيانًا، عندما يخلو البيت من أصحابه، تتسلل إلى غرفة سيدتها، فترتدي أثوابها الفاخرة الواحد بعد الآخر، وتتزين بحليها الثمينة،
ثم تتمشى أمام المرآة الكبيرة معجبة بنفسها، حتى لتقضي في كل مرةٍ أكثر من ساعةٍ، وهي تتأمل صورتها.
واعتادت ‹‹جميلة›› أن تقول لنفسها: ‹‹إنني أجمل من أن أتحمل مشاق العمل..
كان يجب أن أكون سيدة غنية، لا أهتم بأن أعمل شيئًا.. بل أكتفي بالجلوس، وإصدار الأوامر للخدم والأتباع››.
لذلك فمن المؤكد أن ‹‹ناعسة›› و ‹‹جميلة›› لم تكونا تقومان إلا بقدر قليل من أعمال المنزل الكثيرة، وحتى ما تعملانه تؤديانه على أسوأ صورةٍ.
وكان من الغريب حقًا ألا تطردهما سيدتهما، ولو كانت تعلم حقيقتهما، ما تأخرت في طردهما.
ولكنها، مع تأنبيها المستمر لهما، لم تكن تدرك قط أن فسادهما وصل إلى درجة ترك معظم عملهما ليقوم به شخص آخر.
ذلك أن خادمتها الثالثة والصغرى، هي التي كانت تشتغل طوال الوقت، وبفضلها كان المنزل نظيفًا مرتبًا على الدوام.
وكان اسم هذه الخادمة الثالثة ‹‹لبلبة››، وإن سماها الجميع ‹‹لبلبة الصغيرة›› لما هي عليه من ضآلة حجم، ونحافة وشحوب، حتى لقد بدت كأنها أصغر من حقيبتها،
ومع ذلك كانت تقوم بأغلب أعمال المنزل، إذ اعتادت أن تؤدي عمل زميلتيها، بالإضافة إلى نصيبها من العمل.
كانت تشتغل طوال النهار، من الفجر حتى منتصف الليل، دون أن تجد دقيقة واحدة تهتم فيها بنفسها،
كانت تنظف أوعية المطبخ، وتكنس الأرض وتمسح الحجرات وتغسل الأواني والأطباق، وتطهو الطعام وتعد المائدة، وترتب الأثاث، وتحرص أن يبدو المنزل أنيقًا نظيفًا، وتسهر على تلبية رغبات سيدها وسيدتها.
لم يكن لها أخ أو أخت، وقد فقدت أباها وأمها.
ولم يكن لها صديق في الدنيا سوى جدتها.
وجدتها سيدة عجوز فقيرة جدًا، كانت تعيش في كوخ صغير قديم، لا يبعد كثيرًا عن المدينة التي تعمل بها ‹‹لبلبة››.
لم يكن الكوخ مكانًا صالحًا للسكنى، لكن جدة لبلبة كانت من الفقر بحيث لم تجد مكانًا أفضل منه لتعيش فيه.
كانت أرضيته من التراب، والشقوق تملأ سقفه وجدرانه،
والفراش الذي تنام عليه المرأة العجوز مجرد كومةٍ من القش وغطاءٍ ممزقٍ.
وكانت لبلبة الصغيرة تعطي جدتها كل ما تحصل عليه من نقودٍ، أسبوعًا بعد أسبوعٍ.
ولكن ذلك لم يكن كافيًا حتى لشراء الخبز دون غيره،
وكثيرًا ما كانت لبلبة تحدث نفسها قائلة: ‹‹كم تكون الحياة حلوة، إذا استطعت أن أعيش مع جدتي في منزل صغيرٍ جميلٍ نظيفٍ، تحيط به حديقة أقطف منها الورود والأزهار كل صباح، وأن يكون لدينا قليل من النقود لشراء ما نحتاج إليه من ملابس، وأن نجد دائمًا طعامًا كافيًا.
كانت هذه هي أماني لبلبة الصغيرة في الحياة، ولكنها لم تجد وسيلة يمكن أن تحقق بها أحلامها وأمانيها.
ومع ذلك ظلت تعمل يومًا بعد يوم، وظلت ناعسة وجميلة تواصلان تركها لتقوم بنصيبها من العمل، ونادرًا ما تمدان إليها يد المساعدة.
وكلما عهدت إليهما سيدتهما بعملٍ شاق أو مهمة دقيقة فإنهما تقولان: ‹‹ستقوم لبلبة بهذا،
لماذا نرهق أنفسنا بالعمل ما دامت لبلبة الصغيرة يمكن أن تقوم بكل العمل؟››.
| 39
| 782
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
Labeeba’s Gold Coins
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,048
|
BAREC_GL_سر الشعر الأسود_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
سر الشعر الأسود
بقلم سوزان عبد الرحمن
رسوم: أسامة أحمد نجيب
يحكى أنه في قديم الزمان.. كان يوجد منزل جميل صغير، يقع وسط جزيرة خضراء، يحيط بها نهر كبير يجري في هدوء..
النهر الهادي تشرب منه الطيور والحيوانات في سعادة وسلام..
ويروي أرض الجزيرة الخضراء..
فتنبت بها الورود والأزهار والأشجار..
وكان يسكن هذا البيت الصغير، فتاة اسمها ‹‹جدائل››.. رائعة الجمال..
لها وجه دائم الابتسام، وشعرها أسود طويل، ناعم كالحرير، يصل إلى قدميها..
وكانت ‹‹جدائل›› تعيش مع جدها الكبير..
تساعده وتعد له الطعام والحلوى.
وتخدمه بكل حب واحترام.
وقد تعلمت ‹‹جدائل›› تربية الحيوان والعناية بالزرع، وصيد السمك، وركوب الخيل من جدها ‹‹حكيم››.. الذي قام بتربيتها بعد وفاة والديها..
وأفاض عليها من علمه وحنانه ورعايته الشيء الكثير..
وفي يوم من أيام الربيع الجميلة، ونسيم الهواء يداعب أوراق الشجر، والأغصان تتمايل، والعصافير تغني.
خرجت ‹‹جدائل›› كعادتها إلى النهر..
وكانت ترتدي ثوبًا طويلًا هفهافًا ناصع البياض..
ومعها قطتها وحصانها..
جلست ‹‹جدائل›› تصطاد السمك..
ومر وقت طويل..
وشعرت بالتعب...
فأسندت ظهرها إلى جذع شجرةٍ كبيرةٍ..
وسرعان ما راحت في نوم عميق.. في ظلال الشجرة..
وهبت نسمات الهواء، فطار شعرها الأسود الطويل، وغطى بعض وجهها، واستقر الباقي وراء ظهرها،
فظهرت كأنها تنام على وسادةٍ حريريٍة سوداء..
وفجأة.. استيقظت ‹‹جدائل›› على صوت ضجةٍ..
فرأت من بعيد عددًا من الجنود الفرسان يركبون خيولًا سوداء..
وعلى رأسهم قائد شاب يركب حصانا أبيض..
وظلت ‹‹جدائل›› في مكانها، تنظر إليهم في دهشةٍ.. دون أن تتكلم.. وكأنها في حلم..
ثم رأت أحد الجنود يقترب منها ويحدثها..
ولكنها، لم تجبه لشدة دهشتها من وجود أشخاصٍ غرباء في هذه الجزيرة.. التي هي مملكتها الخاصة.. لها ولجدها..
وأسرعت ‹‹جدائل›› بالنظر إلى الجنود.. ثم نظرت إلى قائدهم..
فرأتهم يلتفون حوله، ويساعدونه في إقامة خيمةٍ..
فأخذت تنظر.. وعيناها الواسعتان تتساءلان في استفهام على ما يحدث..
وقطع عليها الجندي حيرتها قائلًا: - ألا يوجد أحد غيرك في هذه الجزيرة؟
فقالت ‹‹جدائل›› مسرعة: - من أنتم؟
ومن أين جئتم؟
فقال لها الجندي: - ألم تسمعي عن بلاد الملك ‹‹فارس›› وابنه الأمير ‹‹سيف››؟
وأشار الجندي إلى قائده..
ففهمت ‹‹جدائل›› أن هذا هو الأمير ‹‹سيف››..
ثم أعاد الجندي سؤاله مرة أخرى:
فأجابت ‹‹جدائل›› قائلة: - يوجد جدي..
وهو في المنزل.
هل تريدونه؟
قال الجندي: نعم..
فقالت ‹‹جدائل››: انتظروني حتى أدلكم على الطريق:
ذهب الجندي إلى الأمير ‹‹سيف›› وأخبره بما قالته ‹‹جدائل›› فدهش الأمير عندما علم أن أحدًا من الناس يعيش في هذه الجزيرة..
سأل الأمير الجندي قائلًا: - أين وجدتها؟
فأجاب الجندي: - وجدتها تحت ظلال هذه الشجرة الكبيرة والتي تتدلى منها غصون كالشعور..
ولاحظت ‹‹جدائل›› أن الجندي يشير إليها، فنهضت وشعرها ينسدل على ظهرها، فبحثت عن شريطها..
وربطت شعرها الطويل..
وسارت قليلًا..
فأفاقت تمامًا..
وأدركت أن ما تراه ليس حلمًا..
إنه حقيقة.. حقيقة واقعة أمام عينيها..
فازدادت دهشتها..
وركبت حصانها في صمت وذهول..
وانطلقت يتبعها موكب الأمير..
وقطتها تحاول اللحاق بها..
والعصافير تطير من حولها وكأنها طائر جميل، يطير وسط الطيور، في خفةٍ ورقةٍ وسرور..
وكان الموكب ما يزال بعيدًا عن البيت عندما وصلت الأصوات والضجة إلى جد ‹‹جدائل›› فخرج من البيت منزعجًا ليعرف الخبر..
رأى الجد حفيدته فوق حصانها..
وخلفها ذلك الموكب العجيب الذي لم ير مثله من قبل..
فركب حصانه.. وأسرع إليهم..
فلما.. وصل وقف الجد ينظر إليهم..
ووقف الجنود وقائدهم الأمير ‹‹سيف›› ينظرون إليه..
وبعد قليل.. رأت ‹‹جدائل›› الأمير قائد الجنود يقترب من جدها ببطء..
وعندما وصل إليه.. أخرج سيفه من غمده.. ورفعه في الهواء..
ثم انحنى أمام الجد باحترامٍ شديٍد.. وهو يقول: - كم أنا سعيد برؤيتك أيها الرجل العظيم.. العالم الحكيم...!!
فتعجب الجد وقال بدهشةٍ: - وهل تعرفني...؟!
قال الأمير: - نعم..
ألست أنت حكيم هذا الزمان.. الذي تساعد كل إنسان...؟
لقد تعبت كثيرًا حتى استطعت أن أصل إليك..
وجاء علي وقت كدت فيه أن أفقد الأمل في العثور عليك..
لكن.. الحمد لله..
أخيرًا.. وصلت إليك..
وأنت كما قالوا لي تمامًا..
ازدادت دهشة الجد وقال: - من الذي قال لك هذا...؟
من الذي قال لك أنى حكيم الزمان...؟
| 80
| 934
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Secret of the Black Hair
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,049
|
BAREC_GL_سر العلبة الذهبية_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
سر العلبة الذهبية
بقلم: أحمد نجيب
رسوم
أسامة أحمد نجيب
منال بدران
هم: سنج – بنج – كاو – ماو (أو ماو الأبيض) لأن وجهه كان شديد البياض.
الأصدقاء الأربعة.. جمع بينهم أنهم جميعا ليس لهم أهل أو أقارب..
وكل واحد منهم يعيش في الدنيا وحده..
فاتفقوا على أن يعيشوا معًا.. وأن يكونوا أصدقاء مخلصين..
(ماو) الأبيض.. كان شابًا طيبًا شجاعًا..
يحب الخير للناس..
أما (سنج) و (بنج) فكان يغلب عليهما حب الشر..
على حين كان (كاو) وسطًا بين الخير والشر..
(سنج) و(بنج) أرادا أن يكونا عصابة للسرقة..
وقالا إن هذه أسرع طريقةٍ للحصول على الأموال، والوصول إلى الغنى والثروة..
ولكن (ماو) الأبيض رفض بشدة..
أما (كاو) فكان لا يعرف: ماذا يفعل...؟
كان يريد الغنى والثروة..
ولكنه كان يقول لنفسه إن السرقة حرام..
وكان مترددا..
لا يستطيع أن يعتمد على نفسه في الوصول إلى قرار..
(سنج) و (بنج) أصرا على تكوين العصابة..
وأثرا على (كاو)..
فانضم إليهما..
ولكن (ماو) الأبيض قال لهم: - هل تحبون أن يدخل أحد اللصوص بيتنا.. ويسرق ما عندنا...؟
فقالوا له: - لا..
لا يمكن أن نسمح بهذا أبدًا..
فقال لهم (ماو) الأبيض: - إذن.. لماذا تريدون أن تسرقوا أموال الناس وحاجاتهم...؟
فسكتوا.. ولم يستطيعوا الإجابة..
فقال لهم(ماو): - أنا لا يمكن أن أشترك معكم في هذا العمل الشرير..
وتركهم.. وانصرف..
وقعد الثلاثة يبحثون ويدبرون.. ويفكرون: ماذا يعملون...؟!
قال (سنج): - أول ما نعمله أن نتخلص من (ماو) الأبيض.. حتى لا يكشف أمرنا..
فقال (بنج): - لقد فكرت في هذا.. ودبرت كل شيء.. ورسمت الخطة التي نتخلص بها من (ماو)..
فقال (كاو): - حدثنا عن هذه الخطة يا (بنج)..
قال (بنج): - ستذهب أنت الآن يا (كاو) لتبحث عن (ماو) الأبيض..
وعندما يحضر.. تقول له إننا اقتنعنا بكلامه.. لأن السرقة حرام.. وإننا سنبحث عن عمل آخر غير تكوين العصابة..
وفي الصباح.. سيحضر عندنا هنا شخص اسمه (سونار).. ويقول لنا كلامًا.. تكون من نتيجته أن نتخلص من (ماو)..
فقال (كاو): - وكيف عرفت يا (بنج) أن هذا الشخص الذي اسمه (سونار) سيحضر في الصباح؟
قال (بنج): - أنا الذي اتفقت معه.. ورتبت كل شيء..
فاذهب الآن يا (كاو).. وابحث عن (ماو).. وهاته معك..
فذهب (كاو).. يبحث عن (ماو) الأبيض..
فلما حضر (ماو).. أخبروه أنهم اقتنعوا بكلامه..
فصدقهم.. وسر غاية السرور..
فقالوا له: - غدا صباحًا.. نخرج لنبحث عن عمل شريف..
فبات (ماو) ليلته والدنيا لا تسعه من الفرح والسعادة.. لأنه ظن أنهم حقا سيبحثون عن عمل شريف غير السرقة..
وعندما طلع الصباح.. وفي وقت مبكر.. استيقظوا من النوم على صوت طرقات عالية.. وشخص يدق الباب بشدة..
فقام (بنج).. وفتح الباب.. وهو يقول: - من الذي يدق الباب بهذه الطريقة.. في هذا الوقت المبكر...؟
فقال الشخص الذي يدق الباب: - أنا..
فقال (بنج): - ومن أنت...؟!
قال الرجل: - أنا (سونار)..
ألا تعرفونني...؟؟
فتظاهر (بنج) بأنه لا يعرفه..
وقال: - لا يا سيد (سونار)..
لم يحصل لنا الشرف..
إننا لا نعرفك..
فمن أنت...؟
قال (سونار): - أنا (سونار).. أشهر من علم في رأسه نار..
دائما عندي الأسرار والأخبار..
قضيت سنة كاملة، أسير بالليل والنهار..
وعبرت الجبال والأنهار.. والبلاد والبحار والأمصار..
أبحث عن شخص طيب من الأخيار.. يكره الشر واللصوص والأشرار..
طوله ثمانية أشبار..
لونه أبيض مثل ضوء النهار..
وشعره أصفر أحمر يلمع مثل اللهب والنار..
وفي ذراعه علامة تشبه ورقة صغيرة من ورق الأشجار..
قال (بنج): - وماذا تريد من هذا الشخص...؟
قال (سونار): - هذا سر من الأسرار..
لا أقوله إلا له.. وعلى شرط أن يكون اسمه مكونًا من ثلاثة حروف.. أولها: ميم..
قال (بنج): - كلامك عجيب أيها الرجل الغريب..
ومن الذي أخبرك أن الشخص الذي تبحث عنه موجود هنا...؟
قال (سونار): - لقد أمضيت سنة كاملة أبحث عنه.. حتى عرفت أنه يقيم في هذا البيت..
وفي هذا الوقت.. كان (ماو) الأبيض و (كاو) و (سنج) في حجرة مجاورة.. يسمعون بدهشة كلام هذا الرجل الغريب..
ونظر (كاو) إلى (ماو).. وقال له:
| 75
| 980
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Secret of the Golden Box
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,050
|
BAREC_GL_سر اللحية البيضاء_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
سر اللحية البيضاء
قصص عربية
بقلم: يعقوب الشاروني
يحكى أن سيدة عجوزا، كانت تعيش في بيت صغير، قرب غابةٍ كبيرةٍ.
وكان للسيدة ابنتان، هما وردة وزهرة.
ولم يكن بالقرب من بيت الأسرة جيران كثيرون، فكانت الأسرة تقضى معظم وقتها في صحبة خروف صغيرٍ، وحمامةٍ بيضاء.
وذات صباح، كانت وردة تعد الشاي فوق الموقد، وزهرة تغسل أواني المائدة، بينما تقوم الأم بإعداد فطيرة من الدقيق وعسل النحل، عندما ظهر فجأة، خارج نافذة المطبخ المفتوحة، شبح ضئيل.
والتفت الثلاثة معا يتطلعون إليه، لكن الشبح أسرع يختفي بعيدًا عن النافذة.
صاحت وردة: ‹‹إنه قزم ضئيل مضحك الشكل، له لحية بيضاء، طويلة››.
وساد الصمت لحظة، ثم قطعته زهرة قائلة: ‹‹لقد التقت عيناي بعينه، فلم أطمئن لنظراته!››.
وتطلعت الأم في دهشة إلى زهرة، ثم قالت في هدوء: ‹‹لعله جائع، جذبته إلينا رائحة الطعام››.
وهنا أسرعت وردة تقول: ‹‹هيا نناديه، فلا يصح أن نتركه جائعًا››.
التفتت زهرة إلى أختها، وقالت في لهجة غريبة: ‹‹أنت طيبة القلب يا وردة.
لقد كان هذا الرجل يتجسس علينا، وإلا لما اختفى بسرعةٍ عندما التفتنا إليه،
ونحن نسمع في الحكايات أن كثيرًا من الأقزام يقومون بأعمالٍ شريرةٍ).
ضحكت الأم وقالت: ‹‹الحكايات فيها خيال يسلينا››.
أجابت زهرة: ‹‹أتمنى أن يبتعد هذا القزم عن بيتنا››.
ولم تقل وردة ولا الأم شيئًا، لكن حديث زهرة أثار قلقهما.
وفي مساء اليوم التالي، جلست الأم قرب نار المدفأة مع ابنتيها، تقرأ لهما حكاية ممتعة من كتابٍ كبيرٍ، في حين أخذت زهرة في تطريز ثوبٍ جميلٍ.
وفجأة، توقفت الأم عن القراءة، ورفعت عينيها عن الكتاب، فتطلعت زهرة ووردة إلى أمهما، لتعرفا سبب توقفها عن القراءة.
قالت الأم: ‹‹سمعت اليوم خبرًا غريبًا، في أثناء وجودكما في الغابة تتنزهان››.
فقالت وردة في قلق: ‹‹ماذا سمعت يا أمي؟››.
قالت الأم: ‹‹ذهبت إلى القرية المجاورة، فسمعتهم يقولون إن الأمير الذي يحكم هذه البلاد، قد اختفى فجأة منذ عدة شهور،
وقد بحث عنه أخوه في كل مكان، فلم يعثر له على أثر!››.
وتذكرت وردة أحلامها، التي دارت كثيرًا حول ذلك الأمير.
كان معروفًا بأنه فتى شجاع حكيم، فصاحت: ‹‹لقد سمعنا كثيرًا عن شجاعة أميرنا وعدالته،
ماذا حدث له يا ترى؟››.
قالت الأم: ‹‹لا أحد يدري..
ويقولون إنه، قبل أن يختفي، كان يبحث عن زوجة مخلصة ذكية حسنة الأخلاق،
لكن هذا الاختفاء الغريب جعل الحزن يخيم على قصره الكبير››.
وساد الصمت لحظة، ثم قالت الأم: ‹‹يقولون إن وحوش الغابة قتلته››.
صاحت وردة: ‹‹مستحيل، إنني أخرج مع زهرة للنزهة في الغابة منذ طفولتنا،
لم يحدث أن أصابنا مكروه››.
وقالت زهرة: ‹‹يمكن أن أتوقع الشر من بعض الناس، لكنني لا أتوقعه أبدًا من حيوانات الغابة.
لقد اعتادت كل الحيوانات أن تقترب منا، وأن تأكل من أيدينا.
لا.. ليس في الغابة أي خطر››.
وتطلعت الأم مفكرة إلى ابنتيها.
كانت وردة تثق في كل الناس، وتساعد الآخرين بغير تردد.
في حين أن زهرة لا تتحمس لاندفاع أختها في مساعدة كل من يطلب المساعدة،
وكانت كل منهما تقول للأخرى: ‹‹ستثبت الحوادث أنني على حق››.
ولم تكن إحداهما تتصور أنه، في خلال الأيام القليلة القادمة، سوف يحدث عدد كبير من الحوادث الغريبة والعجيبة.
ففي إحدى ليالي الشتاء الباردة، كان الثلج يتساقط خارج البيت في رقائق ناعمة، وأفراد الأسرة يجلسون في سعادة داخل بيتهم الدافئ، عندما سمعوا فجأة طرقات شديدة على الباب.
قالت الأم: ‹‹افتحي الباب بسرعةٍ يا وردة، لعله مسافر غريب ضل طريقه، يبحث عن مكان يستريح فيه››.
أسرعت وردة، وفتحت الباب، وتطلعت إلى الخارج، لكن لم يكن هناك مسافر غريب، بل دب أسود اللون كثيف الشعر،
وتراجعت وردة مذعورة، فتقدم الدب، وأطل برأسه من الباب.
ارتاع الجميع لرؤية الدب، فاندفعت وردة في فزع نحو أمها، واختبأت زهرة خلف مقعد كبير، وارتفع صوت ثغاء الخروف، في حين طارت الحمامة مضطربة في أرجاء الغرفة.
ووقف الدب في مدخل الباب، وقال بصوت هادئ: ‹‹لا تخافوا ودعوني أدخل.
أنا دب لا آكل إلا العسل.
الجو في الخارج شديد البرودة،
أريد أن أحتمى من البرد››.
| 51
| 809
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Secret of the White Beard
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,051
|
BAREC_GL_سلطان ليوم واحد_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
سلطان ليوم واحد
تأليف يعقوب الشاروني
رسوم تامر الشاروني
‹‹هل رأيت يا والدتي كيف تراجع بائع الماس عن وعده بعد وفاة والدي، ورفض أن أتزوج ابنته نجمة الصباح؟!››
ربتت الأم في رفق على كتف ابنها تخفف عنه وهي تقول: ‹‹منذ اكتشفنا أن ‹‹نجمة الصباح›› هي التي تبيع الماس في دكان والدها متخفية في ملابس الرجال ونحن نعرف قدرته على التلاعب وإخفاء حقيقته››.
قال أبو الحسن ساخطا: ‹‹لو كنت قد تزوجت نجمة الصباح لأصبحنا عائلة واحدة!
كيف أثق في الناس بعد اليوم وقد تخلى عني من ظننت أنه سيصبح أقرب الناس لي؟!››
قالت والدته مستنكرة: ‹‹لا تسمح لثقتك في الناس أن تهتز يا بني..
الخير في الدنيا أكثر من الشر!››
انتفض أبو الحسن واقفًا وراح يتمشى بقلب جريح في قاعة بيته المتسعة وقد عقد يديه خلف ظهره.
فجأة توقف أمام والدته وصاح: ‹‹سأقتسمها قسمين››
انتابت والدته دهشة شديدة: ‹‹هل يمكن اقتسام ما في الدنيا من خير وشر؟!››
ضحك أبو الحسن على الرغم من أحزانه: ‹‹أقصد الثروة التي ورثتها عن والدي!››
لم تفهم والدته ماذا يقصد!
قال موضحا: ‹‹بائع الماس طلب أن أضاعف ما يجب أن أدفعه له مهرًا لابنته..
تصور أنني سأخضع لاستغلاله ولن أتردد في تبديد ما ورثته من مال ما دام المال كله قد أصبح ملكًا لي،
فسألت نفسي: هل يتصور غيره من أصحابي نفس التصور؟
قالت والدته في فزع: ‹‹هل ستوزع عليهم نصف ثروتك؟!››
عاد أبو الحسن يضحك وهو يقول: ‹‹بل سأخفي الجزء الأكبر منها، وأتظاهر أن الباقي هو كل ما ورثته››.
ثم تمهل قبل أن يكمل: ‹‹سأنفق هذا الباقي على أصحابي لأكشف ما يخفون نحوي داخل صدورهم!››
وتحمست الأم لقرار ابنها، فقد كانت تخشى أن يبعثر أبو الحسن ثروته الجديدة قبل أن يدرك قيمة الحرص عليها.
وهكذا انتشرت في بغداد كلها حكايات كالأساطير عن الحفلات التي يقيمها الشاب الغني أبو الحسن لأصحابه..
كان منزله يستقبل ضيوفه بعد الغروب فلا ينصرفون قبل انتصاف الليل..
شباب من أبناء التجار، يجتمعون كل ليلة حول طعام شهي فاخر، وموسيقى رائعة، وأغان تشدو بها أعذب الأصوات مع تبادل الحكايات والهمس بالأخبار والأسرار.
أو يدعوهم أبو الحسن إلى رحلات صيد يتسابقون فيها على قنص غزلان الصحراء وطيورها، ثم يعودون بصيدهم الوفير يتأمله أهل بغداد ويتعجبون.
ولم يقلل من سعادتهم شيء إلا جار اسمه ‹‹السيد فاضل›› يضيق بمرح الشباب لا تروق له الموسيقى والضحكات فيشكو ‹‹أبو الحسن›› ورفاقه إلى القاضي مرة ومرات.
ذات مساء، صاح شاب منهم بعد أن انصرفت المغنية التي أغدقوا عليها الهدايا والثناء: ‹‹هل سمعتم آخر الأنباء؟!››
فتوقف بقية الشباب عن صخبهم لحظات.
قال ناقل الأنباء: ‹‹وافق تاجر الماس إبراهيم البغدادي على خطبة ابنته لصديقه تاجر الذهب منصور الموصلي..››
ولم ينتبه أحد إلى التغير الذي طرأ على صاحب البيت ‹‹أبو الحسن›› عندما استوعب النبأ..
كان يأكل لقمة، فكادت تتوقف في حلقه..
هتف شاب آخر مستنكرًا في مرح: ‹‹يزوج ابنته لرجل في عمر والدها؟!
إنه يبيعها!!››
وتضاحك الشباب..
قال حامل الأنباء: ‹‹سيدفع الموصلي مهرًا قدره مائة ألف دينار!››
صاحوا مستنكرين ضخامة المبلغ، لكن بعضهم تنبه إلى الشحوب الذي اعترى وجه ‹‹أبو الحسن››..
قال واحد منهم: ‹‹يبدو أن مضيفنا لا يقدر الليلة على السهر!››
همس أبو الحسن في محاولة للسيطرة على مشاعره: ‹‹سأستريح قليلًا ثم أعود››.
وفي غرفة داخلية أسرعت الأم تستطلع ما حل بابنها..
سألته في لهفة ‹‹لم يحدث أن تركت أصحابك هكذا من قبل!
ماذا أصابك على غير انتظار؟!››
أجاب بغيظ: ‹‹إصابة في القلب!››
صاحت في جزع: ‹‹.. ننقلك فورًا إلى طبيب..››
تأوه أبو الحسن: ‹‹مرضي لا طبيب له!››
انفجرت دموعها: ‹‹لكل داء دواء..››
وبصوت جريح سمعته يقول: ‹‹منصور الموصلي اشترى نجمة الصباح››!
فوجئت والدته وتوقفت دموعها: ‹‹تصورت أنك نسيتها!››
تنهد أبو الحسن متجاهلًا عبارة والدته: ‹‹ولعبتي مع الأصدقاء انتهت..
لن أوجه الدعوة لحفلات أخرى..
سأعلن أن ثروتي قد نفذت..››
لم تعد الأضواء تسطع من نوافذ بيت ‹‹أبو الحسن›› فلا موسيقى ولا غناء ولا مواكب فرسان يخرجون للصيد..
وخيم الصمت على البيت الكبير..
ومضى يوم وأيام، وأسبوع وأسابيع، وأبو الحسن يلازم داره ينتظر دعوة من صديق فلا تجيء له أية دعوات..
| 54
| 857
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
Sultan for a Day
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,053
|
BAREC_GL_ضوء النهار و الملك زنكار_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
ضوء النهار والملك زنكار
تأليف ثريا عبد البديع
رسوم ماهر عبد القادر
في قديم الزمان، كان يحكم إحدى الأمصار، ملك جبار اسمه (زنكار)،
وكان أهل البلاد يخافونه ويرهبونه، حتى يخشى الواحد منهم أن يذكر اسم الملك في مجلس من المجالس.
كان زنكار يتفرد بحكم البلاد، فلا يستشير أحدًا ولا يستعين بأحد، حتى في أصعب الأحوال.
وبرغم ذلك، كانت له زوجة طيبة حكيمة، تحب بلادها وشعبها، وتحسن إليهم، وتعدل بينهم.
كانت تحزن كلما رأت زوجها على هذا الظلم والجبروت،
فتسعى لنصرة المظلومين، وتحاول – جاهدة – أن تخفف من قسوة قلب زوجها على هؤلاء فلا يرق قلبه ولا يلين، وتنصحه فلا ينتصح بنصحها، ولا يأخذ برأيها.
فكانت تتشاغل بأمور قصرها وإدارته..
وتدعو الله أن يمن عليها بمولود ينسيها حالها مع زوجها..
ومرت السنون، ورزقها الله بمولودةٍ جميلةٍ، صارت قرة عين لها.
كان زنكار يذهب في رحلات صيد بعيدة، تشغله كثيرًا عن أمور الحكم.
فكان يتغيب في تلك الرحلات لأيام طويلةٍ،
عندئذٍ تجدها زوجته فرصة طيبةً لتصلح من شئون الدولة بقدر ما تستطيع.
وذات يومٍ خرج الملك كعادته في إحدى رحلاته، يصحبه بعض من حراسه وجماعة من الفرسان.
وحدث أن رأى غزالًا يبدو من بعيد، فراح يطارده والغزال يبتعد ويبتعد، حتى اختفى الملك بعيدًا عن الأنظار، وغاب بين الغابات.
انتهى النهار، وبدأت الشمس تغيب في السماء، بحث الحراس عن ملكهم فلم يروا له أثرًا.
وصاروا يدورون بين الأشجار الكثيفة لعلهم يجدونه، إلا أن الليل أقبل وحال دون ذلك.
ولما يئسوا، قال حارس منهم: - لعل أشباح الغابة اختطفت مولاي.
رد آخر: - أيها الأحمق، وهل تجرؤ الأشباح أن تخطف مولانا زنكار.. الحاكم الجبار؟!!
صار الجميع يتهامسون.. ويثرثرون..
ماذا لو كان الملك الآن بين أيدي الأشباح؟!
وراحوا يتخيلونه وهو يرتعد خوفًا ويضحكون!!
في هذه الآونة كان قائد الفرسان يفكر في مصير البلاد، وكيف يكون الحال لو لم يظهر الملك؟؟
وبماذا سيجيب قائد الفرسان الملكة عندما تسأله عن سبب غياب زوجها؟؟
سار القائد في الطريق مشغول البال، بعدما أمر الجميع بالعودة إلى البلاد ومواجهة الأمر.
كان زنكار قابعًا بين الأشجار الهائلة، يرتعد من الخوف، تفزعه الأصوات حوله: فهذا زئير أسود، وهذا عواء ذئاب..
فصار يسد أذنيه من الرعب.
مشي الملك في الغابة مضطربًا، يبحث هنا وهناك لعله يجد المخرج من هذا المأزق إلى أن رأى من بعيد منزلًا صغيرًا مشى إليه تتعثر قدماه من شدة الإعياء،
وطرق الباب فظهر له صاحب الدار.
أخبره زنكار أنه هو الملك، وأنه فقد طريقه إلى قصره.
اضطرب الرجل..
وحدث نفسه متعجبًا:
أهذا بحق الملك زنكار الجبار؟!
طلب الحاكم من الرجل أن يسير معه في الحال ليرشده إلى طريق الخروج من الغابة ويصحبه إلى القصر..
لكن الرجل انفجر في البكاء وجثا على ركبتيه.. قائلًا: أرجوك يا مولاي أمهلني حتى الصباح، فإن زوجتي على وشك الوضع، وليس معها غيري.
تلفت زنكار حوله فلم ير أحدًا في الدار إلا هذا الرجل، وسمع صوت أنين خافت يصدر من زوجته في الداخل،
وتعجب في نفسه، كيف يعيشان في هذا البيت الخشبي الذي يهتز من الريح الشديدة في الغابة؟!
لم يجد زنكار مفرًا من الانتظار حتى يطلع النهار،
فرح الرجل بموافقة الملك، وأرشد ضيفه إلى الغرفة العليا ليقضي فيها ليلته.
صعد زنكار إلى حيث أشار الرجل لينال قسطًا من الراحة، إلا أن زنكار لم يغمض له جفن..
مر الوقت بطيئًا حتى سمع بكاء المولود وبعده سمع بكاء صاحب الدار.
انتفض زنكار مندهشًا، وانتبه إلى وجود شق في أرضية الحجرة – ولسوء أخلاقه نظر منه – فرأى منه الرجل يبكي إلى جوار زوجته، فعرف أنها ماتت بعد ولادتها لهذا المولود!!
صار الطفل يصرخ، والرجل يبكي.
فانزعج زنكار وشعر بالضيق فهم أن ينزل من غرفته، لكنه رأى مشهدًا عجيبًا استوقفه،
ألصق عينيه بأرضية الحجرة، فرأى ملاكًا يحمل الطفل بين يديه، راح يهدهده حتى هدأ.
ثم رآه يسقي الطفل من كأس لؤلؤيةٍ لا يعلم إن كان بها عسلًا أم لبنًا.
يا للعجب!!
تحدث الملاك أيضًا إلى الطفل
سمعه زنكار يقول: يا ضوء النهار اطمئن لن تبك بعد الآن.
| 52
| 734
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
Daylight and King Zankar
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,054
|
BAREC_GL_طيور الأحلام_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
طيور الأحلام
تأليف يعقوب الشاروني
رسوم جمال قطب
‹‹لن أقابل هؤلاء السفراء..
قولوا لهم إنني لا أفكر في الزواج..
إذا أكثروا من الإلحاح صارحوهم بالحقيقة: لن أتزوج..
هل سمعتم؟!
أنا لن أتزوج!!››
وتظاهر سهمان وزير مملكة بابل بأنه لم يسمع!
تجمدت ملامح وجهه ووقف في مكانه لا يتزحزح..
بالأمس سأله والدها (الملك شهاب الدين) في حيرة: ابنتي الوحيدة وولية عهدي ‹‹حياة النفوس›› جميلة وذكية،
لماذا ترفض كل من يتقدم لخطبتها، حتى إذا كان الأمير ‹‹شهرمان›› ابن ملك شيراز أغنى الممالك المجاورة؟!›› ...
ولم يجد الوزير سهمان إجابة مقنعة عن سؤال مولاه!
والوزير يواجه وحده الآن غضب الأميرة!
انتظر لحظات لعل حياة النفوس تهدأ، وفي صوت – جاهد أن يكون خاليًا من الانفعال – عاد يقول لها في تأكيد: ‹‹المستقبل أمامه لامع كبير..
ستصبحين يومًا ملكة على بابل وشيراز معًا!››
صوبت عينيها إلى وجه الوزير في تأنيب يشوبه شيء من السخرية: ‹‹إذن فهو يسعى إلى ضم المملكتين؟!
الرجال لا يبحثون إلا عن السلطة أو المجد!
هل للزوجات مكان في طموحاتكم؟!!››
وقبل أن يجيب الوزير عادت تقول: ‹‹هل بابل العظيمة لا تتسع بما فيه الكفاية لأكون سعيدةً بحكمها يومًا؟!››
ثم أضافت وهي تستدير مبتعدة: ‹‹قولوا لهم: على كل واحد منا أن يكتفي بمملكته!››
ولم تنتظر لتسمع شيئًا آخر، بل أسرعت تغادر القاعة الذهبية ذات النقوش النادرة، التي أعدها الوزير ليلتقي فيها والداها ملك بابل بسفراء مملكة شيراز،
واختفت خلف الباب المؤدي إلى أجنحة القصر التي تعيش فيه حياتها الخاصة، بعد وفاة والدتها الملكة ‹‹فخر الزمان››.
لم يصدق الأمير ‹‹شهرمان›› ما سمعه من كبير السفراء!
كان كبير السفراء قد توجه فور عودته من مملكة بابل إلى الجناح الذي يقيم فيه الأمير ‹‹شهرمان›› ولي العهد بقصر والده ‹‹شاه نعمان›› ملك شيراز، ونقل إلى الأمير في كلمات قليلةٍ أخبار الرفض الحاسم الذي قابلوهم به في بابل.
سأله ‹‹شهرمان›› في ضيق ودهشة: ‹‹تقولون إنكم عدتم بغير مقابلة الملك؟!››
وفي تعبير عن عدم الرضا قالت كبيرة الوصيفات التي صاحبت جماعة السفراء: ‹‹بل حتى أنا لم تسمح لي الأميرة ‹‹حياة النفوس›› أن أقابلها!!››
التفت إليها الأمير (شهرمان) وقد اندفع الدم حارًا إلى رأسه،
فأسرع كبير السفراء يحاول تهدئته: ‹‹كل أمراء الممالك المجاورة يؤكدون أنهم لا يسمعون في قصر بابل إلا كلمة ‹‹لا››.
لكن كبيرة الوصيفات أضافت وابتسامة تتلاعب على شفتيها: ‹‹ومع ذلك فهي أجمل الجميلات يا مولاي!!››.
انقلبت ملامح الأمير من الضيق والغضب إلى الدهشة البالغة: ‹‹تقولين إنك لم تقابليها؟!››.
اتسعت ابتسامة الوصيفة: ‹‹لكنني رأيتها وإن كانت لم ترني..
سيكون يوم السعد لك يا سيدي إذا وافقت!››.
ارتمى الأمير على مقعده وهو يهمس ساخطًا: ‹‹النظرة من بعيدٍ لا تكفي..
أود معرفة شيء عن طباعها وعقلها.. خبراتها وحكمتها..
هل يحبها أهل بيتها والعاملون فيه؟››.
التفت كبير السفراء إلى كبيرة الوصيفات يستنجد بها أن تجيب بشيء..
قالت: ‹‹عرفت من مربيتها ‹‹دادة ريحانة›› أنها لا تغلق بابها في وجه أية فتاة أو سيدة تريد تفسيرًا لحلم!››.
قفز الأمير واقفًا وقد ملأته الدهشة: ‹‹هي قادرة على تفسير الأحلام؟!!
هذه هبة من السماء لا يستحقها إلا أحكم الحكماء!››.
أضافت كبيرة الوصيفات في تأكيد: ‹‹كلما جاء ذكرها أمام أية سيدة من شعبها، تظهر ابتسامة الرضا على الوجوه..
هي حبيبة الأطفال، ومجففة دموع الكبار..
قالوا لي، مع جمالها الساحر، فهي حازمة، طيبة القلب وكريمة..››.
ولم ينتظر الأمير ‹‹شهرمان›› سماع شيء آخر...
لقد امتلأ عزمًا وتصميمًا...
همس كأنما يرى المستقبل عند أطراف أصابعه: ‹‹لن أتزوج غيرها، ولا بد من الفوز بموافقتها..››.
وكان يود لو أعلن صراحة أن ‹‹حياة النفوس›› قد ملأت عليه قلبه وخياله،
لكنه وجد من الحكمة أن يحتفظ بأسرار عواطفه لنفسه، لأن إصرارها على الرفض بغير مبررات وضع أمامه كثيرًا من التساؤلات!!
في دهشة شديدةٍ نظر الملك ‹‹شاه نعمان›› ملك شيراز إلى ابنه وولي عهده الأمير ‹‹شهرمان›› وقال له في احتجاج: ‹‹هل نسيت أنني مريض وقد يحدث أي شيء وأنت غائب عن المملكة؟!››.
بغير ترددٍ أجاب ‹‹شهرمان››: ‹‹صحتك أفضل من صحتي يا والدي،
وعندما أعود ومعي ‹‹الأميرة حياة النفوس›› سنملأ حياتك سعادة، فيطول عمرك وتهرب منك كل الأمراض!››.
| 52
| 885
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
Birds of Dreams
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,055
|
BAREC_GL_عروس البحر_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
عروس البحر
بقلم: عادل الغضبان
كان الماء في بحرٍ من البحار البعيدة، أزرق صافيًا، يحاكي زرقة السماء وصفاء البلور،
وكان عمق ذلك البحر آلاف آلاف الأمتار، فما من سفينةٍ تستطيع أن ترسو على سطحه، ولا من مرساةٍ مهما طالت حبالها يمكن أن تبلغ قراره.
وكانت شعوب الماء تعيش في أعماق هذا البحر بين غريب النبات وجماعات السمك.
وكان في أعمق مكانٍ من البحر، قصر للملك بنيت حيطانه من المرجان، وصنعت نوافذه من العنبر الأصفر، وشيدت سقوفه من الصدف، وفي جوف كل صدفةٍ منه لؤلؤة جميلة.
وكان ملك البحر قد فقد زوجته منذ عدة سنواتٍ، فنهضت أمه بتدبير شؤون القصر والعناية ببناته وعددهن ست أميراتٍ،
كل واحدةٍ أجمل من الأخرى، على أن أصغرهن كانت تفوقهن جميعًا بالحسن والبهاء والجمال الخلاب، فمن بشرةٍ ناعمةٍ رقيقةٍ شفافةٍ كأوراق الورد، إلى عينين زرقاوين بلون الفيروز، إلى شعرٍ أشقر ذهبيٍ،
غير أنه لم يكن لها ولا لأخواتها قدمان مثل جميع البشر، وإنما كان جسمهن ينتهي بذيل سمكةٍ.
وكانت هذه الأميرة عجيبة الأطوار كثيرة التفكير،
تؤثر الصمت العميق على الكلام والثرثرة،
وكانت متعتها الكبرى، أن ترهف السمع إلى الأحاديث والقصص التي تروي لها أخبار الناس الذين يعيشون في عالم البشر،
ولطالما طلبت إلى جدتها أن تحدثها عن السفن والمدن، وأن تقص عليها سير الناس والحيوان.
وكان مما يثير دهشتها، أن الغابات خضر على وجه الأرض وأن الأزهار فيها يتضوع منها عطر لا تثبته تحت الماء.
وما كانت تستطيع أن تتصور أن السمك يغني ويغرد وينتقل فوق الأغصان،
وكانت جدتها هي التي أطلقت اسم السمك على العصافير، حتى تقربها من فهم الأميرة
فكانت تقول لها: - ‹‹عندما تبلغين الخامسة عشرة من عمرك، فسوف أسمح لك أن تصعدي إلى سطح الماء، وأن تجلسي فوق الصخور في ضوء القمر لتشاهدي السفن الكبيرة وهي تمخر عباب الماء، ولكي تري بعينيك المدن والغابات وتعرفيها عن كثب، فانتظري نوبتك بعد أخواتك››.
وكانت أكبر الأميرات ستبلغ الخامسة عشرة من عمرها بعد عامٍ،
ولما كان فرق السن بين كل أميرةٍ وأختها سنةً واحدةً؛ فكان لا بد لأصغر الأميرات من أن تنتظر خمس سنواتٍ أخرى لتبلغ ذلك العمر وتقوم بمثل تلك الرحلة.
وتواعدت الأميرات الست أن تحكي كل واحدةٍ منهن لأخواتها عند عودتها، أخبار رحلتها، وتصف لهن ما تكون قد رأته من عجائب، فكلهن كن يتحرقن شوقًا إلى العلم والمعرفة، ولاسيما أختهن الصغرى،
فقد كان يدفعها الفضول والرغبة في المعارف، إلى أن تجلس في أكثر الليالي قرب نافذةٍ مفتوحةٍ في غرفتها، وتحاول أن تستشف ما وراء ذلك الماء الأزرق الذي تضطرب فيه الأسماك.
فكثيرًا ما وقع نظرها على القمر والنجوم، ولكن في شكل مشوهٍ بسبب طبقات الماء التي كانت تحجب القمر والكواكب عن أن تبدو للأميرة الصغيرة في صحيح شكلها وباهر لآلائها.
ومرت الأيام وبلغت العروس الكبيرة الخامسة عشرة،
فهبت تقوم برحلتها إلى سطح البحر،
ولما رجعت كانت جعبتها مملوءة بالحوادث والأخبار، سردتها على أسماع شقيقاتها وهن يستمعن لها في صمت وسكونٍ واستغرابٍ،
فقالت لهن فيما قالت: - ‹‹ما أجمل الشواطئ مفروشة بالرمال تنكسر عندها أمواج البحر!
وما أروع المدينة التي تقوم وراءها حين يغمرها القمر بضيائه، ويكسوها بوشاح أبيض!
بل ما أبهى الأنوار تسطع من المنازل، حتى ليحسبها الرائي كواكب لا تعد ولا تحصى››.
وفي العام التالي سمحت الجدة للأميرة الثانية بأن تصعد إلى سطح البحر،
فاتفق أن أخرجت رأسها من الماء في الوقت الذي كانت الشمس فيه تغيب وراء الأفق،
فخلب هذا المشهد الساحر لبها، ووصفته لشقيقاتها بعد رجوعها وهي تقول: - ‹‹كانت السماء تشبه سبيكة من الذهب وكانت السحب المتناثرة فيها مصبوغة بمختلف الألوان ما بين أحمر وأصفر وبنفسجي،
وكان سحر ذلك الجمال فوق ما يتوهمه الخيال،
وكنت أرى في وسط تلك السحب جماعة من الطيور البيض متجهة إلى الشمس كأنها شراع أبيض يتحرك.
ولقد أردت أنا أيضًا أن أسبح إلى ذلك الكوكب الأحمر، ولكنه سرعان ما غاب وغابت معه السحب، واختفت بعدها الأشعة الوردية التي كانت تصبغ وجه البحر...››.
| 35
| 687
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
The Mermaid
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,056
|
BAREC_GL_عفاريت نصف الليل_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
عفاريت نصف الليل
يعقوب الشاروني
رسوم: عبد الرحمن بكر
في ليلة مظلمة من ليالي الشتاء الماضي، وبجوار منطقة المقابر في الطريق القادم من قرية "الشيخ فضل" كان "عم صابر" النجار يسحب خلفه حماره، وقد ربطه بحبل أمسكه بيده، بعد أن وضع فوق ظهره حملًا ثقيلًا من الخشب.
وفجأة سمع صوت شيءٍ صدم الحمار بعنفٍ، مع صوت عظامٍ تنكسر.. "
في تلك اللحظة، انطلق خفاش أسود، من بين فروع شجرة جميز عتيقةٍ، وطار فوق حلقة من صبيان قرية شارونة، وهم يجلسون في ضوء القمر يستمعون إلى مسعود، أكبر الأولاد في السن والجسم، يحكي لهم ما يتردد في القرية من حكايات، حول حوادث غريبة تحدث ليلًا، في الطريق الذي يصل ما بين قرية شارونة وقرية الشيخ فضل المجاورة لها.
وارتعش أصغر الأولاد، وانكمش داخل جلبابه، وهو يصغي إلى مسعود يكمل حكايته قائلًا: (وانفلت الحبل من يد عم صابر النجار، فالتفت خلفه بسرعة، ليجد الحمار قد سقط مع حمله على الأرض، مثل قطعة حجرٍ ثقيلةٍ..
ونهق الحمار في ألم شديدٍ، كأنه ابن آدم يصرخ ويستغيث..
وتتابع أنينه ونهيقه..
وتلفت عم صابر حوله، فلم ير في الظلام أحدًا أو شيئًا..
فمن الذي ضرب الحمار وأوقعه بكل هذه القسوة؟!! "
وبصوت خافت، كأنه يجيب عن تساؤل مسعود، همس أحد الأولاد قائلًا: "العفاريت!! "
لكن "مسعود" لم يهتم بتلك المقاطعة، واستمر في حكايته قائلًا:
"وصاح العم صابر النجار" بسم الله الرحمن الرحيم..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"..
وعندما تأكد من ابتعاد العفاريت، انحنى ليرى ما الذي حدث لحماره، فاكتشف أن ساق الحمار قد أصابتها ضربة عنيفة حطمتها..
ولم تعد للحمار فائدة بعد تلك الليلة"
هنا ارتفع صوت حسين، وهو فتى لا يتجاوز عمره الثانية عشرة، قائلًا: "والدي يقول: الذي يخاف من العفريت، يصور له خوفه عشرين عفريتًا! "
وكان الأولاد يعرفون أن والد حسين، كاتب الجمعية الزراعية، قد درس عدة سنوات بالأزهر الشريف في القاهرة، وأنه يضحك كلما سمع مثل هذه الحكايات، ويقول لابنه: "إياك أن تصدق كل هذه المبالغات..
إنهم أناس لا يستخدمون عقولهم،
يفزعهم أرنب أو ثعلب. "
لكن "مسعود" لم يرض عن عبارة حسين، التي كادت تضيع تأثير حكاياته على الأولاد،
فاندفع يقول: "وهل تستطيع أن تنكر ظهور الشبح، الذي كانت قامته تقصر مرة وتطول مرة أخرى، والذي اعترض طريق حارس ماكينة الري وزوجته، عندما تأخرا ذات ليلة في العودة إلى شارونة، بعد زيارة قاما بها لأقاربهما في قرية الشيخ فضل؟!
لقد طاردهما الشبح وهما يجريان بكل قوتهما،
وكاد يلقي بهما في طين الحقول، لولا ظهور أضواء الفجر التي تخاف منها الأشباح. "
وارتفع صوت صبي آخر يقول: (وكلنا نعرف حكاية العفريت الأبيض، الذي مزق ملابس عتريس العبيط وهو عائد من الحقول ليلًا، بعد أن قام بالمساعدة في ري أحد الحقول بالشادوف.
ومن يومها فقد عتريس العبيط هدوءه، وصار يضحك ويبكي كالمجانين، ويرفض أن يخرج للعمل في أي حقل، ليلًا أو نهارًا!! "
وحاول حسين، ابن كاتب الجمعية، أن يقول شيئًا آخرـ يبدد به أثر تلك القصص التي تبادل أهل القرية روايتها مرات عديدة، حتى أصبح مجرد التفكير في المرور بعد الغروب في الطريق إلى قرية الشيخ فضل، خاصة في الجزء المجاور للمقابر، نوعًا من الجنون، لا يفكر فيه معظم أهل القرية
لكن "مسعود" لم يسمح لحسين أن يقول شيئًا، إذ أسرع يقوم ومعه بقية الأولاد وهو يصيح، كأنما يريد أن يبث مزيدًا من الرعب في نفوس من هم أصغر منه سنًا: "هيا إلى بيوتنا بغير إبطاء، قبل أن يختفي القمر، ونتخبط في العتمة، فالعفاريت لا تحب إلا الظلام! "
وفي صباح اليوم التالي، كانت نفس مجموعة الأولاد، تعبر الجسر المقام فوق الترعة المجاورة لمدرستهم الابتدائية، وهم عائدون إلى القرية بعد انتهاء اليوم الدراسي.
وفجأة توقف مسعود وقال: "هيا نذهب لقطف البرتقال!! "
وتصايح الباقون في صخب وحماس، وقد فهموا معنى العبارة، ثم استداروا ناحية حدائق "المعلم توفيق"
لكن "حسين" ابن كاتب الجمعية الزراعية، استمر في طريقه، لا يهتم بصخب الزملاء وصياحهم، فصاح به مسعود:
| 34
| 744
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Midnight Ghosts
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,057
|
BAREC_GL_فى جزيرة النور_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
في جزيرة النور
بقلم: عادل الغضبان
تحت سماء زرقاء، وفي منزلٍ وضيع، من منازل جزيرةٍ صغيرةٍ تسمى جزيرة المرجان، جاء إلى هذا العالم طفل صغير، جميل الوجه، حلو القسمات، غزير الشعر.
وكان ممن شهد مولده سيدة عجوز تتعاطى السحر، وتتنبأ بالمستقبل فقالت: - ‹‹ستكون لهذا الصبي حياة كلها فوز ونجاح، وسوف ينتقل من نصر إلى نصر،
فإذا بلغ سن العشرين، فسوف يتزوج ابنة ملك هذه الجزر››.
فرح أهل الصبي بنبوءة السيدة العجوز، فاحتفلوا بميلاد الطفل احتفالًا كبيرًا،
وبينما كان جميع الحضور مستسلمين إلى المباهج والأفراح، حلق في فضاء الجزيرة، عصفور ملون الريش، ووقف يسمع أحاديث السكان، ثم طار إلى الملك يخبره بنبوءة الساحرة العجوز.
سمع الملك هذا الخبر، فتملكه الغضب، وأراد أن يقف هو نفسه على جلية الأمر، فركب زورقًا صغيرًا، ونشر الشراع، وسار في اتجاه جزيرة المرجان،
وقبل أن يبلغ بعض شواطئها، رمى بنفسه في البحر متصنعًا الغرق، وسبح حتى حط على الشاطئ.
هرع سكان الجزيرة الصغيرة إلى إنقاذ الغريق،
فحدث عن دهشتهم ولا عجب، حينما عرفوا أن الغريق، إنما هو الملك، وقد نزل جزيرتهم.
فمضى كل منهم يسابق سواه، في الحصول على شرف إيواء الملك، فكان ذلك الشرف، من نصيب أهل المولود الجديد.
تظاهر الملك عند رؤيته الطفل، بأنه مدهوش من جماله، فطلب أن ينام على مقربةٍ من مهده، فأكبر والداه هذه النعمة العظمى، وانسحبا من الغرفة، بعد أن أعدا للملك، مكانًا يضطجع فيه.
فما هو أن ينفرد الملك بالطفل، حتى يضعه في سلة من سلال الخبز، ويخرج به سرًا من المنزل الصغير، ويجد في السير إلى الشاطئ،
وهنا نزل الملك يخوص عباب الماء، فلما وصل الماء إلى ركبتيه، ألقى بالسلة فوق سطح البحر، فأخذت تتراقص على حركات الموج،
ثم عاد إلى المنزل، ودفن كيس نقوده في زاويةٍ بعيدةٍ من زوايا الحديقة،
ودخل الغرفة، واستلقى إلى فراشه، ونام نومًا عميقًا.
وعند الصباح، خرج الملك يستنشق النسيم العليل،
فدخلت أم الطفل الغرفة، تريد أن تغير له ملابسه، فاستحوذ عليها قلق لا يوصف، عندما رأت المهد خاليًا،
فدارت في الغرفة دوراتٍ كثيرة، ثم تقصت المنزل كله، باحثة عن الطفل، فلم تجد له أثرًا،
وانتهى بها الأمر إلى أن تطلع الملك على اختفاء الطفل، وهي تعول وتبكي.
وأبدى الملك أنه أسيف حزين لهذا الخبرـ،
وأظهر أنه يبحث عن كيس نقوده، فلما لم يجده صاح قائلًا: - ‹‹لقد كنا يا سيدتي، ولا شك فريسة لصٍ ماهر، استولى على طفلك، كما استولى على كيس نقودي،
فيجب عليك وعلى زوجك، أن تطيلا البحث عن هذا اللص،
أما أنا فسأعود إلى قصري، وسأخصص جائزةً سنية، بمن يلقي القبض على اللص اللعين››.
وشكر الملك والدي الطفل، على كرم ضيافتهما، وودع أهل الجزيرة كلهم وقفز إلى زورق من زوارق الصيادين، ورجع به إلى قصره.
ومضت عدة سنواتٍ على هذا الحادث، دون أن يعثر على اللص ولا على الطفل المسروق.
وكان الطفل بعد أن تقاذفته الأمواج طويلًا، قد وقع في شبكة صيادٍ من صيادي اللؤلؤ، فأخرجه من الشبكة، ثم من السلة، وعجب الصياد من جمال الطفل، وشعره الذهبي الغزير.
ولم يكن لهذا الصياد ولد، فكم تمنى هو وزوجته أن يرزقهما الله بولدٍ يكون لخاطرهم بهجة ومسرة،
فحمل الطفل إلى كوخ، وهو فرح مغتبط، واستقبلته الزوجة بالبشر والترحاب.
عاش الطفل في هذه الأسرة الكريمة، تسعة عشر عامًا،
وعندما هم أن ينتقل إلى عامه العشرين، هبت على البحر عاصفة هوجاء،
وكان الملك على عادته، يتقصى شؤون جزائره، متنقلًا من واحدةٍ إلى أخرى، بزورقٍ صغير،
فلم يقو قاربه على مقاومة الأمواج الهادرة، فاضطر إلى أن ينزل بأقرب جزيرة لاحت له،
فلما حط قدمه فوق أرضها، وجال فيها قليلًا، وجدها جزيرة فقراء، قد خلت إلا من بعض الأكواخ،
فطرق باب كوخٍ صغيرٍ كانت فيه امرأة تعتني بشؤون كوخها، وكان فيه شاب قد جلس في زاويةٍ من زواياه، يصلح شباك الصيد،
ففتحت المرأة الباب، وسألها الملك أن يقضي ليلته ضيفًا عليهما.
| 38
| 718
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
On the Island of Light
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,058
|
BAREC_GL_قصير الذيل_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
قصير الذيل
بقلم: عادل الغضبان
الطبعة الثالثة عشرة
عاش في الزمن القديم، فلاح فقير له ثلاثة أبناء.
وكان أكبرهم، واسمه أرشد، ضخم الجسم، أحمر البشرة، ساذجًا طيب السريرة؛
وكان أوسطهم، واسمه أمجد، نحيف الجسم، أصفر الوجه، حسودًا شريرًا؛
أما أصغرهم أسعد، فقد كان أبيض البشرة، قصير القامة، يكاد يشبه الأقزام، حتى إن القوم أطلقوا عليه لقب "قصير الذيل"،
ولكنه كان على جانبٍ كبيرٍ من الذكاء والخبث والدهاء.
ويوم أصبح هؤلاء الأبناء قادرين على العمل، قال لهم أبوهم: عليكم يا أبنائي، أن تتركوا هذا الكوخ الذي ولدتم فيه، وأن تضربوا في طول البلاد وعرضها سعيًا وراء الرزق،
فالحياة في هذه القرية صعبة، والعمل فيها قليل.
واتفق أن كان للملك في تلك الضاحية، قصر ريفي جميل المنظر، دقيق الصنع، كثير الزخرف، وافر الشرفات والنوافذ،
فحدث في ليلةٍ من الليالي أن انبثقت من الأرض بإزاء تلك الشرفات والنوافذ، شجرة عظيمة، ملتفة الغصون والأوراق، حجبت نور الشمس عن القصر.
ولم يكن من السهل أن تطرح تلك الشجرة أرضًا، فما من فأسٍ أهوى بها أقوياء الحطابين على جذعها إلا تحطمت، وما من غصنٍ قطع منها إلا نبت غصنان في مكانه.
وكان الملك قد أعلن أنه يمنح ثلاثة أكياسٍ من الذهب، لمن ينقذه من هذه الشجرة اللعينة، فما استطاع أحد أن يظفر بالجائزة،
فأذعن الملك لواقع الحال، وأمر أن يضاء القصر في رابعة النهار.
وكان الملك قد أعلن أيضًا أنه يمنح جائزًة سنية، ولقبًا من الألقاب الشريفة، لمن يستطيع أن يحفر في فناء القصر، بئرًا عميقًة توفر الماء للقصر وسكانه طول العام؛
ذلك أن الماء كان قد شح في تلك الضاحية، فما كسب أحد الجائزة.
ولما ضاقت بالملك الحيل عن تحقيق أمنيته الكبرى، من تحطيم تلك الشجرة، وحفر بئر الماء، أذاع أنه يمنح يد ابنته ونصف مملكته، لمن يتغلب على الشجرة فيطرحها أرضًا، ويقوى على الصوان فيفجر منه الماء.
فانهال على تلك الضاحية جمهرة من العمال الأشداء، وفي يد كلٍ منهم فأس ومعول،
جاءوا من مختلف البلدان يحاولون القيام بما يطلب الملك، رجاء أن يشاركوه في الملك، ويحصلوا على يد ابنته الجميلة.
وطال حديث الناس في هذا الموضوع، وتساءل الإخوة الثلاثة ماذا لو رضي أبوهم، وذهبوا يجربون هم أيضًا حظهم السعيد؛
والحق أنهم ما كانوا يطمحون إلى ما يطمح إليه الآخرون، وإنما كان كل همهم، أن يجدوا في القصر عملًا يزاولونه ويدر عليهم بربحٍ جزيل،
فوافق الوالد على مطلب أبنائه، فذهبوا يجدون في السير إلى قصر الملك.
وبعد قليل، توغلوا في غابةٍ من الصنوبر كانت تكسو جبلًا من الجبال، فطرق أسماعهم صوت فأسٍ يعقبها أصوات أغصانٍ تتساقط،
فقال الصغير أسعد: "يدهشني أن يحطم القوم الأشجار في رؤوس الجبال! "
فقال له أمجد بلهجةٍ جافة:
"يدهشني ألا تدهش أنت من كل شيء،
فالجاهل يرى كل شيء امراً عجباً !"
فلم يحفل أسعد بهذا القول، واندفع يصعد في الجبل، ويجري إلى مصدر الصوت، فلما وصل إلى رأس الجبل، فماذا يظنون أنه وجد؟
وجد فأسًا مسحورًة تعلو وتهبط على شجرةٍ من الأشجار الضخمة، فقال يخاطبها:
"صباح الخير يا سيدتي الفأس!
ألا يضايقك أن تهوي وحدك على هذه الشجرة؟! " فقال الفأس:
"لقد مضت علي سنون طويلة وأنا أنتظرك يا ولدي! "
"ها أنا ذا يا سيدتي! "
وتناول الفأس، ووضعها في كيسٍ كبيرٍ من الجلد كان يحمله، وهبط من الجبل إلى إخوته فرحًا مسرورًا.
"ماذا رأيت هناك أيها المتعجب! " فقال أسعد:
"لقد كان ما سمعناه صوت فأسٍ لا غير".
واستأنف الإخوة السير، فبلغوا طريقًا تحف به الصخور، وسمعوا صوتًا ينحدر إليهم من عالٍ، كأنه صوت قطعة من الحديد تضرب قطعة من الصخر، فقال اسعد:
"يدهشني أن يحطم القوم هناك صخرة من الصخور".
ومضى على الفور يتسلق الصخر، ويزحف عليه بيديه وقدميه، في حين كان أرشد وأمجد يشبعانه هزءًا وسخرية.
فلما وصل إلى رأس الجبل، فماذا يظنون أنه وجد؟
وجد معولًا مسحورًا، يحفر حسبما يحلو له، صخرًة كما لو كان أرضًا طرية.
فقال قصير الذيل:
"صباح الخير يا سيدي المعول!
ألا يضايقك أن تحفر وحدك هذه الصخرة القديمة؟! " فقال المعول:
| 46
| 742
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Green Library
|
Short-Tailed
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,059
|
BAREC_GL_مغامرة زهرة مع الشجرة_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
مغامرة زهرة مع الشجرة
تأليف: يعقوب الشاروني
رسوم: عبد الرحمن نور الدين
الطبعة الرابعة
اعتادت شجرة الظل الشابة، أن تتأمل ذلك الجرح المتسع، الذي يشق جانبًا عميقًا من جذع جارتها، شجرة الكافور العجوز، التي تقف أمام باب "مدرسة الاجتهاد".
وتملكها حب الاستطلاع، فلم تستطع منع نفسها ذات صباحٍ، من أن تميل بأحد أغصانها تتحسس ذلك الجرح، وهي تسأل جارتها في اهتمام: "كيف أصابك هذا الجرح العميق، الذي يشوه قامتك العالية؟ ".
وتنهدت الشجرة العجوز مع الريح، وهي تجيب في لهجةٍ يخالطها كثير من الألم: "لولا هذا الجرح، لما زرعوك، ولما اهتم أحد بميلادك أو حياتك! ".
وفوجئت الشجرة الشابة بتلك الإجابة التي لم تكن تتوقعها،
فصاحت: "هذه أول مرة أسمع فيها أن ولادة شجرةٍ شابةٍ مثلي، جاءت نتيجة إصابة شجرةٍ عجوزٍ مثلك، بهذا الجرح الذي كان يمكن أن يكون قاتلًا! ".
قالت الشجرة العجوز لجارتها الشابة: "ضعي نفسك في مكاني..
أقضي من عمري ثلاثين عامًا، أقدم الظل للأطفال والحيوانات، وتحافظ جذوري على شاطئ الترعة متماسكًا قويًا، وأعمل على تنقية الهواء، ثم أفاجأ ذات صباحٍ، وعلى غير انتظارٍ، باثنين، رجل وصبي، يتعاونان على قتلي.
فوجئت بهما يتوقفان بجواري، ثم تناول كل واحدٍ منهما طرفًا من طرفي منشار رهيبٍ، وسددا أسنانه المفترسة نحو جذعي..
ثم بدأت المذبحة!! ".
صاحت شجرة الظل الصبية في فزعٍ: "مذبحة؟!
هل يذبح الإنسان الأشجار أيضًا؟! ".
وفي صوتٍ يخالطه الألم، أكملت شجرة الكافور حكايتها..
قالت: "جعلني الفزع أتوقف عن امتصاص عصارتي، وسرى الألم حتى وصل إلى أطراف أغصاني، وبدأت أوراقي ترتعش،
فقد كانت أسنان المنشار حادة رهيبة، تغوص بغير شفقةٍ في لحمي، والمنشار يذهب ويجيء بقسوةٍ، فيزداد الجرح عمقًا في جذعي".
"أرادوا قتلي كما كانوا يقتلون المحكوم عليهم بالإعدام منذ بضع مئاتٍ من السنين، مستخدمين طريقةً بشعة، عندما كانوا يقسمونهم من وسطهم بالمنشار، وهو ما سمعته يومًا من رجلين جلسا تحتي، يستمتعان بظلي".
"وبعد دقائق حافلةٍ بالألم والرعب، توقف الصبي، وترك ذراع المنشار، ونظر في كفيه،
ثم قال لزميله: عم أحمد يا نشار، لقد تعبت! ".
"واضطر أحمد النشار أن يستجيب لرغبة الصبي، وتوقف لحظاتٍ عن نهش لحمي بمنشاره الذي اشتدت حرارته، فلسعني، بالإضافة إلى تمزيق جسمي! ".
"وبدأ النشار يمسح بأصابعه قطرات العرق من على جبينه، وقد ترك سلاح منشاره الطويل داخل جرحي العميق".
قالت الشجرة الشابة وأغصانها وأوراقها ترتجف: "لقد بدأت أنا نفسي أرتعد، لمجرد سماع هذا الذي حدث لك.
لا أستطيع أن أتخيل كيف نجوت! ".
قالت الشجرة العجوز:
"وأثناء توقف الرجل والصبي، خرجت فجأة عاصفة غبارٍ هائلة من باب مدرسة الاجتهاد، الذي نراه الآن أمامنا".
"ثم اقتربت العاصفة بسرعةٍ ناحيتي، وانتشرت حولي، والتصق بي من كانوا بداخلها".
"وفي البداية، لم يفهم أحمد النشار وصبيه ماذا حدث،
لكنهما عرفا بوضوحٍ أنه لم يعد في استطاعتهما العودة إلى الإمساك بالمنشار ولا تحريكه،
فقد أصبح هناك حاجز بشري بينهما وبيني! ".
"عندئذ توقف ارتعاش أوراقي، وعدت إلى امتصاص عصارتي، وأنا غير مصدقة نفسي! ".
وسيطر حب استطلاع قوي من الشجرة الشابة، فسألت في لهفةٍ: "وماذا كانت حقيقة تلك العاصفة، التي أوقفت المعتدين عليك؟ ".
قالت الشجرة العجوز: "عندما بدأ الغبار يهدأ، لم يصدق أحمد النشار عينيه.
كان هناك عدد كبير من الصبيان والبنات من تلاميذ، قد أحاطوا بجذعي الشديد الضخامة، وقد أمسك كل واحدٍ منهم بكف الآخر، فأصبحوا حلقة متماسكةً حولي".
"لقد أحسست بهم يحتضنونني، وقد جعلوا من أنفسهم سورًا قويًا، ودرعًا بشريًا، يمنع أحمد النشار وصبيه، من الاقتراب ثانية نحو جذعي الكبير".
"ولأول مرةٍ في حياتي الطويلة، أحس بما كنت أسمع الناس يتحدثون كثيرًا عنه: أحسست بالحب،
فقد كانت حرارة أجسام الأطفال تتسلل من صدورهم وأذرعهم إلى جذعي، فأشعر أنني أصبحت جزءًا منهم".
صاح أحمد النشار، وهو يصوب نظراته الغاضبة نحو الأولاد والبنات: "ابتعد يا ولد أنت وهي..
العبوا في مكانٍ آخر... ".
"لكنه وجدهم جميعًا كأنهم لم يسمعوه!
وقد أحسست أنهم ازدادوا التصاقًا بي".
وتقدم أحمد النشار نحو الصغار، ومد يده، وكاد يمسك بأحد الصغار، لكنه تراجع فورًا عندما تنبه أنها فتاة.
كان الأولاد ينادونها باسم "زهرة".
| 45
| 790
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
Flower’s Adventure with the Tree
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,060
|
BAREC_GL_مملكة العدل_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
مملكة العدل
بقلم: د. إسماعيل عبد الفتاح
رسوم: منال بدران
كان الشيخ (مسعود) يعيش في كوخٍ متطرفٍ بعيدًا عن العمران على أطراف غابةٍ واسعة الأرجاء متشعبة الأشجار متنوعة الحيوانات..
ومعه أسرته التي تتكون من زوجته (كهرمانة) وابنه (منصور) وابنته (مرجانة)..
وكان هناك نهر كبير يمر بالقرب من الكوخ ويخترق الجبال التي تبدو شامخة على أطراف الغابة،
كما كانت هذه الجبال تخفى وراءها عدة قرى.
وتعود الشيخ (مسعود) الاستيقاظ مبكرًا في وقت الفجر ليصلي ثم يذهب إلى الشاطئ،
فيخرج قاربه الصغير، ويجهز شباك الصيد، وينزل للنهر، يجدف أحيانًا، وأحيانًا أخرى يرمي شبكته ليصطاد السمك ويظل مدة طويلة في عرض النهر يمارس عمله، في صيد السمك فيعود حامدًا الله بما أرسله له من رزق.
وكانت عودة الشيخ (مسعود) دائمًا مع حلول ضحى النهار فيجد زوجته قد ذهبت لأطراف الغابة هي وابنها، فجمعت الحطب ثم عادت لتوقد النيران لتهيئ الطعام لأسرتها.
وبمجرد وصول الشيخ (مسعودٍ) تقدم الزوجة الطعام، فيأكل الجميع باسم الله..
ثم يقوم الشيخ (مسعود) بالسير عدة أميال، قاصدًا إحدى القرى القريبة، ليبيع ما اصطاده من السمك،
ثم يعود إلى كوخه آخر النهار حاملًا احتياجات أسرته من الطعام والمستلزمات،
وفي وقت العصر، يجلس الشيخ (مسعود) مع زوجته وأبنائه، ليحكي لهم قصص المغامرات، وتراث الأجداد، وطرائف عالم الحيوان والطيور والنباتات،
كما يحرص على أن يعرف أبناءه شئون دينهم وأحوال دنياهم، كما سمعها من جده ووالده، والشيوخ الذين عاصرهم والعلماء، الذين قابلهم قبل أن تجبره ظروف الحياة على الرحيل إلى هذا المكان البعيد طلبًا للرزق.
وعندما بلغ (منصور) من العمر اثنتي عشرة سنة آثر أن يتحمل العبء قليلًا عن والده أو يساعده في عمله، فرفض الوالد وكان يعده دائمًا باصطحابه عندما يشتد عوده وينمو ويكبر قليلًا ليصبح في عداد الشباب القوي،
ولكن، مع إصرار (منصور)، استطاع أن يحمل بعض العبء عن والده، فتمكن من مساعدته في إصلاح شباك الصيد وإعادة نسج القطع البالية والمتمزقة منها،
وكان يجهز لوالده احتياجاته في القارب،
وكان عندما يصل الوالد من رحلة الصيد اليومية يقوم منصور بربط المركب على الشاطئ، ويحمل عن والده ما اصطاده إلى المنزل حتى يستريح والده من عناء ومشاق رحلة الصيد اليومية.
وفي يوم من الأيام!!! وبينما كان (منصور) يجلس في ظل شجرة بالقرب من الشاطئ جاءت أخته (مرجانة) وكانت بنت سبع سنين حينذاك وطلبت من (منصور) أن يشاركها في اللعب والجري، وجمع الأوراق والزهور من على الشجيرات على شاطئ النهر،
فرفض (منصور) لأن والدهم الشيخ (مسعود) كان على وشك الوصول.
ونصح (منصور) شقيقته (مرجانة) بالذهاب إلى الكوخ لمساعدة الأم في إعداد الطعام ولكن (مرجانة) صممت على اللعب حول (منصور) حتى تستقبل والدها معه.
وبينما يتابع الفتى (منصور) أمواج النهر وحركة الملاحة فيه لعله يلمح مركب والده قادمًا إلى الشاطئ، فوجئ بـمرجانة تأتى مسرعة وهي تصيح: - (منصور.. منصور)..
انظر ماذا وجدت فوق فروع الشجر.
فنظر (منصور) بدهشةٍ وقال: - ما هذا يا مرجانة؟
ومن أين جئت بها؟
فقالت (مرجانة) بزهوٍ: - هذا بيض جميل، شكله عجيب، ولقد تسلقت هذه الشجرة ووجدته في عش العصفورة!!
فدهش (منصور) وبينما هو يفكر في الأمر، قطعت تفكيره (مرجانة) وواصلت قولها: - سأذهب يا منصور إلى أمي لأعطيها البيض حتى تصنع منه طعامًا لذيذ!!
-لا.. لا يا مرجانة – يجب ألا تؤذى الطيور لأنها كائنات رقيقة الإحساس..
فغضبت (مرجانة)، وقالت: - ما هذا يا منصور؟
إنك تقطع فرحتي بكل وسيلةٍ، فهل لهذا البيض من صاحب؟؟
فرد (منصور) بعد أن هدأ قليلًا: طبعًا يا مرجانة
انظري إلى العصفورة الجميلة التي تحوم حولنا، هذا البيض بيضها وسيخرج منه عصافير جميلة مثلها، وحرام علينا حرمانها منه.
ففكرت (مرجانة)، وقالت بعد أن أدركت حقيقة كلام (منصور) - نعم يا منصور، سوف أعيد البيض إلى مكانه في العش
فسعد (منصور) وأشرق وجهه بابتسامةٍ، وفرحة لشعور أخته،
وقال: حسنًا يا مرجانة، أعطني البيض وسوف أصعد الشجرة وأضعه في مكانه.
وتسلق (منصور) الشجرة بهدوء وبحرص شديد، خوفًا من كسر البيض،
وقام بإعادة ترتيب العش الصغير بين أغصان الشجرة ووضع البيض بعنايةٍ،
ثم نزل وما هي إلا لحظات، حتى شاهد (منصور) قارب والده يقترب من الشاطئ،
فصاح في أخته:
| 41
| 788
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The Kingdom of Justice
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,050,061
|
BAREC_GL_نهر الذهب_001.txt
|
المكتبة الخضراء للأطفال
نهر الذهب
بقلم: يعقوب الشاروني
في مكان جبلي منعزلٍ، ببلدٍ من بلاد الشرق، كان يوجد في قديم الزمان وادٍ خصيب، تحيط به من جميع جوانبه جبال صخرية شديدة الانحدار.
ومن هذه الجبال، كان ينبع عدد من الأنهار السريعة، يتدفق واحد منها في مجرى يمتد، عند منبعه، على سطح صخرةٍ عاليةٍ.
ولارتفاع هذه الصخرة، كانت أشعة الغروب الذهبية تغمر شلالات ذلك النهر، حتى تبدو كأنها أسلاك من الذهب،
ولهذا سماه الناس في المناطق المجاورة ‹‹النهر الذهبي››.
وكانت الأنهار كلها، بما فيها النهر الذهبي، تنحدر إلى الجوانب الأخرى من الجبال، بعيدًا عن ذلك الوادي،
لكن السحب كانت تتكاتف دائمًا فوق الوادي، ثم تسقط أمطارًا تمد أرضه بالحياة والنماء.
وكثيرًا ما حدث أن أصاب القحط والجفاف البلاد المجاورة، ولكن الأمطار لم تكن تكف، حتى في تلك الأوقات، عن غمر الوادي الصغير بالماء اللازم للحياة والري،
لذلك اعتاد الناس أن يسموه ‹‹وادي الكنوز››.
وكانت جميع أراضي ذلك الوادي ملكًا لثلاثة إخوة، هم: ‹‹نعمان›› و ‹‹رسلان›› و ‹‹شهاب››
وكان الأخوان الكبيران ‹‹نعمان›› و ‹‹رسلان›› يعيشان من فلاحة أراضي وادي الكنوز،
ولكنهما كانا غاية في الحرص وخشونة الإحساس، حتى أنهما قتلا كل شيءٍ لا يقدم لهما ربحًا أو مالًا،
ولهذا ذبحا البلابل المغردة لأنها تنقر الفاكهة، وقتلا الأرانب لأنها تلتهم طعام البقر، وصادا عصافير الحصاد التي اعتادت أن تغني طوال الصيف، واقتلعا أشجار الورد لأنها لا تأتي بثمارٍ.
وبهذه الطريقة، جمع الأخوان أكبر ثروة في تلك البلاد.
ومع ذلك لم يحدث مطلقًا أن أحسنا إلى فقيرٍ، ولم يفكرا قط أن يشكرا الله على نعمته، لذلك أطلق الناس عليهما لقب ‹‹الأخوان القاسيان››.
ولكن الأخ الأصغر ‹‹شهاب›› لم يكن يشبه أخويه مطلقًا،
كان شهاب فتى لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، لطيفًا، محبًا لكل مخلوقٍ،
ولم يكن يوافق أخويه على شيء مما يفعلان، لذلك جعلا منه طاهيًا لهما،
ومع ذلك، كان كل ما يستطيع الحصول عليه من طعامٍ، هو ما يتخلف عن أخويه بعد أن يأكلا ويشبعا.
وسارت الأمور على هذا المنوال زمنًا طويلًا،
وأخيرًا جاء صيف اضطرب فيه الطقس جدًا، حتى أن جميع البلاد المجاورة أصبحت في أسوأ حال:
فقد تساقطت ثمرات البرتقال من أشجارها قبل أن تنضج،
ولم يأت القمح بمحصولٍ ما، ومات البقر والغنم،
ولم ينج من هذا كله إلا وادي الكنوز، فقد ظلت المحصولات فيه وفيرة، وحيوانات المراعي سمينة.
ولجأ الناس جميعهم إلى الأخوين، يشترون منهما حاجتهم من القمح.
وكان الأخوان يستغلان حاجة الناس إلى قمحهما، فيأخذان في مقابله أثمانًا فاحشةً.
أما الفقراء الذين لم يكن في مقدورهم دفع تلك الأثمان الباهظة، فقد كانوا يسقطون من الجوع والإعياء بجوار باب الأخوين القاسيين.
وأخذ الشتاء يقترب، وأقبل يوم قارس البرودة، فقال الأخوان الكبيران لأخيهما الصغير ‹‹شهاب›› قبل أن يخرجا: ‹‹عليك بالبقاء في المطبخ لمراقبة هذه القطعة الشهية من اللحم في أثناء شيها على النار.
وإياك أن تسمح لمخلوق بدخول المنزل، واحذر إعطاء شيءٍ لأي إنسان!؟؟
ثم تركاه وانصرفا.
وجلس ‹‹شهاب›› قرب النار، لأن البرد كان شديدًا،
وفجأة، سمع صوتًا من ناحية الباب، فتوجه إلى النافذة وفتحها،
وفوجئ بمشاهدة أغرب قزم رآه في حياته:
كان له أنف طويل جدًا، ووجه شديد الاحمرار، وشعر أبيض كالثلج، طويل ومسترسل على ظهره.
ولم يكن طول القزم يتجاوز أربع أقدامٍ ونصف قدم، وعلى رأسه عمامة مرتفعة كأنها طرطور، ارتفاعها مثل طوله هو نفسه.
وانتابت ‹‹شهاب›› دهشة بالغة لهذا الذي رآه، حتى إنه لم يستطع أن ينطق بحرفٍ،
فصاح السيد القصير: ‹‹إنني أرتجف من البرد، دعني أدخل››.
فقال ‹‹شهاب›› بحزن: ‹‹كم كنت أود أن ألبي طلبك،
ولكن قد يضربني أخواي إذا فكرت في إدخال أي غريب إلى المنزل،
ماذا تريد؟ ››
فصاح القزم الكبير السن غاضبًا: لا أريد إلا شيئًا من الدفء
قال ‹‹شهاب›› لنفسه: ‹‹إن الرجل يرتجف من شدة البرد..
سأدعه يدخل لفترةٍ قصيرةٍ فقط››،
وترك النافذة، واتجه إلى الباب، وفتحه،
وفي أثناء دخول السيد القصير، هبت ريح عاصفة ملأت المنزل، حتى ارتجف ‹‹شهاب›› من البرد الذي نفذ إلى عظامه،
فأسرع يغلق الباب وراء الزائر الغريب.
| 48
| 788
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Green Library
|
The River of Gold
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,001
|
BAREC_SpacetoonSong_أبطال الديجيتال_001.txt
|
في فخ غريب وقعنا
في عالم الأرقام ضعنا
كيف الخروج
كيف الخروج
من أين الطريق
عالم غريب المعالم
نواجه الأخطار
نقاوم
نلقى عدوا ونقابل ألف صديق
نحن في وجه المخاطر نحتفظ بهدوء أعصابنا
نغامر
يدا بيد بحثا عن الطريق هيا
أبطال الديجيتال..
| 13
| 44
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Digital Heroes
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,002
|
BAREC_SpacetoonSong_أبطال الكره_001.txt
|
هيا هيا قفوا من جديد
هيا قولوا النصر نريد
بددو غيوم التشاؤم
شدوا أواصر التلاحم
أمسحوا دموع الخسارة
فالنصر لصاحب الجدارة
لنحيل اليأس طموح
و التردد غير مسموح
فالشده تصنع الأبطال
مع العزم لا محال
بالقلب طاقه كالرياح
تدفعنا نحو النجاح
مهما أثقلنا بالجراح
شفائنا يكمن بالفلاح
هيا هيا هيا هيا
هيا هيا قفوا من جديد
هيا هيا هيا هيا
هيا قولوا النصر نريد
فالشده تصنع الأبطال
مع العزم لا محال
هيا هيا قفوا من جديد
هيا قولوا النصر نريد
أن فزنا طلبنا المزيد
أن خسرنا الكرة نعيد
هيا هيا هيا هيا
هيا هيا قفوا من جديد
هيا هيا هيا هيا
هيا قولوا النصر نريد
| 28
| 105
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Heroes of the Ball (Football Heroes)
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,003
|
BAREC_SpacetoonSong_أجنحة كاندام_001.txt
|
كاندام
لن نستسلم مهما ازداد الظالم بغيا
سنهب بوجه الطغيان
لن نستسلم
سنقاوم ليضيء العدل، لنحقق خير الإنسان
كاندام هيـا إلى الأمام بالعدل والسلام
كاندام
فصوت الحق يظل الأقوى والظلم جبان
نسعى للعدل وننشده وتنتصر الأوطان
أجنحة كاندام
| 10
| 39
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Wings of Gundam
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,004
|
BAREC_SpacetoonSong_أدغال الديجيتال_001.txt
|
عالياً تطيرُ في الفضاءِ باحثاً عن حلمٍ سعيد
وقلبي الشجاعُ يسبحُ في خيالٍ يستقيهِ من غدٍ جديد
كلَّ يومٍ ألتقي بصديق يخففُ وحشة دربي في عوالمَ من أرقامٍ كأنها خيالٌ مضيء
يا طائري المشرق في أحلامي حلق طيفاً للمنى
فالعقلُ لا يجدي من دونِ التحدي وروحِ المغامرة
هيا يا صديقي، شاركني طريقي كي يصبحَ النجاحُ في المنال
هيا نسافر لأرضِ الخيال نعيشُ المغامرة في أدغال الديجيتال ..
هيا نسافر لأرضِ الخيال، نعيش المغامرة.
| 8
| 77
|
15-sin
| 15
| 6
| 4
| 3
|
Spacetoon Songs
|
Digital Jungles
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,005
|
BAREC_SpacetoonSong_أرض الخيول_001.txt
|
إليك صديقي رسمت بأوراق الأحلام كخيول تنام في مرج فتان
هذي طريقي أمضي بها خبواً
وخيالي أرخى لي العنان فنثرت الألوان
هورس لاند أرض الأصدقاء
هورس لاند بين تلال وسماء
هورس لاند
وظلال المساء تدنو منها بحياء
هورس لاند أرض الأصدقاء
هورس لاند بين تلال وسماء
هورس لاند
ظلال المساء تدنو منها بحياء
| 11
| 53
|
15-sin
| 15
| 6
| 4
| 3
|
Spacetoon Songs
|
Land of Horses
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,006
|
BAREC_SpacetoonSong_أسرار المحيط_001.txt
|
لؤلؤتي تريد ان نبحر من جديد،نحو هلال ابيض يسبح في الافق البعيد.
بين الماء و السماء نبحر في كل الانواء.
وهنا نجم يتلألأ للمركب قال: اتبعني، تعال
يحملك الموج بلا تعب، فكفاك دلال
لؤلؤتي تريد ان نبحر من جديد نحو هلال ابيض يسبج في الافق بعيد.
| 5
| 54
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Secrets of the Ocean
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,007
|
BAREC_SpacetoonSong_أنا وأخي_001.txt
|
شوق يدفعني لأراها
أمي ذكرى لا أنساها
طيف أنقى من زبد الأيام أبقى
أمي، أمي، أمي
همساتها أحلى من ناي
سكنت قلبي
كلماتها باتت نجوى تضيء دربي
لا تنسى أخاك
ترعاه يداك
لا تنسى أخاك
لو سرقت منا الأيام قلبا معطاء بسّام لن نستسلم للآلام
لا تنسى أخاك
ترعاه يداك
| 13
| 52
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Me and My Brother
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,008
|
BAREC_SpacetoonSong_إيروكا_001.txt
|
حين أعود للوراء تأتيني صور من الماضي
أطياف ذكرايات قد صارت حكايات تأتي ثم تمضي.
أنظر بعيون أخرى
قد تغيرت الألوان.
تحدثني تعلمني أن ما قد كان كان.
يا زمان سأرسمك في النسيان
زهور البستان تتفتح عندما يأتي الأوان
يا زمان سوف أكتب الدموع و الأحزان في كتاب ليس له عنوان.
لن أعود للوراء
لن يكون لي معه لقاء.
لن أعود للوراء
لن أعود للوراء.
لن أعود للوراء
لن يكون لي معه لقاء.
لن أعود للوراء
لن أعود للوراء.
| 16
| 87
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Eroca
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,009
|
BAREC_SpacetoonSong_الأجنحة الصينية_001.txt
|
في صوت الليل الغامض انصت للخطوات
وابحث عن رجل سري في عينيه حكايات
بطل يمضي لمهمة مقدام عالي الهمة
يحمي الاوطان ويفديها
اغلى مايملك يعطيها
كم يكره ان تعبث فيها ايدي الغرباء
بطل يمضي لمهمة مقدام عالي الهمة
بعزيمته يرمي الاعداء
كالنسر يحلق في الاجواء
بطل يمضي لمهمة مقدام عالي الهمة
| 10
| 51
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Chinese Wings
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,010
|
BAREC_SpacetoonSong_الأشاوس_001.txt
|
من يخطو ليلا والجو ضباب
من يمشي فوق الأشواك بين الذئاب
قد يفعل هذا بالأكثر
من لا يرضى أن يقهر
من لا يرضى يوما قانون الغاب
قلنا لا للعدوان
قلنا لا للطغيان
قلنا لا يا مظلوم
قلنا الظلم لن يدوم
يا ضباب مشيت
يا ذئاب أتيت
غايتي دوحة الأمان..
| 12
| 51
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Brave Men
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,012
|
BAREC_SpacetoonSong_الحديقة السرية_001.txt
|
في يوم همست في اذني من يمسح عن قلبي حزني
يرجعني خضراء اللون اعشاشا للاطيار.
في يوم همست في اذني من يمسح عن قلبي حزني،
يرجعني خضراء اللون اعشاشا للاطيار.
لحديقتنا في قريتنا باب و لها اسوار.
لا يعلم احد ما فيها
تخفي عنا الاسرار.
اقبلت بجد اسقيها
اروي الاشجار
احييها،
و غدى من اجمل ما فيها زهر لا كالازهار.
لحديقتنا في قريتنا باب و لها اسوار.
لا يعلم احد ما فيها
تخفي عنا الاسرار
ما أجمل أن تسقي الشجرة لتضاهي في الحسن القمر،
أن تغرس في اليائس أملا زرعا يعطي الأثمار.
لحديقتنا في قريتنا باب و لها اسوار.
لا يعلم احد ما فيها
تخفي عنا الاسرار.
لحديقتنا في قريتنا باب و لا اسوار،
لا يعلم احد ما فيها
تخفي عنا الاسرار.
| 22
| 136
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Secret Garden
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,013
|
BAREC_SpacetoonSong_الرمية الملتهبة_001.txt
|
حكمٌ ومباراة، كرةٌ ،صفارة، لعبٌ وإثارة في الملعب
فانتظروا الشارة،
أجمل أوقاتي هي حين أمارس كرة اليد.
هي حلم حياتي
فيها اللعب وفيها الجد.
| 5
| 30
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Blazing Throw
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,014
|
BAREC_SpacetoonSong_السراب_001.txt
|
من لا يحتمل الصعاب دوما يؤثر الانسحاب
من لايحتمل الصعاب دوما يؤثر الانسحاب
لا يرى فى الافق الا السراب
يبدع فى رسم الفشل
يمشي ويدوس الامل
لا يلقى فى الدرب الا العلل
لا تقل لن استطيع
لا تقل هذا محال
وانطلق قبل الجميع
لون الدنيا
تعال
لا تقل لن استطيع
لا تقل هذا محال
وانطلق قبل الجميع
لون الدنيا
تعال
فتش فيك عن القمم
واسأل قلبك ما الأهم
فتش فيك عن القمم
واسأل قلبك ما الأهم
لن يجيب القلب الا هذا الخيال
لون الدنيا
تعال لون الدنيا
تعال لون الدنيا
تعال
| 25
| 91
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Mirage
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,015
|
BAREC_SpacetoonSong_السندريلا_001.txt
|
قلبك احلى بل وأغلى من كل الأشياء
تصفحين عن من زل
ترضين من أساء
كلما قست الأيام زدت إيمانا ونقاء
قلبك أحلى بل وأغلى من كل الأشياء
عندما تعطي الأيام تعطينا وبسخاء
تنسينا كل الآلام
تملؤنا بالأحلام
تمسح عنا الأوهام
قلبك أحلى بل وأغلى من كل الأشياء
| 10
| 47
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Cinderella
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,016
|
BAREC_SpacetoonSong_السيف القاطع_001.txt
|
بين الكوكب و الكوكب نمضي
بسفينتنا نركب
نمضي نتحرى
نتحدى .
نصد الشر ولا نهدا
قد نتشاجر كالأطفال.
لكنا أصحابا نبقى
دوما نسعى كالأبطال.
نظل إلى الأعلى نرقى
هيا لا تبالِ بالخوف و بظلم الأشرار
فالحق أنقى.
و السيف أمضي
بالحق يكون مثل الإعصار.
نمضي نتحرى
نتحدى
نصد الشر ولا نهدا.
و دوما أصحابا نبقى
نظل إلى الأعلى نرقى.
نمضي نتحرى
نتحدى
نصد الشر ولا نهدا.
ودوما أصحابا نبقى
نظل إلى الأعلى نرقى.
| 23
| 81
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Sharp Sword
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,017
|
BAREC_SpacetoonSong_الشبح_001.txt
|
كرة
كاف كرة
راء ربح
والتاء تحدي
القدم
قاف قوة
دال دعم
ميم للمجد
الشبح
شين شباب في الملعب
والباء بطولتنا
والحاء حب للرياضة
هكذا نكون، كما يكون الابطال، شجعان اوفياء عند المصاعب
وسوف نكون للنزاهة مثال
فتيان كندى عشب الملاعب
انها لعبتنا
كرة القدم
وفيها حلمنا وكأسنا
هيا يا فتيان
نمضي نحو الاهداف مع الشبح
للملاعب يا فتيان
| 21
| 61
|
11-kaf
| 11
| 4
| 2
| 1
|
Spacetoon Songs
|
The Ghost
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,018
|
BAREC_SpacetoonSong_الصياد الجريء_001.txt
|
الصياد الجريء.
من زرقة بحيراتنا وصفاء احلامنا، علاء اهدافنا والتصميم
ومن سمرة جباهنا وجمال صبرنا، ثمرة جهدنا حلم كبير
ساري، هيا اسع وتقدم
ساري، نحو الأهداف لا تندم
ساري، صنارتك تنادي
هيا اذهب واصطد بالبحار
لاحق الاسماك في الانهار
واحصد الخيرات من الثمار
ومن دموع سواعدنا، ضحكات عيوننا
صيحات نجاحنا هدف عظيم
ساري، صنارتك تنادي
| 12
| 63
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Brave Hunter
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,019
|
BAREC_SpacetoonSong_الطاقة الزرقاء_001.txt
|
غيم هو حلمي
غيم حلمي
أحلم دوما في أن أطير
في الصحو والنوم، صحوي ونومي، أرى نفسي طائرا صغير
سأمضي في أرضي باحثةً عن سر الطاقة الزرقاء بشوقي وتوقي إلى من يطير معي في الفضاء
يا غيوم السماء قولي للسنا إن طائر المساء سيكون أنا
سيكون أنا
غيم هو حلمي
غيم حلمي
أحلم دوما في أن أطير
في الصحو والنوم، صحوي ونومي، أرى نفسي طائرا صغير
سوف آتي يا طيور
فاستقبليني يا طيور
إن الطائرات الكبرى تستعد الآن
إن الطائرات الكبرى تستعد الآن
غيم هو حلمي
غيم حلمي
أحلم في أن أطير
| 18
| 96
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Blue Energy
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,020
|
BAREC_SpacetoonSong_القناص_001.txt
|
قد لمعت عيناه
بالعزم انتفضت يمناه في هدوء الليل
من هو الصامد المغامر في وجه السيل
يبعد عن عينيه الراحة
يتحدى خصما في الساحة
يرمي و يصيب الأهداف
يسعى دوما لتحقيق الإنصاف
وخيال أبيه في الأحلام، يوقظ في القلب الحساس حب الخير لكل الناس
مهما كان الثمن من الصعاب، سيظل البطل القناص، بكل الصبر والإخلاص، يعمل بإجتهاد ، وعلى أهبة الإستعداد.
يرمي و يصيب الأهداف
يسعى دوما للإنصاف.
| 11
| 74
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Sniper
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,021
|
BAREC_SpacetoonSong_الكابتن ماجد_001.txt
|
الكابتن ماجد نجم الملعب، نجم رائع، نجم حساس ومهذب
يعرف ان اللعب مهارة، فن، تمرين متبادل
يصنع اهدافاً واثارة بالتدريب المتواصل
والاخلاص مع الاخلاق تجعله نجما محبوب
تفتح للفوز الافاق
تأتي بالأمل المطلوب
يعرف من أخطاء الغير كيف يكون اللعب الأفضل
يعرف أيضا ان الصبر يصنع نجم الكرة الأول
يلعب في حرص وتفان
يقطع ويمرر ويسدد
نجم متأن متعاون
نجم خلاق متجدد
| 12
| 66
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Captain Majid
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,022
|
BAREC_SpacetoonSong_الماسة الزرقاء_001.txt
|
بريقها يخفي أسرار ويخطف الأبصار.
خير هي بيد الخير شر بيد الأشرار.
بريقها يخفي أسرار ويخطف الأبصار.
خير هي بيد الخير شر بيد الأشرار.
الماسة الزرقاء.
الأرض وما فيها، بالعلم نحميها.
وخير بني الإنسان، يبنيه وينيها،
الأرض وما فيها، بالعلم نحميها.
وخير بني الإنسان، يبنيه وينيها.
الماسة الزرقاء.
| 10
| 62
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Blue Diamond
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,023
|
BAREC_SpacetoonSong_المحقق كونان_001.txt
|
يكتشف الغامض والمثير
يستنتج بالعقل الكثير
كونان الرجل الصغير يسعى دائماً
المحقق كونان يبدو واثقا
يعمل جاهدا
لا يخشى المحن
اسرع فالزمن يجري يا كونان
هيا يا كونان
كونان ذكي
ومن يجابه كونان يرجع خائباً
المحقق كونان يبدو واثقا
يعمل جاهدا
لا يخشى المحن
المحقق كونان
| 14
| 46
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Detective Conan
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,024
|
BAREC_SpacetoonSong_الملاذ الأخير_001.txt
|
بهاء، ضياء، طيور، ونور وغيم بديع الجمال
سأحمي بجسمي بلحمي وعظمي
و يعلو لواء النضال
بهاء، ضياء، طيور، ونور وغيم بديع الجمال
في وجه العادي والباغي نحن جبال
في وجه الطاغي نحن جبال
و العدوان، مهما كان، سوف يهان
سوف يهان
مهما جار، اشعل نارا، بث دمارا، نحن جبال
نحن جبال
مهما حطم، هدم سنزيل العدوان
| 11
| 68
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Final Refuge
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,025
|
BAREC_SpacetoonSong_المونسونو_001.txt
|
أشعر بالقوة، بنشاط الفتو
لن أسمح للشر أن يأخذ أحلامي عنوة
جئت لأنازل
لست بكامل
لكن منسونو بوجوده متفائل
انطلق مونسونو
هيا انطلق
انطلق
قد بدأ النزال
لا أصدق ما أرى
إنه بين يديك
هل هذا خيالي يا ترى ؟
مونسونو
لا أصدق ما أرى
إنه بين يديك
هل هذا خيالي يا ترى ؟
مونسونو
| 17
| 56
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Monsoon
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,027
|
BAREC_SpacetoonSong_ايكو سان_001.txt
|
علم حب لهو مرح جد ونشاط حياة ايكوسان
كي نعرفه ونصادقه هيا معا نتابع ايكوسان
يبحث دوما عن الحقيقة ليفهم الأشياء
يعرف ان العلم طريق النور والضياء
يرفض الظلم و يساعد كل الأصدقاء
يحقق الاحلام دوما بالصبر والذكاء
اوووه اوووه ما اذكاه
هيا نعرف ماذا يحدث معه
هيا نعرف كل شيء عن ايكوسان
كيف يحلم
كيف يفكر في كل الأشياء
كي نتعلم، كي نستفيد هيا نتابع ايكوسان
علم حب لهو مرح جد ونشاط حياة ايكوسان
كي نعرفه ونصادقه هيا معا نتابع ايكوسان
| 14
| 83
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Echo San
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,028
|
BAREC_SpacetoonSong_بابار فيل_001.txt
|
مرة في حينا زارنا فيل ظريف.
برفق قال لنا ليس هنالك ما يخيف.
نحن الخير بطبعنا
لا نرضى ظلم الضعيف.
لا يحيا بيننا الا الانسان الشريف.
بابار فيل ذكي نبيل.
وعالم الاطفال عالم جميل.
بالاخلاق الفضيلة، بالمحبة بالامل، نسمو
ننتصر على المصاعب بالعمل.
بادروا دوما الى الاعتذار عن الزلل.
لا ترفضوا خجلا
ضحكنا
قلنا اجل.
بابار فيل ذكي نبيل.
وعالم الأطفال عالم جميل..
| 15
| 77
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Babar the Elephant
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,029
|
BAREC_SpacetoonSong_باتمان_001.txt
|
باتمان باتمان باتمان باتمان باتمان باتمان
الحارس الذي لا يهادن الشر.
من كهفه انطلق مثل بارق مر.
عبر الطريق نحو الحقيقة فلا مكان للسر،
لبطلنا روح امينة تكتشف اليقين.
ضوء لمع وسط المدينة
رسم ندائاً لمنادينا.
حينا يبدو ويختفي حينا
تلك اشارة باتمان.
ضوء لمع وسط المدينة
رسم ندائاً لمنادينا،
حينا يبدو ويختفي حينا
تلك اشارة بات مان.
باتمان باتمان باتمان باتمان باتمان
باتمان باتمان باتمان باتمان باتمان،
باتمان باتمان..
| 16
| 81
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Batman
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,030
|
BAREC_SpacetoonSong_باص المدرسة_001.txt
|
باص المدرسة
باص ويحلق في الأجواء
يغوص لأعماق الأشياء
يجول بنا كي نتعلم
هذا هو باص المدرسة
نطرح موضوعاً ونسأل
نبحث عن تحليل، عن حل
نحاور بالعقل ونفهم، طلاب ومدّرسة
باص المدرسة
باص ويحلق في الأجواء
يغوص لأعماق الأشياء
يجول بنا كي نتعلم
هذا هو باص المدرسة
| 13
| 49
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
School Bus
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,031
|
BAREC_SpacetoonSong_بي بليد_001.txt
|
هيا سر نحو الاهداف، فالشجاع لا يخاف.
التحدي والقتال سر أبطال النزال.
هيا
هوووووووو
هيه هيه
الفوز لا ياتي من الاحلام وإلا سوف يكون مصيره بين الذكريات.
ايها الامل شاركني الطريق.
وانتظر يا نصر فإني آت
في العمل قوة
وفي التعاون الانتصار.
احلامنا رسم الخيال
مستقبلنا يبدا الآن
هيا سر نحو الاهداف، فالشجاع لا يخاف.
التحدي والقتال سر ابطال النزال
هيا..
| 15
| 71
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Beyblade
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,032
|
BAREC_SpacetoonSong_ثابتون_001.txt
|
ثبات وعزم أكيد أكيد.
ثبات ثبات
بطولة لم تنسنا تفوقا في درسنا
ثباتنا خضنا به الصعاب.
اذا شعرنا بالخطر ثباتنا يمضي بنا فلا نهاب
مامن لغز يتحدانا فنهون.
ذهن وقاد
أسماع وعيون
ثابتون ثابتون.
ثبات وعزم أكيد أكيد.
ثبات ثبات
مغامرون
كل لغز شائك له لدى عقلنا حلول.
ثبات وعزم أكيد أكيد.
ثبات ثبات
لن تقل عزمنا الأهوال والصعاب.
فالشمس لاتعيقها كثافة الضباب
ثابتووووون.
| 18
| 73
|
14-nun
| 14
| 6
| 4
| 3
|
Spacetoon Songs
|
Thabitun
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,033
|
BAREC_SpacetoonSong_جويل_بيت_001.txt
|
هيا بنا
هيا بنا هيا
نحلم سويا
هيا بنا نحو الامل
نسمو الى الأعلى بحلمنا الأغلى
هيا للعمل
نعم هيا بنا
لاتقولوا، مهما يكن، عند المحن ضاع الأمل
لاتتفرقوا أبدا بل اجعلوا من الصعاب حبلا
يجمع شملكم ويقوي ما بينكم
عندها يأتي الأمل
ويهرب الملل
وتحلو الحياة
تحلو الحياة
تحلو مثل الجواهر
لكننا وبصدقنا أغلى
تحلو الحياة
تحلو مثل الجواهر
بالابتسام نطرد الآلام
نمضي للأمام
هيا بنا هيا
نحلم سويا
هيا بنا نحو الأمل
نسمو الى الأعلى بحلمنا الأغلى
هيا للعمل
نعم هيا بنا
| 26
| 86
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Joel Bait
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,034
|
BAREC_SpacetoonSong_حكايات فرحان_001.txt
|
فرحان
من بين كلِّ المخلوقات بالعقلِ امتازَ الإنسان،
رحلتنا بذكاءٍ بدأت، ونمتْ حتى الآن.
في قصصِ الأطفالِ عظات صورٌ ورسومُ وألوان
تستهوينا وتسلينا كحكايةِ فرحان،
فرحان ..
فرحان ..
فرحان.
،فرحان ..
فرحان ..
فرحان.
من بين كلِّ المخلوقات بالعقلِ امتازَ الإنسان.
رحلتنا بذكاءٍ بدأت، ونمتْ حتى الآن
فرحان ..
فرحان ..
فرحان
فرحان ..
فرحان
فـــرحـــان..
| 19
| 75
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Farhan's Tales
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,035
|
BAREC_SpacetoonSong_داي الشجاع_001.txt
|
داي الشجاع
داي الشجاع
| 2
| 4
|
3-jim
| 3
| 1
| 1
| 1
|
Spacetoon Songs
|
Dai the Brave
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,036
|
BAREC_SpacetoonSong_دايس_001.txt
|
انظر لمعان الأحداق
شاعت كالسيف البراق شمسا جاءت بالإشراق
طاروا لقتال وكفاح
والعدل لهم خير جناح
والخير سبيل وسلاح
حملوا أملا لا يخبو
سلوا سيفا لا ينبو
حملوا أملا لا يخبو
سلوا سيفا لا ينبو
هيا دايس، دايس، دايس
حملوا أملا لا يخبو
سلوا سيفا لا ينبو
| 12
| 49
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Dice
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,037
|
BAREC_SpacetoonSong_دراغون بول_001.txt
|
رأيت الحقيقة خلف البصر
رسمت الحروف بعمق الحجر
رأيت الحقيقة خلف البصر
رسمت الحروف بعمق الحجر
أنرت الطريق
وجدت اليقين
رفعت الجباه والهمم
أزلت الغبار عن وجه الحنين
أيقظت الرؤى والذمم
أنرت الطريق
وجدت اليقين
رفعت الجباه والهمم
أزلت الغبار عن وجه الحنين
أيقظت الرؤى والذمم
دراغون بول
قلنا التحدي
قلت الأمل
قلنا الشجاعة
قلت العمل
قلنا التحدي
قلت الأمل
قلنا الشجاعة
قلت العمل
أنرت الطريق
وجدت اليقين
رفعت الجباه والهمم
أزلت الغبار عن وجه الحنين
أيقظت الرؤى والذمم
أنرت الطريق
وجدت اليقين
رفعت الجباه والهمم
أزلت الغبار عن وجه الحنين
أيقظت الرؤى والذمم
دراغون بول
| 34
| 96
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Dragon Ball
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,038
|
BAREC_SpacetoonSong_دوربي مع دو ري مي_001.txt
|
نهر الصفا لحن غفا.
قلبي اصطفى الود شفا.
لقلوب تعشق الوفا هم اصدقائي
عزائي هنا شلال حب يسكنه.
تغطي البحر وتنادينا بهمس.
نشيدكم مدى وعهدكم صدى
والورد والندى صوت يشدو.
الان نبتدي بحبنا ندي
بحثا عن الغد فامي ري دو.
| 9
| 46
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Dorby with Do Re Mi
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,039
|
BAREC_SpacetoonSong_روبن هود_001.txt
|
روبن هود
روبن هود روبن هود
يمشي سعيدا في الغابات،
حوله الأصدقاء
روبن هود روبن هود،
يمضي في عزم وثبات
عيناه دوما للسماء
خلف الأعداء والأشرار،
هو للأصحاب خير صديق،
بالحب ينور كل طريق
روووووووووروبن هود
والقوس بين يديه،
لا يأبه للأخطار،
مثل النار يصوب سهما
هو كالأبطال في الأدغال،
روبن هود،
روبن هود روبن هود
يمشي سعيدا في الغابات
حوله الأصدقاء..
| 19
| 72
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Robin Hood
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,040
|
BAREC_SpacetoonSong_ريمي_001.txt
|
ريمي ريمي ريمي ريمي ريمي ريمي.
ظلت الذكرى.
،نسيت الحزن شوقا للغد الافضل.
دروب قد قطعتيها
افينا البعد ام فيها.
نسينا عيبنا بالامس
لم نسال.
ظلت الذكرى.
نسيت الحزن شوقا للغد الافضل،
دروب قد قطعتيها
افينا البعد ام فيها.
نسينا عيبنا بالامس لم نسال.
،ريمي ريمي ريمي ريمي ريمي ريمي.
ريمي ريمي ريمي ريمي ريمي.
ريمي قلب ساهر
ريمي حلم ساهر
ريمي ريمي ريمي ريمي ريمي ريمي.
ريمي.
| 18
| 83
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Remy
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,041
|
BAREC_SpacetoonSong_سكان تو_001.txt
|
من كوكب الأرض سرنا في هذا الكون.
نزرع الصداقه بألف لون و لون.
في سكان تو قو
في كل رحله لدينا صديق.
وجدنا الفوز يكمن في خوض الطريق
في سكان تو قو.
لو فزنا أو خسرنا المهم ألا نخسر طيبتنا.
ولكن بفضل عزيمتنا لا شئ سيثنينا.
سكان تو قو
لنا في الكون أصدقاء في رحلتنا في الفضاء.
سكان تو قو.
على طول السباق إننا رفاق في سكان تو قو.
سكان تو قو
لنا في الكون أصدقاء في رحلتنا في الفضاء.
سكان تو قو
على طول السباق إننا رفاق في سكان تو قو
سنبقى أصدقاء في سكان تو قو.
| 17
| 109
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Inhabitants of Two
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,042
|
BAREC_SpacetoonSong_شوت_001.txt
|
اللعب ينادينا وجماهير تحيينا
هتاف يتعالى مثل امانينا
فيبعث فينا عزما ويقينا
سدد اجد التهديف
العب
حاور بذكاء
واستفد من الاخطاء
فتش عن ثغرة الآن
خصمك في الملعب حتما سيناور
العب
حاور بذكاء
واستفد من الاخطاء
سدد اجد التهديف
العب
حاور بذكاء
واستفد من الاخطاء
سدد
اجد التهديف
حاور دون استخفاف
واتقن صنع الاهداف
لا تستسلم للهجوم
شامل نجم النجوم
شامل..
| 23
| 63
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Shot
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,043
|
BAREC_SpacetoonSong_صانع السلام_001.txt
|
يا صانع السلام
يا صانع السلام
رأيت أياما من القهر
كتبت على دفاتر عمري
طفولة بريئة تجري أمام عيني الساهرة ولا أدري
رأيت أنواعا من الظلم و الحزن و الذل والدم
تجارب قد صقلت عزمي
كانت دواء لي من الغم
يا صانع السلام
يا صانع السلام
نذرت نفسي حاميا للناس، لكل الأبرياء، نصيرا للضعفاء
ارادتي لا تهزها جبال
سأجعل الالام دافعي نحو الأمام
صانع السلام يا صانع السلام
سأكون دوما صانعا للسلام
صانع السلام يا صانع السلام
سأجعل الالام دافعي نحو الأمام
يا صانع السلام
| 18
| 87
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Peacemaker
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,044
|
BAREC_SpacetoonSong_صقور الأرض_001.txt
|
شرف الوطن اغلى منا ومن ما قد يجول فكرنا في اي زمن
شرف الوطن اغلى منا ومن ما قد يجول فكرنا في اي زمن
شرف الوطن هو ارضي
شرف الوطن قبلي و بعدي
شرف الوطن مرآة مجــــدي
سيفي و رمحي في وجه المحن
شرف الوطن اغلى منا ومن ما قد يجول فكرنا في اي زمن
شرف الوطن اغلى منا ومن ما قد يجول فكرنا في اي زمن
تعاهدنا معا على الاخـــلاص و القتال
تعاهدنا
غدا سنعلي رايـــــة الفــــــــداء
عهدا بأن نكون اقوى من الحصون
ارواحنا فدى الوطن رخيـــــــصة الثمن
شرف الوطن اغلى منا و من ما قد يجول فكرنا في اي زمن
شرف الوطن اغلى منا و من ما قد يجول فكرنا في اي زمن
صقـور الأرض
| 16
| 117
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Falcons of the Earth
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,045
|
BAREC_SpacetoonSong_عهد الأصدقاء_001.txt
|
نهارنا عمل
نملك الخيار، وخيارنا الأمل
وتهدينا الحياة اضواء في اخر النفق
تدعونا كي ننسى ألماً عشناه
نستسلم لكن لا ما دمنا احيــــــــاء نـــــــرزق
ما دام الامل طريقا فسنحياه
بيننا صديق لا يعرف الكلل
مخلص رقيق
إن قال فعل
روميو صديقي يحفظ عهد الأصدقاء
يعرف كيف يجابه الأيام
روميو صديقي علمنا معنى الوفاء
علــــــــمنــــــــا الا نخشى الآلام
| 13
| 58
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Pact of Friends
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,046
|
BAREC_SpacetoonSong_فرسان الأرض_001.txt
|
مهما طال الزمان و ابعدتنا المسافات يبقى فينا الحنين خيطا يلف قلوبنا.
ها قد آن الاوان لنلون احلى الامنيات، لنعود للوطن و نزرع فيه الاغنيات،
هيا نمشي معا فرسان الأرض
ففي وحدتنا دوما قوة.
بالخير نصنع غدا فرسان الأرض
لا يبالي بالمصاعب والاخطار
ارضنا يا جوهرة في السماء، يا امنا نادينا وسنلبي النداء،
ارضنا يا جوهرة في السماء. نادينا و بالأرواح نلبي النداء
نادينا و بالأرواح نلبي النداء.
| 9
| 76
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
Knights of the Earth
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,048
|
BAREC_SpacetoonSong_محققون_001.txt
|
ما ألطف تلك العيون والقوائم ذات الفراء
كم نحب تلك الذيول حين تهتز بذكاء
إنها الحيوانات شركاؤنا في الحياة
محققون
ندافع عنها
محققون
نأخذ شكلها
محققون
نحمي بيئتها في عالمنا
محققو الحيوانات
| 10
| 32
|
11-kaf
| 11
| 4
| 2
| 1
|
Spacetoon Songs
|
Investigators
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,060,051
|
BAREC_SpacetoonSong_مغامرات حنين_001.txt
|
سعادة الانسان.
هدف عبر الزمان.
نسعى اليه يشعرنا بالامان.
وصديقتنا حنين.
تحاول ان تعين.
من يحتاجها في كل مكان.
هيا يا حنين.
سابقي الأيام.
لنعيش السنين.
في دنيا كالاحلام.
هيا يا حنين.
هيا يا حنين.
هيا يا حنين.
هيا يا حنين.
سابقي الأيام.
لنعيش السنين.
في دنيا كالاحلام.
هيا يا حنين.
سابقي الأيام.
لنعيش السنين.
في دنيا كالاحلام..
| 21
| 80
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
Spacetoon Songs
|
The Adventures of Hanin
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,070,003
|
BAREC_chatGPT_3.5_200_sents_2to4_words_001.txt
|
القطة نائمة.
الكتاب مفتوح.
الشمس مشرقة.
الزهرة حمراء.
السمك سريع.
البالون أحمر.
السيارة سريعة.
البيت صغير.
الكعك لذيذ.
الكرة مستديرة.
القمر لامع.
العصفور صغير.
الأميرة جميلة.
الساعة كبيرة.
الأصدقاء سعداء.
الفيل كبير.
الشجرة خضراء.
أنا صغير.
هذا كتاب.
أنا احب اللون الأحمر.
الشمس ساطعة.
القمر لامع.
السماء زرقاء.
الزهور جميلة.
الأشجار كبيرة.
البحر ممتع.
الرمل ناعم.
الأسماك سريعة.
القطة صغيرة.
الكلب وفي.
الأرنب سريع.
الفأر صغير.
الطائر يغني.
الفراشة تطير.
الفيل ضخم.
الأسد شجاع.
النمر قوي.
الحصان سريع.
البقرة كبيرة.
الدجاج يفرخ.
البطة تسبح.
السمكة سمينة.
الفاكهة لذيذة.
الخضروات صحية.
الحليب بارد.
العصير حلو.
الخبز طازج.
الزبدة لذيذة.
البيت صغير وجميل.
الشجرة كبيرة وخضراء.
الباب مفتوح ومرحب.
النافذة نظيفة وواضحة.
السجادة لينة ودافئة.
الكرسي مريح وكبير.
الطاولة صغيرة ومستديرة.
السرير دافئ ومريح.
المصباح ساطع وجميل.
الساعة تكتم وتدق.
الهاتف يرن ويزن.
الكمبيوتر جديد وسريع.
اللعبة ممتعة ومسلية.
الكتاب مفيد ومثير.
القلم حاد وملون.
الورقة بيضاء ونظيفة.
الألوان متنوعة وزاهية.
الرسم ممتع وجميل.
الغسيل نظيف ومرتب.
الحمام جاف ودافئ.
الأسنان نظيفة وصحية.
الفرشاة صغيرة وناعمة.
النوم هام ومريح.
الأحلام جميلة ومثيرة.
الصباح باكر ومشرق.
الليل مظلم وساحر.
النجوم لامعة وجميلة.
القمر مستدير وكبير.
الشمس حارة ومشرقة.
الجو بارد ومنعش.
المطر ممتع ورائع.
الثلج بارد وجميل.
الرياح قوية وعاصفة.
القصة قصيرة وممتعة.
الشعر رقيق ومعبر.
الرقص ممتع وجميل.
الأصدقاء طيبون ومخلصين.
الضحك مع الأصدقاء ممتع.
القفز على السرير ممتع.
الرسم بالألوان مبتكر.
القصص قبل النوم مثيرة.
الاستحمام يومياً ضروري.
الجمعة يوم عطلة وممتع.
السبت يوم استراحة ومشوق.
الأحد يوم استجمام ومرح.
الشتاء بارد وجميل.
الصيف حار ومشمس.
الربيع ممتع وملون.
الخريف ملون وجميل.
الطقس غائم وغامض.
العاصفة قوية ومخيفة.
الضباب كثيف وغامض.
الثلج يتساقط ويغطي الأرض.
البرق يلمع في السماء.
الرعد يدوي ويصدر صوتًا مخيفًا.
الرياح تهب بقوة وتثير الأشياء.
الغيمة بيضاء وضخمة.
الشمس تشرق في الصباح الباكر.
القمر يظهر في الليل.
النجوم تلمع في السماء اللامعة.
الليل هادئ ومريح.
الصباح منير وجميل.
الزهور تتفتح وتعطي رائحة طيبة.
الأشجار تنمو بسرعة وتزدهر.
الحيوانات تلعب وتستمتع.
الفراشة تحلق في الهواء.
الطائر يغني بصوت جميل.
السمك يسبح في الماء.
الأفعى تزحف على الأرض.
القطة تستريح في الظل.
الكلب يلعب بسعادة.
الحصان يجري بسرعة كبيرة.
البقرة تأكل العشب.
الدجاج تفرخ البيض.
البطة تسبح في البركة.
الفأر يهرب بسرعة.
النمر ينام في الغابة.
الطائرة كبيرة وسريعة.
الزورق صغير ومرح.
الدراجة حمراء وسريعة.
البالون أزرق وجميل.
الزهور ملونة ومتنوعة.
الكرة صفراء ومستديرة.
القطة سوداء ولطيفة.
الكلب بني ووفي.
الحصان أبيض وجميل.
الأسد برتقالي وشجاع.
النمر أصفر وقوي.
الفأر رمادي وصغير.
الطائر أخضر وجميل.
الفراشة زهرية ولامعة.
السمكة برتقالية ولذيذة.
الفرخ أبيض وصغير.
الصغار سعداء ومبتسمين.
العائلة معا ومتحابة.
الأم تهتم بأولادها.
الأب قوي ومساعد.
الجد حكيم وذو خبرة.
الجدة حنونة ومحبوبة.
الأخت لطيفة وذكية.
الأخ طيب ومفيد.
الأخوات متحابات ومتفاهمات.
الضحك مع الأصدقاء ممتع ومرح.
القفز على السرير ممتع ومحظور.
الرسم بالألوان مبتكر وجميل.
الأسنان نظيفة وصحية ولامعة.
الشتاء بارد ورائع وثلجي.
الصيف حار ومشمس وممتع.
الربيع ممتع وملون وجميل.
الخريف ملون ومعتدل وجميل.
الطقس غائم وبارد وغير مستقر.
العاصفة قوية ومخيفة وعنيفة.
الضباب كثيف ومزعج.
الثلج يتساقط بغزارة ويغطي الأرض.
البرق يلمع في السماء ومخيف.
الرعد يدوي بقوة ويرعب.
الغيمة بيضاء وكبيرة وثقيلة.
الشمس تشرق في الصباح وتشع بدفء.
القمر يظهر في الليل ويضيء السماء.
الصباح منير ومشرق وجميل.
الزهور تتفتح وتعطي رائحة طيبة وعطرة.
الأشجار تنمو بسرعة وتزدهر وتورق.
الحيوانات تلعب وتفرح وتتسلى.
الفراشة تحلق في الهواء وترقص بجمال.
الطائر يغني بصوت جميل وعذب.
السمك يسبح في الماء بسرعة وسهولة.
الأفعى تزحف على الأرض بحركاتها المميزة.
القطة تستريح في الظل وتستمتع بالنوم.
الكلب يلعب بسعادة ونشاط.
الحصان يجري بسرعة كبيرة ويقفز بفخر.
البقرة تأكل العشب وتنتج الحليب.
البطة تسبح في البركة برشاقة.
البطاريق تسبح في الماء وتمرح.
القرد يقفز من شجرة إلى أخرى.
الزرافة طويلة العنق وجميلة.
الفيل ثقيل وكبير ولطيف.
الفهد ملون وجميل وسريع.
السلحفاة بطيئة ومثيرة.
الثعبان يزحف ويمكنه الزحف في الأشجار.
البومة حكيمة ولديها عيون كبيرة.
الدب كبير وقوي ولطيف.
الفراشة الليلية تطير في الظلام.
الصمغ لزج ويمكن استخدامه للصق.
الشكولاتة حلوة ولذيذة ومحبوبة.
البسكويت مقرمش ولذيذ وسهل التناول.
الآيس كريم منعش ولذيذ وبارد.
البيتزا لذيذة وتحتوي على العديد من النكهات.
البطاطس مقرمشة ولذيذة عند القلي.
الشوكولاتة الساخنة دافئة ومميزة في الشتاء.
| 197
| 857
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
chatGPT
|
#
|
#
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,001
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_001.txt
|
لغتي تُغَنِّي
طار وصفـَّق
طار البلبُلْ فوق المنزلْ
قفز الأرنبْ يلهو يلعبْ
زَحَفتْ أفعى راحتْ تسعى
سبحَتْ سمكهْ قرب الشبكهْ
"حُبَّى" تجري قرْبَ النهرِ
ليلى تمشي فوقَ القشِّ
سلوى تحْبُو مثلَ "البُبُّو"
مَن يتسلَّقْ نحْوَ اللَّقْلقْ؟
يَرْسو في الميناء الزَّورقْ
القصيدة أفعال تدل على حركة الإنسان والحيوان والأشياء، حاولوا ان تضعوا أفعالاً لتسمية حركة ما حولكم في البيت!
| 12
| 65
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,002
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_002.txt
|
البيــت
شَعْرٌ أو طينٌ وحجارُ
المنزلُ بيتٌ أو دارُ
بيتُ العصفورِ هو "العُشُّ"
وجوانبُهُ دوماً قَشُّ
"الخيمةُ" بيتٌ و"الجُحْرُ"
و"القريةُ" أيضاً و"الوَكْرُ"
أينَ تُراها تحيا الخيلُ
بيتُ الخيل هو "الإصْطَبْلُ"
والبيتُ المشهورُ "عَرينُ"
مِنْ مَلِكِ الغابةِ مَسْكونُ
سيُلاقي سيفي لا صَوْتي
مَنْ يسرِقُ في يومٍ بيتــي!
*هناك أنواع كثيرة من البيوت مثل: الكوخ والقصر والكهف والنُّزُل، اذكروا اسم بيوت أخرى للإنسان أو الحيوان.
| 14
| 85
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,003
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_003.txt
|
ما أكثرَ الأصواتْ في هذه الحياةْ
للنائمِ الشخيرُ للقطةِ المُواءُ
للأسدِ الزَّئيرُ للذئبةِ العُواءُ
صوتُ المريضِ المتعَبُ : الأنينُ
لجرسِ المدرسةِ الرَّنينُ
وللذبابِ دائماً طَنينُ
لنارِنا أَجيجُ لديكِنا صِياحُ
لعرسِنا هَزيجُ لكلبِنا نبُاحُ
للفرسِ الصَّهيلُ لمن إذاً هَديلُ؟
للجَمَلِ الرُّغاءُ للضفدعِ النَّقيقُ
صوتُ مياهِ الجدولِ الخَريرُ
وللبحارِ غالباً هَديرُ
مِنَ القطَارِ يُسْمَعُ الصَّفيرُ
لصوتنا عَجيجُ وفي البُكا نَشيجُ
ما الهمسُ والضوضاءُ؟
والنَّوْحُ والغناءُ؟
أسنانُنا أصواتُها صَريفُ
مِنَ الرياحِ يُسْمَعُ العَزيفُ
لكلِّ شيءٍ ناعمٍ حَفيفُ
مَنْ عِندكمْ مشهورُ وصوتُهُ الصَّريرُ؟
مَنْ صوتُهُ الخُوارُ هل يا ترى الحمارُ؟
*الأصوات لها أسماء، لكن إن لم يكن لها اسم محدد فنكتفي بالقول: صوت المذياع وصوت العجوز،
لكنكم تستطيعون أن تسألوا عن أصحاب هذه الأصوات: النَّزيب النَّعيب النَّعيق النَّهيق
| 23
| 124
|
15-sin
| 15
| 6
| 4
| 3
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,004
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_004.txt
|
غنَّى النبع
فاض َالنبعُ العذبُ الأجمل ْ
فكَّرَ: «ماذا أفعل ْ؟
حسنا ً!!
نحو َالنهر ِ
حتى يذهب َ صوب َ البحر ِ
لكن ْ نهري ماذا قالْ ؟
غَنَّى: «آه ٍ..
يا ولدي الشلا َّلْ!
صُب َّ الماء َ على الأطفال ْ
ليغنُّوا للماء الكَوْ ثر ْ
واسألْهم في الحالْ:
قولوا لي..
ما معنى جعفرْ؟
*هل تستطيعون استخراج مسميَّات من الأحواض والظواهر المائية من القصيدة؟
| 15
| 82
|
9-ta
| 9
| 3
| 2
| 1
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,005
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_005.txt
|
وكل اسم من أسمائنا له معنى، إذا لم تعرفوا اسألوا من هم أكبر منكم عن معنى أسمائكم..
سال الوادي
رَشَّتْنا النافوره اُنْظرْ هذي الصوره
دَمَعَتْ عيني في الأفراحْ
هَمَلَتْ دمعاً في الأَتراحْ
اُنظرْ يا أستاذُ في الشُّبَّاكِ رَذاذُ
يَنْبوع في القرية فاضَ
بَعْدَ الصيف القاسي غاضَ
قَطْراتٌ من جَرَّهْ
رَشَحَتْ فَسَقَتْ زهرهْ
طافَ النهرُ وساحَ الجدولْ
وسريعاً فلاحٌ أَقْبلْ
إنْ داهمَنا السَّيلُ حتماً يأتي الوَيْلُ
مطرُ القريةِ يرجو أنْ يَعْقُبَهُ الثلجُ
ذاكَ الماءُ الدافقُ يجري
تحتَ حجارةِ حقلي يسري
صَبَّ المطرُ القادمُ وابلْ
رَوَّى الداخلَ حتى الساحلْ
دُرٌّ شَكْلُ البَرَدِ النازلْ
فوقي يَنْصَبُّ الشَّلالْ
وأنا الواقِفُ كالتمثالْ
سالَ الوادي
يا أولادي
تحيا كلُّ ربوع بلادي
*لسيلان الماء وتسرُّبه وتدفُّقه أفعال كثيرة، استخرجوها من القصيدة، وأضيفوا أفعالاً أخرى إن عرفتم
| 25
| 125
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,006
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_006.txt
|
جاءتْني الأَلِـــفُ المَقْصورهْ
تَطْلُبُ أنْ تَظْهَرَ في الصورهْ
الأَلـِـــــفُ المَمْـــدودةُ أُولى
وأنا دَوْري الصَّــفُّ الثـاني
أين تراني؟
أين مكاني؟
فـــــــــي آخـر حـرف تلقـاني
كَـــ"رَمـى" و"كَفَى" و"سَعَى" و"شَفَى"
و"نَدَى" و"مَــدَى" و"هَـوَى" و"لَدَى"
و"رَدَى" و"شوى" و"سُدَى" و"عَوَى"
المقصورةُ مِثْلُ البَطَّهْ
ترفَعُ ذَيْلاً مِثْلَ القِـطَّهْ
لا تستخدمُ أبداً نُقْـطَهْ
كـ"طَوَى" و"رَوَى" و"نَوَى" و"لَوَى"
"حتـــــى" و"بَلى" و"إلــــى" و"عَلَى"
غَسَلَتْ ليــــلى أغلـى مِـقْلَــى
وقَلَــتْ سَمَــكاً قُـرْبَ المَجْلَى
ومَضَتْ تُنْشِــدُ: عَمَـلي أَحْـلى
الـــــوردةُ قالَــــــتْ لي: "أَخْشَى"
في الشُّرْفةِ أنْ أبقـــــى "عَطْشَى"
المقصــــــــــــــورةُ جاءَتْ زَحْفا
تَسْــــــألُ عــــن حالتِها لَــهْفَـى
عندَ "المَرْعَـى" و"المُسْتَشْفى"
قالتْ: دَرْسُــــــكَ حقـــــــاً كَفَّى
بلْ كَفَّـــى فـــي الشَّرْحِ وَوَفَّــــى
*في القصيدة أَلِفاتٌ مقصورة، نطلب منكم أن تجدوها، ثم ترتبوها حسب مجيئها في الحروف والأسماء والأفعال،
| 26
| 187
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,007
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_007.txt
|
والمجتهدون منكم سيعرفون سببَ مجيء هذه الأَلِفات مقصورة.
يَحْـــــدو سامي جَمَلا
و"غَدا" رامي بَطَلا
يَصْفــو دوماً شُرْبي
يَرْفو "سابا" ثَوْبي
قــــــالَ الشجرُ: صَحْبـــي البَشَرُ
مَطَرَتْ فـَـــوْقي فـ"نَما" وَرَقي
فَـ"زَهــا" زَهَــرُ و"حَــلا" ثَمَرُ
و"شدا" الطائرْ و"غَــدا" حائرْ
و"رَسا" المركبُ في الميناءِ
بَعْدَ طـَــــــــــوافٍ عَبْرَ المـاءِ
و"دَعا" أهلـــي قَبـْلَ الكُلِّ
فـ"شَدا" للجَمْـــــــــعِ الرُّبَّانُ
رافَقـَهُ عَــــــزْفٌ فَتَّـــــــــــانُ
فـ"خَطـا" القِــــــطُّ بشَكلٍ سِرِّي
و"دَنـــا" مــــــن مائــدةٍ تُغْري
و"سَطا" فوراً ومضـى يجري
فـ"صَحـــا" عَمِّي وهْوَ يصيحُ:
لا تَدَعُـــــــــــوا السَّرَّاقَ يَروحُ!
الأَلِــــــــفُ المَمْـــدودةُ فَـــــرِحَتْ
وكما نعـــــرفُها قـــد وقَــــفــَتْ
كـ"عَصا" خلفَ السارقِ ركضتْ
ضَرَبَتْ..
ضَرَبَتْ..
حتــــــى تَعِبَـتْ
لكــــنْ بعـــدَ قليــــــــــل صَدَحتْ:
عُشـْــــبٌ و"ظِبا" شجــــــرٌ و"صَبا"
وطنـــــــــي حُلْـوٌ سهــــــلاً و"رُبـا"
و"جَفا" و"سَجا" و"عَفا" و"رَجا"
و"دنا" و"صحا" و"مَحا" و"جُحا"
أنا مَمْــــــدودهْ مثْلُ العُــــودهْ
كلماتــــــي أيضــاً مَحْدودهْ
*من خلال القصيدة اكتشفوا متى نكتب الألف ممدودةَ.
وعليكم أن تستخرجوا الأسماء والأفعال والأدوات التي ظهر في آخرها ألف ممدودة.
وهناك أفعال مضارعة في القصيدة ماضيها ينتهي بألف ممدودة.
استخرج من المعجم معنى: رفا. زها. صَبا. سَجا. عُرا. ذُرا.
| 36
| 252
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,008
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_008.txt
|
ألــــــفٌ باءُ تـــاءٌ ثـــاءُ
نحن الأصحــــابُ الرُّفقاءُ
مختلفونْ متَّحدونْ
وإذا دخلتْنا الحـركاتْ
أعطتنا نغماً وصِفاتْ
فتحهْ..
ضمهْ ..
كسرهْ
شَـدَّهْ مَـــدَّهْ
أحياناً نأتـي بسكـونْ
يَتْبعُنا حِيناً تنـــوينْ
نطلبُ دومـــاً علماً
حتى لو في الصينْ
*لغتنا فيها الحرف والحركة، والحركات تتغير كثيراً، وحتى في الكلمة الواحدة أو الفعل
فالحركة تغيِّر المعنى،
مثل:
بَرٌّ.
بِرٌّ.
بُرٌّ.
سَمِعَ.
سُمِعَ.
كتَبَ.
كتَّبَ
| 23
| 72
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,009
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_009.txt
|
مـاجَ يمـوجُ النهـرُ
نهـرٌ مائـجْ
هـاجَ يهيـجُ البحـرُ
بحـرٌ هائـج
قـالَ يقـــولُ مـالَ يميـلُ
طـالَ يطولُ سـالَ يسيلُ
زالَ..
يـزولُ الخطـرُ
خطـرٌ زائـلْ
سـالَ يسـيلُ المطـرُ
مطـرٌ سـائلْ
سادَ..
يسـودُ
حادَ ..
يحيـدُ
عادَ ..
يعـودُ
زادَ ..
يزيـدُ
هـذا فعـلٌ يُعْــرَفْ
في لغتي بـ"الأجـوفْ"
*الفعل الأجوف هو فعل من ثلاثة أحرف في وسطه حرف علة (و. ي. ا) وفي فعله المضارع تظهر واو أو ياء أو ألف:
راح يروح .
جاء يجيء .
سار يسير .
دار يدور .
نام ينام .
حار يحار.
| 28
| 102
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,010
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_010.txt
|
رَفَّ ..
يَـرِفُّ العَلـمُ
خَفَّ ..
يخِـفُّ الألـمُ
رَدَّ ..
يعُـدُّ
صَدَّ ..
يَصُدُّ
لَفَّ ..
يَلِـفُّ القمـرُ
جَفَّ ..
يجِـفُّ النَّهَـرُ
شَـدَّ الطفـلُ الحَبْــلا
حَـدَّ النَّهْـرُ الحَقْــلا
عَرَفَ الواجـبْ
مَـرَّ ..
يَمُـرُّ جَـرَّ..
يَجُـرُّ
سَرَّ..
يسُرُّ
مَـرَّ ..
يمـرُّ المركـَـبْ
والـُّربَّـانُ الأرنـَـبْ
*تضعيف أي شيء يعني تكراره، أو زيادته ضِعفاً،
الشدة في لغتنا تعني أننا كرَّرنا الحرف،
اكتشف الحروف المضعفة في القصيدة، واذكر أفعالاً أخرى مضعفة.
| 26
| 85
|
12-lam
| 12
| 5
| 3
| 2
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
1,080,011
|
BAREC_Other_لغتي_تغني_بيان_صفدي_011.txt
|
نهـرٌ صغيرٌ : جَدْوَلُ
فيـلٌ صغيرٌ : دَغْفَلُ
وابـنُ الضِّبـاعِ الفـُرْعُلُ
إن الحصَى صِغــارُ كِبـارها الحِجــارُ
والجَمَلُ ابنُـهُ القَعـــــــــــــــــــودُ والحُـوارُ
صغيرُ ماذا الدَّيْسَـمُ؟
ماذا يكونُ البُرْعُـمُ؟
هل يا أُخَـيَّ تعلــمُ؟
للنمـلِ طبعــاً ذَرُّ
وللحصـانِ مُهْــرُ
أغلى الصغارِ طفلي
وهْــــو حبيبُ الكلِّ
الفَـــرْخُ والسَّخْلَـةُ والخـروفُ
هل أبو هذي عندَكُمْ معروفُ؟
*إذا لم تعرف ابن أحد الحيوانات فقلْ مثلاً: للطيور قل فرخ اللقلق
ولأكثر الحيوانات قل ابن كابن الباندا والكنغر
وللحيوانات المفترسة ذات المخالب قل مثلاً جرو الفهد.
| 17
| 83
|
13-mim
| 13
| 5
| 3
| 2
|
My Language Sings
|
My Language Sings
|
Bayan Safadi
|
Arts & Humanities
|
Foundational
|
Subsets and Splits
No community queries yet
The top public SQL queries from the community will appear here once available.